(هُذاذِيكِ حِنِّي)
سعد محمد مهدي غلام
2025 / 5 / 5 - 00:02
(دعاءُ الحَرْفِ المُتَلَعْثِمِ في حَضْرَةِ النَّشْوَة)
1. مهادُ الجسدِ المتوهِّج
أَسِيحُ عَلَى تَضَارِيسِكِ،
طَلَلِي الإِهَابِ،
مُبَلَّلُ البَوْحِ،
سَاكِنُ الصَّوْتِ،
أَطْعَنُ تَرَاتِيلَ الغَبَاشِ
بِغَبَاءِ سُهَادِي المَصْهُورِ.
أُبَذِّرُ دُخَانَ طَلْعِي
فَوْقَ عُثُوقِ نَخْلَتِكِ،
أَهُزُّهَا...
تَتَسَاقَطُ نُجُومُ كَسْرِ القَمَرِ،
مُجَعَّدُ الذَّاكِرَةِ.
نَزْفُ زَقْزَقَةِ عَصَافِيرَ،
تَضِجُّ قَبْلَ أَنْ تَطِيرَ...
2. عروجُ الجذبةِ واللّونِ والعشق
أُقْيَانُوسُكِ مُحِيطٌ،
مَدُّهُ يَكْتَسِحُ جُرْفِي.
أَتَرَنَّحُ،
الدَّرْوِيشُ بِحَضْرَةِ قُطْبِهِ،
أُطَوِّفُكِ بِـ الجَذْبَةِ...
أُقْنُومٌ تَرْتَدِيهِ،
إِقَالِيمُ مَمْلَكَةِ الحَيَاءِ وَوَقَارِكِ.
أُفَضِّي خَفَرَهَا،
بِفَكِّ أَصْدَافِ طَلَاسِمِ يَقِينِي.
تَنْشَقُّ هَوَاجِسُ قَامَتِكِ،
نُدُبُ نَسِيمٍ فَاتِحِ الشُّرُوقِ.
أُوقِدْ قِنْدِيلَ المَسَاءِ ثَانِيَةً،
يُجِيرُ إِرْجَاءَ فَجْرِكِ.
تَزْهَقُ زُرْقَةُ عَيْنَيْكِ
رَجَاءَ التَّلَأْلُؤِ...
بَرْلَنْتُ شُرْبِ اللاَّزُورْدِ،
دِهَانٌ مِنْ شَغَفِ الهِيَاجِ،
تُزَوْهِرُ تُرْكْوَازِيَّ الظِّلِّ،
يَسْتَنْشِقُ حُبُورَ الشَّهْقَةِ...
3. دعاءُ الحرف واستغاثةُ النهاية
وَجِيفُ الرَّنِينِ الوَجِلِ،
رَبِيعُهُ غَيْمَاتٌ مِنْ مُزْنِ الخَرِيفِ.
أَزُخُّكَ آهَاتِ شُعَاعِ شَمْسِي،
تَزْهُو غَبَاشَاتُ نَجْوَاكِ...
نَسَمَاتٌ، مَنْبَعُهَا رَوَافِدُ غَدِيرِ شَفَةِ جُرْفٍ،
جُرُوحِي تَسْقِينَهَا غَامِقَ الغَرَقِ.
كُلَّمَا تَفِيضِينَ...
اللهُ عَلَيْكِ، رُوَيْدَكِ...
رَحْمَاكِ!
خَسِرْتُ ثَنَايَا ثَغْرِي مَلَامِحَهَا،
أَسْتَلِي لِسَانَ حَرْفِي،
اِعْتَصِرِي مُعَتَّقَ رُضَابِهِ،
اِحْتَسِيهِ...
اِحْتَسِيهِ بِرَوِيَّةٍ...
أَعِيدِيهِ لِي، إِذْ تَكْتَفِي،
فَقَدْ فَقَدْتُ حِسَّ صَبْرِي...