أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود الصباغ - عن الطوفان وأشياء أخرى (18)















المزيد.....

عن الطوفان وأشياء أخرى (18)


محمود الصباغ
كاتب ومترجم

(Mahmoud Al Sabbagh)


الحوار المتمدن-العدد: 8145 - 2024 / 10 / 29 - 02:47
المحور: القضية الفلسطينية
    


-قبل الطوفان
يبلغ عدد الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة حوالي 5.1 مليون نسمة (وذلك منذ منتصف العام 2020)، منهم 2.59 مليون ذكر (بنسبة 51%) و2.51 مليون أنثى (بنسبة 49%)، فيما وصلت نسبة الجنس إلى 103.4 أي 103 ذكر لكل 100 أنثى تقريباً. وتبلغ نسبة الأسر التي ترأسها نساء حوالي 11%, بواقع 12% في الضفة الغربية و9% في القطاع، وذلك بناءّ على بيانات مسح القوى العاملة للعام 2019 كما استعرضتها علا عوض رئيسة مركز الإحصاء الفلسطيني في بداية آذار- مارس الماضي.
كما أشارت بيانات مسح العنف للعام 2019 أن محافظة الخليل من أعلى محافظات الضفة الغربية انتشاراً لعنف الأزواج ضد النساء المتزوجات حالياً أو اللواتي سبق لهنَّ الزواج في العمر (18-64) سنة؛ فبلغت هذه النسبة 37% وتليها محافظة جنين بنسبة 27% وأقلها محافظة القدس 11%.
أما على مستوى محافظات القطاع فقد كانت محافظتي خان يونس وغزة الأعلى في نسب انتشار عنف الأزواج ضد النساء المتزوجات حالياً أو اللواتي سبق لهنَّ الزواج، فبلغت 41% و40% على التوالي، وكانت أقلها محافظة دير البلح بنسبة تصل إلى 30%.
يواجه الفلسطينيون معضلة حقيقية، بل، مستعصية في مواجهتهم- تعاملهم مع عدو على شاكلة إسرائيل* "لا يراهم" ولا يقبل الاعتراف بوجودهم حتى كجيران مزعجين "فطالما الفلسطيني -بالنسبة للإسرائيلي- ليس "أبيض"؛ فهو غير مرئي، وموته أو قتله سيّان لا يشكّل فرق عنده. ولذلك تقوم الاستراتيجية الإسرائيلية على "إدارة[الأزمة]" وليس حلّها، وستبقى تدفع بالأمور نحو مزيد من التوتر على أمل أن يرضخ هذا الجار المزعج ويقبل في نهاية المطاف -وهو في حالة يأس لا تُوصف- بوضعٍ "أقل توتراً". كما تأمل أيضاً أن تبقى قيادة م ت ف أسيرة استراتيجيات "المحاولة والخطأ" على طريقة "الباراميسيوم".. ولذلك لم تكن تلك المرأة [الإسرائيلية] تكذب في حديثها لمحطة "بي بي سي" حين قالت [وهي تقصد سكان قطاع غزة]: "بالطبع هم تحت الحصار، ولكن لذلك الحصار أسبابه، فهؤلاء الناس يسعون لإطلاق النار على بيتي، اضطررت للتنازل عن كلبي لأني لم أعد أتمكن من الخروج به للتنزه. لم يعد بإمكاني القيام بذلك، فأنا خائفة، وهم اختاروا ذلك، كانت لديهم انتخابات وهم الذين اختاروا حماس".. وهذا قريب مما كتبه ناتان ألترمان في واحدة من آخر مقالاته التي نشرها قبل وفاته في العام 1970: "إذا كنّا نقرّ بوجود شعب عربي فلسطيني، فليست المناطق المُدارة (تسمية إسرائيلية كانت رائجة آنذاك للأراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967) هي أراضٍ عربية (وسوف يظل وجودنا فيها سبب لسفك الدماء، إلى أن يحين موعد الانسحاب الحتمي منها) بل دولة إسرائيل أيضاً قبل حرب الأيام الستة هي أراضٍ عربية سابقة لشعب فلسطيني عربي"...."علينا، إذن، منع تحوّل المرض الذي ألم بأوساط روحيّة معيّنة إلى مرض روحي يصيب الشعب اليهودي برمّته لجهة الاعتراف بوهم وجود الشعب الفلسطيني"
- هل المقاومة “المسلحة" جدوى مستمرة أم انتحار وجودي
القياس الآن يقارب إلى حد م في إحدى صوره السؤال الوطني العام أثناء الانتفاضة الأولى: أيهما أقل تكلفة وخسارة، استمرار الانتفاضة أم توقفها..
من الواقعية والمنطق السليم الاعتراف بأن إسرائيل قوية، بل في أقوى حالاتها، وهي كما قال يائير لابيد دولة إقليمية "عظمى"؛ في المقابل نحن نتعامل معها بدماغ "الباراميسيوم" أي المحاولة والخطأ (في الحقيقة الباراميسيوم ليس لديه دماغ ولا جمله عصبية. بل مجرد مشعرات تتحسس الوسط الكيميائي الموجودة فيه)
لنتذكر... مع تصاعد فعاليات الانتفاضة الأولى 1987، لم يستطع الإسرائيليون السيطرة عليها أو التقليل من أنشطتها، (حتى بتطبيقهم نصائح "اليهودي الأسطوري" هنري كيسنجر - بقصد كسر الانتفاضة- بأن "اطردوا الكاميرات والصحافة، على غرار ما كانوا يفعلون في جنوب أفريقيا"؛ و"اقمعوا أعمال الشغب بوحشية، وبسرعة وشمولية"). فكان لابد من القيام بمناورات من نوع آخر، وما جعل إسرائيل تسارع في الوصول إلى تسوية؛ قرار الملك حسين فك الارتباط بين الضفة والأردن في نهاية صيف العام 1988، ما يعنى فشل رهاناتها السابقة على ما ترغب أن تتعبد في محرابه، أي، "الخيار الأردني". كما ساعدها في ذلك خطاب الرئيس عرفات في البرلمان الأوروبي (أيلول 1988) وجملته الشهيرة "سلام الشجعان"؛ ثم "إعلان الاستقلال" في الجزائر 1988. فما كان من إسرائيل سوى أن تتلقف، باهتمام، إشارات عرفات المتعاقبة بإعلانها القبول [ولو ظاهراً] بتسوية سياسية للصراع في شقه الفلسطيني يقوم على مبدأ حل الدولتين**. وكان هذا من شأنه احتواء الانتفاضة، جزئياً أو كلياً، ومن ثم إخمادها عبر خلق "نظام حكم" فلسطيني يشبه في طبيعته أنظمة الحكم العربية [وهذا ما حصل فعلاً كإحدى مخرجات اتفاق أوسلو 1993). فبعد أسبوعين تقريباً من التوقيع تلقى نشطاء الفصائل (باستثناء القوى الإسلامية) ما قيل إنها أوامر مباشرة من الرئيس عرفات بوقف العمليات العسكرية كافة ضد الجيش الإسرائيلي، وكانت المكافأة اختراع سلطة "وطنية" فلسطينية "لتكون نموذج تحكم للتجريب وإعادة ترتيب الهندسة الاجتماعية للفلسطينيين الواقعين تحت حكم الاحتلال العسكري المباشر في الضفة الغربية وقطاع غزة.
ويبدو أن جوهر هذه التجارب يدور حول السؤال التالي: كيف يمكن إعادة تشكيل وقولبة "دولة وطنية" ملفقة ومنزوعة السيادة لتصبح بحجم شركة حديثة يمكن السيطرة عليها، ويديرها كبار المدرين التنفيذيون "السياسيين" وفئة المنظمات غير الحكومية التي أعيد تسييسها. وينظمها ويحافظ على بقائها جهاز أمن جيد التدريب".
لقد تحولت فلسطين في الواقع إلى هدف طموح لدى تجمع استعماري عنصري تتنازعه رغبات محمومة في إعداد خرائط وتقسيمات وتقطيعات لا مثيل لها تجعل من البلاد حالة شبه هلامية تعيش على وقع حدود متحركة غير ثابتة يغمرها تشظّ عنيف وتركيب وإعادة تركيب للزمان والمكان في محاولة منسقة لزعزعة وتشويش المعيش" الطبيعي" للحياة اليومية للفلسطيني وكسر إيقاعها من خلال تشوهات تنطوي على التواءات انفلاتات متعمدة لكل من الزمان والمكان.
ولا شك أن استمرارية الانتفاضة [الأولى] كانت ستكون تكلفتها عالية جداً على الصعيد الفلسطيني، ورغم الإيمان الحتمي بجدواها، غير أن هذه الحتمية مرتبطة بالجهد البشري، نظرياً وعملياً. وحتمية أي انتفاضة تأتي من الوعي بضرورة المواجهة، دون أن يكون هناك تصور عن سؤالي الـ "كيف" والـ "متى" الوجوديين.. فمثل هذه الأسئلة تقع على عاتق القوى التي ترى نفسها "ثورية" ومرتبطة بأجندة الانتفاضة.
.....
*نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت "الإسرائيلية تقريراً (3 نيسان 2020) تقول فيه "إن مصنعاً فلسطينياً (يدعى يونيبال, يملكه شخص يدعى نبيل بواب) في قطاع غزة، كان يختص بصناعة الملابس لشركات إسرائيلية مختلفة, حوّل نشاطه مؤخراً إلى إنتاج الكمّامات الواقية من فيروس كورونا لتوزيعها داخل إسرائيل, بعدما حصلت هذه الكمّامات على مصادقة طبية إسرائيلية, وبحسب التقرير, يشغّل المصنع حوالي 850 عاملاً جميعهم من قطاع غزة بطاقة إنتاجية تصل إلى 20 ألف كمّامة طبية و 2000 بدلة واقية.
** ثمة خلل، بالأحرى مغالطة تعتمد على مقاربة "أمريكية -خليجية" جديدة ترى أنه يمكن الوصول إلى السلام بين العرب وإسرائيل دون النظر إلى أو انتظار موقف الفلسطينيين أنفسهم، لعل ما يعبر عن هذه المغالطة قول جاريد كوشنير: "الفكرة التي خرجنا بها هي أن إسرائيل لم تكن سبب معاناة الشعب الفلسطيني بقدر ما كان السبب (في ذلك) يعود إلى غياب القيادة وسوء الحكم، ولو تمكنّا من تحقيق تقدّم في هذا الأمر، فسوف تتدفق الاستثمارات وفرص العمل". وكذلك قول عبد الله بن زايد وزير الخارجية الإماراتي في صحيفة (نيويورك تايمز): " كل مرة يقول فيها الفلسطينيون [لا]، يخسرون"، أو كما قال الشيخ عبد الرحمن السديسي إمام الحرم المكّي بأن "القدس هي شأن داخلي إسرائيلي، ونرفض التدخل في شؤون الدول". ولعل أسوء ما قيل هو: "على الفلسطينيين القبول بما يُعرض عليهم أو فليصمتوا"، وجاء ذلك على لسان ولي العهد السعودي محمد بن سليمان خلال لقاء عُقد في 17 آذار 2018 جمعه ببعض رؤساء
المنظمات اليهودية في نيويورك (وردت في تقرير للقناة العاشرة الإسرائيلية، 30 نيسان 2018).



#محمود_الصباغ (هاشتاغ)       Mahmoud_Al_Sabbagh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الطوفان وأشياء أخرى (17)
- عن الطوفان وأشياء أخرى (16)
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ...
- عن الطوفان وأشياء أخرى( 15)
- عن الطوفان وأشياء أخرى (14)
- عن الطوفان واشياء أخرى (12)
- عن الطوفان واشياء أخرى (13)
- عن الطوفان وأشياء أخرى (11)
- عن الطوفان وأشياء أخرى (10)
- عن الطوفان وأشياء أخرى (9)
- عن الطوفان وأشياء أخرى (8)
- عن الطوفان وأشياء أخرى(7)
- عن الطوفان وأشياء أخرى(6)
- عن الطوفان وأشياء أخرى (5)
- عن الطوفان وأشياء أخرى (4)
- عن الطوفان وأشياء أخرى(3)
- دور حدّادي أفريقيا و-صنع- الثورة الصناعية في أوروبا
- عن الطوفان وأشياء أخرى(2)
- عن الطوفان وأشياء أخرى(1)
- الاستعمار البديل لفلسطين: 1917-1939


المزيد.....




- CNN تحصل على فيديو لحظة قتل رئيس تنفيذي في نيويورك.. من هو ا ...
- كوريا الجنوبية.. التحقيق مع رئيس الجمهورية بتهمة التمرّد وال ...
- روسيا تدعم أسطولها بسفينة جديدة للأبحاث البحرية
- مقتل مدير شركة المتحدة للتأمين وسط مانهاتن والشرطة تلاحق الج ...
- النازحون في مخيم النصيرات يتفقدون الأضرار بعد ضربة إسرائيلية ...
- ما دور تركيا في التطورات الميدانية المفاجئة في سوريا؟
- الجيش السوري يوقف -العصائب الحمر- عند جبل زين العابدين بحماة ...
- هوكستين إلى بيروت لمواكبة عمل لجنة الإشراف على وقف إطلاق الن ...
- الكرملين: روسيا ترحب بجميع جهود الوساطة للتسوية في أوكرانيا ...
- الإمارات تدشن قيادة لواء محمول جوا تحت قيادة حرس الرئاسة (في ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود الصباغ - عن الطوفان وأشياء أخرى (18)