تنوع أزمات الرأسمالية


المنصور جعفر
2025 / 4 / 9 - 08:58     

بتزامن مع تضعضع النظام الإمبريالي الذي نشأ بعد الحرب العالمية الثانية يدعو هذا المقال بعض المهتمين بإنهاء الاستغلال الرأسمالي للتريث وعدم الإعتماد على عامل أو حدث كبير واحد في تحليل كل الأزمات الرأسمالية والإمبريالية بل الإنتباه إلى تنوع واختلافات وجود الراسمالية واختلاف التأثير المتفاوت لعدد من العوامل المواشحة لها ولأزماتها.


1■ تاريخاً وحاضراً لم توجد رأسمالية واحدة متطابقة في مختلف أزمان و أنحاء العالم فهي حالة ناشئة ومركبة من أجزاء متنوعة وتعيش بأسلوبها الاستغلالي بأشكال متنوعة و في نفس الوقت فإن بعض أقسامها بدرجات مختلفة تسعد أو تشقى بقيادة جزئها المهيمن في نطاق المنطقة أو الإقليم والدولة وكذلك تتاثر بقيادة الجزء الامبريالي في نطاق العالم أياً كان الجزء المهيمن وضمن مختلف درجات إتساق أو إختلاف مكوناته. كما ان وضع الجزء القائد في تشكيلات رأس المال يستفيد أو يتضرر من أوضاع التشكيلات الرأسمالية الأصغر وهي نفسها تتأثر بأوضاع مكوناتها وما حولها. أي ان وجود ونشاط رأس المال وجود ونشاط نسبي متنوع ومتأثر بمكوناته وبالعوامل المحيطة بها وبه



2■ تتنوع وتختلف توافقات وتناقضات الرأسمالية حسب اختلافات انواع وظروف وجودها ونشاطها وهي على أي حال كانت تحفر قبرها وتنتج من سيقومون بدفنها، لكن مواقيت وإجراءات إعلان الوفاة وكيفية الدفن تختلف من منطقة إلى أخرى بحكم إختلاف مستويات الوجود والتناقض الرأسمالي فقد يصيبها الموات أو الموت في منطقة بينما يبدأ جزء آخر منها الحياة في منطقة وظروف مختلفة.


3■ التنوع في مستويات حياة كل تشكيلة رأسمالية او في درجات موتها في مختلف الدول يوكد:

(أ) انها حالة بكتيرية وليست جسماً واحداً.

(ب) انها ليست آلة متجددة للأبد أو انها محظوظة للأبد أو دائمة،

(ت) ان قدراتها على الصراع والبقاء والانتصار قدرات مختلفة الظروف والامكانات.

(ث) ان اختلاف أنواع نموءها أو اختلاف وتقنيات تسممها أو اختناقها الذاتي أو قيام اصدقاءها أو قيام أعدائها بضربها وتحطيمها وجرحها أو قتلها اختلاف يوكد على ان نشوء أو إحداث تلازم زماني بين الأنشطة المؤدية إلى نموء أو الى تضعضع ونهاية الرأسمالية تلازم طبقي سياسي.

يحدث التلازم السياسي المقوي أو المضعف للراسمالية وفق قدرة أو عجز الجزء الرأسمالي عن تجديد نفسه تجديداً شمولياً متكاملا بينما في نفس الفترة تتخلف أو تتقدم الطبقة الكادحة بمشروع ونشاط متكامل تستغنى به بقدر كبير في منطقته عن أسس وأشكال الاستغلال الرأسمالي. فلكل بقة ظروف سياسية تحيط بها أو تصنعها بنفسها.



4■ بعض أسس و أشكال الأزمات الرأسمالية:

1▪︎¤▪︎ تفاوت التكاليف والإنفاق والعائدات الناتج من ظروف وأنشطة الإستعمار ونهاية الإستعمار والإستعمار الجديد.

2▪︎¤▪︎ تفاوت زمان ونوع وجغرافيا ومجتمعات الإستثمار والتشغيل، وتفاوت تكاليفه عائداته.

3▪︎¤▪︎ تراكم تناقض استثمارات كثيرة وجرحها أوضاع البيئة وحاجات المجتمع وطبيعة الدولة و أحوال التقنية، وتخريبها أسس الاستقرار أو أسس الحرية التي تتطلبها أنشطة رأسمالية ومالية معينة، وكذلك إضرارها باستثمارات أخرى. ففي غرفة العناية المركزة يوضح تكاثر الطعن والجرح والتلوث والجلطات معالم نهاية المصاب حتى لو كانت أساليب وأجهزة الإنعاش ممتازة.



5■ نعم، تراكم التآكل الداخلي والتناقض الخارجي بين مكونات وأجزاء وأشكال الأنشطة الرأسمالية يغير السلوك الرأسمالي اللحظي وبتوالد وتراكم هذه التغيرات اللحظية تتغير أشكال الأنشطة الراسمالية وجغرافيات ادارتها للموارد دون تغيير العلاقات التي أنتجت الأزمات، من ثم تتكرر الأزمات الرأسمالية وتنخفض الأرباح الحقيقة تحت ستار من تضخم الأرباح الشكلية وزيادة فارغة في عدد النقود و زيادات حقيقية في عمليات السيطرة والتضليل والقمع. فكلما نمت الاحتكارية والمضاربات والنحزوبيات الرأسمالية انخفض مستوى الديمقراطية وتحولت إلى حالة مبررة للاستغلال والتهميش والتبعية والسيطرة.



6■ من المهم عدم الغرق في تفاصيل كل أزمة من الأزمات الرأسمالية فتنوعها كثير في مختلف الدول ومختلف المجالات. ومن هذه الازمات:
1- ازمات قيم العملات والنقود وتحويلات الأرصدة، وتغييرات اسعار الفائدة، والتضخم،
2- أزمات الإنتاج والتصريف الزراعي والحيواني،
3- أزمات كميات وأسعار المعادن والخامات،
4- أزمات الطاقة،
5- أزمات كثافة الإنتاج وبطء التصريف،
6- أزمات الصناعة،
7- أزمات أنواع التجارة والدفع،
8- أزمات اللوازم الإدارية (التراخيص والضرائب والأذون والتأمينات والرسوم والرشاوى)،
9- أزمات السياسة والاضطرابات والنزاعات والحروب،
10- أزمات التنافر الثقافي المجتمعي،
11- أزمات تنافر الإعلام والتضليل،
12- أزمات تداول الحقوق الفكرية،
13- أزمات الخدمات الإجتماعية،
14- أزمات تفاوت الخدمات الحكومية و التجارية،
15- أزمات تناقض الاستثمارات في المجال الواحد وكذلك بين مختلف المجالات،
16- أزمات المقاومة الإجتماعية.



7■ من المهم جمع ما تيسر من أسباب الأزمات وتصنيف ركامها وتحويله إلى ذخيرة وإمدادات لمعارك الحرب الثورية، فإزاء الأزمات المتتالية والمتوالية والمتفاقمة خلال المائة وخمسين عاماً الماضية لم يوجد مشروع رأسمالي واحد نجح في الخروج من هذه الأزمات حتى مع ارتفاع القدرات السياسية والأمنية والإدارية والمالية والتجارية والعلمية البشرية والحاسوبية المستخدمة لتنمية وحماية الأنشطة الرأسمالية.

لذ ليس بالإمكان تحسين حياة شعب بانهيار تجمع معين لباكتيريا الإستغلال أو بتجدد جزء من تشكيلات الرأسمالية، فانتصار الشعوب في حربها ضد الاستغلال انعقد في التاريخ بتجويد بناء وأداء طليعتها الثورية في كل منطقة سكن شعبي وكل مجال عمل أساسي وصولاً إلى مرحلة ديكتاتورية الكادحين ثم تداخل وتمازج الديمقراطية الشعبية والاشتراكية.

انتهى المقال