(حبٌّ وزنابق)
سعد محمد مهدي غلام
2025 / 4 / 20 - 20:12
1
مَشَّطَ الأرْزُ شَعْرَ النسيمِ،
فبَاحَ بعِشْقِ الزنابقِ،
وحنَقَ على غُرورِ الليلكْ...
2
على أهدابِ الانتظارِ
تربَّعَ الغروبْ،
فكيفَ سنهزِمُ العتمةْ؟
3
في الصّبحِ
أفضُّ جروحَ الرّوحِ،
أنبِتُ للآلامِ ريشًا
وأُطلقُها
طيورًا حُرّةً
في سماءِ اللهِ الفسيحةْ...
والمساءُ،
كالزّاجلِ،
مأواها...
عُشُّ القلبْ.
4
لو نَزَعَتِ الغيمةُ من حيائها،
بُروقُها تَشربُ رُعودَها،
تُغرِّدُ غابةُ
عِناقٍ...
وقُبَلْ.
5
أمِطِ اللثامَ
عن الشكِّ،
أهمٌ بلا يقينٍ؟
وجهي رغيفٌ
أكلَهُ الدّودُ
من يدِ يتيمٍ.
6
سكنتِ بَوحَ نفسي،
وأسكنْتُها نَفْسي...
السُّكونُ، الوجدُ،
شَرنقةٌ
لعذراءَ الهَمسْ،
مزّقتُها...
وحلّقتُ
لزُهورِ البَرّيّةِ...
نفسي.
7
القلبُ مَقتولٌ،
والعقلُ قاتلْ...
فأينَ يُقامُ الحدُّ؟
8
لم أكتمِ الوداعْ...
أراجيزي،
بالأصلِ،
ما كانتْ
لِقاءً.
9
تَطبُخُ الصّمتَ
جمراتِ ندمٍ،
أفواهُ المخدوعينْ...
10
عيناكِ غُروبي،
عيناكِ خريفي،
لا تُغمِضيهِما...
أتستطيعينْ؟
11
أرمي شباكي
على سماءِ الليلْ،
لأصطادَ نجمةً
تَنفُذُ من خُرومِ الوقتْ...
النجومُ جميعًا
لا يبقى منها
سِوى العتمةِ...
12
أنيقٌ هو الأصيلُ،
لكنهُ حزينٌ...
أنيقونَ نحنُ العشاقْ،
لكنّنا... حزانى.
13
في حُلكةِ الدِّيجورِ
مفتاحُ كلِّ بابٍ مُوصَدْ،
شمعةُ عشقٍ قديمْ...
14
الجفاءُ كلمةٌ عَجفاءْ،
في لغةٍ بكماءْ،
حُروفُها هيروغليفيّة،
مخلّفاتُ العشقِ الفرعونيِّ...
ناووسُهُ مومياءٌ
خشبٌ
تآكَلَتهُ السنينْ...
15
تندرسُ واحةُ الوعدِ،
وَثَنُ الترقُّبِ،
يَكفُنُه الضجرْ،
صحراءُ الانتظارِ
غروبٌ...
16
أصُصُ الوجعِ
مشتلُها قلبي،
فإنْ حلَّ الصباحُ،
لا تَندِي...
17
ليس للكلماتِ الميتةِ مدفنْ،
تفوحُ،
عفنٌ...
تَسِنُّهُ
قلوبُ الناسِ
لعصورِ الأحَنِ...
18
أشتاقُكِ،
أحضنُكِ،
حُلْمٌ...
وحُلْمَةٌ ورديّة،
أغفو...
وأنا أَلْعَقُ الرحيقَ...
20
غريبٌ أمركَ يا وَطَنِي،
فيكَ غُرباءُ،
وخارجَك... ضناكْ!
21
أتَعرِفينَ يقينَ حُبِّي
من أين؟
حَماسُ حَنيني إليكِ
أنساني وَقارَ السنينْ...
22
كُلُّ ما فيكِ... أعشقُهُ،
أراهُ بمِخْيالي،
إلّا عِطرُكِ...
باقٍ!
مهما ابتعدتِ،
حتى في الحُلمِ...
أشمُّه...
23
الوَطَنُ...
ليسَ حُفنةَ تُرابْ،
ليسَ ماءَ "دِجلةَ" و"الفُراتْ"،
ليسَ الهواءَ
في الشمالِ أو الجنوبِ...
إنه الأريجُ العالقُ فينا،
يلازمُنا
أينما نكونُ...
لا نَفهمُ كُنْهَهُ،
ولا أينَ مَكنونُهُ...
لكنّهُ فينا أبدًا...
لا يَزولْ!
24
لِماذا نَخيلُ العراقِ
ليسَ لهُ قبيلْ؟
لِماذا
نهشتنا كِلابُ العراقِ
بالعراقِ نستغيثْ؟
لماذا كلُّ هذا الهَوسْ؟
أهزَعْ نِعالَيْكْ!
اللهُ لا يُحدِّثُك
إلّا في "طُوى العراقْ"...
والنساءُ،
لو قَلْبُها لكَ...
رَقَّ ومَالْ،
فليسَ الجَمالُ...
ولا الدَّلالْ،
ولا لونُ الأرضِ فيها...
لا نَعرفُ،
إلّا أنّها...
مِلحٌ،
ليسَ ثَمّةَ لهُ
مثيلْ...
25
عَرَفْتُ نِساءً
من كُلِّ بقاعِ المعمورةِ،
تَمَتّعتُ...
لكنَّ طَعمَهُنَّ
بَعدَ حينٍ... زَالْ!
إلّا "العراقيّةَ"...
إنْ تَذَوَّقْتَها مرةً،
تَمسِي اللّسانَ...
26
أُقسِمُ بِمِدادِ العُمرِ،
قد كُلُّ الدُّنيا...
أجملُ مِن "العراقْ"!
قد فيهِ "نَذلٌ"،
ونُسْحَقُ بالقبابِ الصفرْ،
والنُّونةِ،
والخُزامةِ...
لا تُوجَدُ بلادٌ
تَستحقُّ أن تكونَ "بِلادًا"...
كـ"العراقْ"!
27
كوني "كِنْدْ"،
"حَذامْ"،
أو "هِندْ"،
أو "دُلالْ"،
تَبقينَ لُؤلؤةَ السّواحلِ...
ما دارتِ السنينْ!
طِينُكِ...
قَميصُ جسدي العاري،
أقبِضُ عليهِ
بمِشَدٍّ
كُلَّ ليلةٍ...
حنّاءُ "الفاوْ"...