أيْننا من المعارك العمالية..؟ معركة عاملات وعمال سيكوم بمكناس، نموذجاً..


حسن أحراث
2025 / 4 / 28 - 20:50     

أينما ولّيت وجهك ببلادنا تجد معركةً نضالية. وكلُّ معارك بنات وأبناء شعبنا في حاجة ماسة الى الدعم والتضامن الفعليين والملموسين، وخاصة المعارك العمالية. علماً أن هذه المعارك محاصرة أشدّ الحصار من طرف النظام القائم والباطرونا أولا، ومن طرف القوى السياسية المتخاذلة والقيادات النقابية البيروقراطية ثانيا؛ ومعركة عاملات وعمال سيكوم بمكناس واحدة من بين هذه المعارك التي تقاوم الإجرام من جهة، والاستنزاف من جهة أخرى.
إن أيَّ معركة نضالية من شأنها أن تفضح الشعارات البراقة المرفوعة وأن تكشف حقيقة الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية المأساوية تصير في حكم النقط السوداء المستهدفة من قبل الجهات "المتضررة". والخطير أن يكون ضمن هذه الجهات "المتضررة" الى جانب النظام والباطرونا والقوى السياسية، أطرافٌ مفروض فيها، بالنظر الى شعاراتها، أن تكون مناصرة لهذه المعارك النضالية. ولا نستغرب كيف يخبو "حماسها" وينطفئ "نورها" كلما تعلق الأمر بمعركة نضالية ترفض المساومة والاتجار باسم النضال..
المأساة هنا تتكرر باستمرار وبكاريكاتورية مشمئِزّة. لكن الى متى؟
هل مطلوبٌ من المناضلين، منظَّمين أو غير منظَّمين، الدعم والتضامن فقط؛ والعودة الى "قواعدهم سالمين" (وحتى غير سالمين) وكفاهم ذلك "شرّ" النضال؟
كل التقدير النضالي للمناضلين الصادقين، منظمين سياسيا ونقابيا وجمعويا وغير منظمين، إبان المحطات النضالية (مسيرات ووقفات وقوافل...) وعبر انخراطهم الدائم في معمعان الصراع الطبقي ببلادنا. ولابد من الاعتراف بمجهوداتهم وتضحياتهم من أجل انتصار المعارك النضالية. وأخص بالذكر المحامين المناضلين الذين لا يتردّدون في مؤازرة مهضومي الحقوق من عمال وفلاحين فقراء وطلبة ومعطلين...، وكذلك ضحايا القمع السياسي وإجرام النظام بشكل عام، مثل جريمة اغتيال المواطن ياسين شبلي بمدينة بن جرير. ولا يفوتني تسجيل دعمي وتضامني المستمرين مع عائلة الفقيد/الشهيد ياسين المعتصمة أمام المحكمة الابتدائية حتى انتزاع حقها "التمكن من نُسخ تسجيلات الكاميرات التي توثِّق لتعذيب ياسين بمخفر الشرطة". وأغتنم المناسبة لأحيي المحامي المناضل عبد الإله تاشفين، محامي عائلة الفقيد/الشهيد ياسين، وجرأته في فضح جريمة الاغتيال..
وعودة الى مهام وأدوار المناضلين، إن الوضع الراهن في حاجة الى مناضلين ثوريين منظمين ومحترفين، وليس فقط صادقين، ببعض معاني الكلمة؛ حتى لا أقول بكل معاني الكلمة.
حضرنا البارحة بمكناس، 27 أبريل 2025، وبأطيافنا السياسية المختلفة الى جانب المعركة البطولية لعاملات وعمال سيكوم بمكناس، في إطار الواجب والمسؤولية النضاليين. والتحدي الكبير الآن هو الانخراط الفعلي في المعركة والمساهمة في إنجاحها. وإذا كنا بالفعل وصدقا مناضلين ماركسيين لينينيين، فإن معركة عاملات وعمال سيكوم بمكناس معركتنا؛ وكل المعارك العمالية. لنجسد حقيقتنا/هويتنا الماركسية اللينينية، لأن لا ماركسية لينينية بعيدا عن الطبقة العاملة؛ وأي هزيمة هي هزيمتنا..