أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله عطوي الطوالبة - رجال الدين عند العرب قبل الإسلام














المزيد.....

رجال الدين عند العرب قبل الإسلام


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8140 - 2024 / 10 / 24 - 11:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كانوا يوجهون الناس توجيهاً روحياً دينياً، ويرعون حرمة المعابد والأماكن المقدسة. ومنهم من كانوا يرون أنفسهم ألسنة الأرباب الناطقة على سطح الأرض، ويراهم الناس حافظين لأحكام الدين يضعون قواعدها للناس. نعم، عزيزنا القارئ، عرف العرب رجال الدين قبل الإسلام بتينك التسمية والصفة "رجال الدين". كانت لدى العرب معتقداتهم الدينية، وقد توزعت وفق أثبت ما يروي المؤرخون على أكثرية موحِّدة، أي تؤمن بإله واحد، وأقلية تعتقد بتعدد الآلهة. نُدرجُ في سطورنا التالية أبرز مهام رجال الدين قبل الاسلام، والأدوار المناطة بهم بقدر ما تسمح به مساحة مقال. ونترك لكل من يقرأ سطورنا هذه، تحديد نسبة الفرق بين رجال الدين عند العرب قبل الاسلام وبعده، وعلى وجه التحديد في أيامنا هذه.
أطلق أهل الحجاز على رجال الدين لقب "سَدَنَة"، بمعنى "قَوَمة الأصنام ومتولو أمرها". هنا، يستدعي السياق تصحيح خطأ شائع لدى الكثيرين اليوم يتعلق بعبادة الأصنام. لم يكن العرب الموحِّدون يعبدون الأصنام بحد ذاتها ويتعبدون لها، وكذلك المؤمنون بتعدد الآلهة، بل كانوا يتقربون من خلالها إلى الله الواحد أو إلى الآلهة، كل حسب اعتقاده.
إلى جانب تولي أمور الأصنام ورعايتها، تولى السدنة أمر فتح البيت بمكة وغلقه. وقد حظيت الأسر التي تولت السدانة بمكانة كبيرة في قومها، حيث عُدَّت من الأسر الشريفة ذات النفوذ. وتجدر الإشارة إلى أن سدانة الكعبة انحصرت في بيت بني عبدالدار القرشي. وقد أقر النبي السدانة فيهم، عام الفتح.
ومن مهام رجال الدين قبل الاسلام، ما كان يُعرف ب"الإجازة". وسُمِّي من يتولى أمرها "المجيز"، وهو الذي يجيز الناس من المزدلفة إلى منى خلال الحج. ولقد استحق الذين أشغلوا موقع المجيز حرمةً ومنزلةً في قومهم، وقاموا مقام فقهاء القوم وعلمائهم ومفتيهم في أمور الحج(المعاني الكبير 3/1171).
كان العرب يستفتون فقهاءَهم وأهل الفتيا منهم فيما أُشكل عليهم من أمور الدين، فيفتي لهم هؤلاء ما يرونه من رأي واجتهاد. على هذا الأساس، تشير مراجعنا التاريخية إلى "أئمة العرب". وهم رجال دين من قريش على وجه التحديد، تولوا أمور المواسم والقضاء بعكاظ. ولقد عُدُّوا أمناء الناس على قبلتهم، وتولوا الإفتاء في الدين أيضاً. في موروثنا، الإمام رجل دين يُقتدى به(تاج العروس8/193 أمم). وتستخدم كلمة إمام، في معنى الرئاسة الدينية غالباً. وقد وردت في القرآن الكريم في سبعة مواضع في حالة الإفراد، وخمس مرات في حالة الجمع"أئمة" فشملت أئمة المؤمنين وأئمة الكفر. على صعيد الفقه، جعلته العرب خاصاً بالشريعة. فقهه تفقيهاً، أي عّلَّمَه. ومنه الحديث: اللهم علِّمهُ الدينَ وفقِّهه في التأويل، أي عّلِّمه تأويله(تاج العروس 9/402 فقه). أما الإفتاء، فيعني الإجابة عن مسألة. والفتيا أو الفتوى ما أفتى به الفقيه في مسألة(تاج العروس 10/275 فتى).
وذكر الإخباريون فتاوى وأحكام نُسبت إلى رجال وُصفوا ب"الجاهليين"، أخذ بها الإسلام وأقرها. ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر، ما ذكروه من إفتاء عامر بن جشم بن غُنم، المعروف ب "ذي المجاسد"، في التوريث على قاعدة للذكر مثل حظ الأُنثيين.
وكان الإستسقاء من أهم واجبات رجال الدين، ويندرج في سياقات دورهم في التوسل إلى الآلهة بحفظ القوافل ورفع الضر عن الناس وإنزال الرحمة بهم في سني القحط. كان العرب يستسقون، إذا أجدبوا. وقد عُرف عن أهل مكة في الاستسقاء "خروج رجل من كل بطن منهم، ثم يغتسلون بالماء، ويتطيبون، ثم يلتمسون الركن ويطوفون بالبيت العتيق سبعاً، ثم يرقون أبا قبيس، فيتقدم رجل منهم، يكون من خيارهم، ومن رجال الدين فيهم، ممن يتبركون به، فيدعو الله ويستغيث، طالباً الرحمة والغوث بالمتوسلين إليه"(د. جواد على: المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، ج 6). وتذكر مراجعنا أن عبدالمطلب جد النبي، كان ممن استسقى لأهل مكة ولغيرهم مراراً(السيرة الحلبية 1/132).
يلفت النظر، أن تنفيذ الأحكام الدينية عند العرب قبل الإسلام لم يكن إلزامياً، إنما كان عن طاعة وموافقة. ولهذا أسباب عدة، منها أن العرب لم يكونوا كلهم على دين واحد يُلزم المرء بتنفيذ أحكامه. وكانت إطاعة أحكام الدين رهناً بمكانة رجل الدين، وبقدر ما له من هيبة ونفوذ بين قومه.
ونختم بالسؤال المومأ اليه في التقديم، ما تقديرك عزيزنا القارئ لنسبة الفرق بين رجال الدين قبل الإسلام وفي أيامنا هذه؟ ونسأل أيضاً: إذا طُلب إليك المقارنة والممايزة عزيزنا القارئ، فما النتيجة أو النتائج التي تتحفنا بها؟



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقوط أميركا أخلاقيًّا
- الانتماء الرعوي الانهزامي
- مع الباشا في مذكراته (2)
- مع الباشا في مذكراته (1)
- من خزعبلات العقل البشري !
- الغباءٌ أضرُّ من التواطؤ أحيانًا !
- أساطير مقدسة !
- الكيان اللقيط يخسر
- أرانب وأسدٌ ونمر/ قصة قصيرة
- العقل والنقل
- لا دليل على أن هارون ويوشع بن نون مدفونان في الأردن؟!
- الخوف المقدس أفعل وسائل ترويض الإنسان !
- ابن العلقمي كان حاضرًا !
- أدواء وأدوية
- تصرف غريب وسلوك مستهجن !
- تواطؤ وغدر ضد المقاومة !
- نُتفٌ من اللامعقول تحت المجهر !
- المشكلة ليست رُمانة سميرة توفيق !
- محددات السياسة الخارجية الأميركية تجاه القضايا العربية*
- لامعقول التوزير في الأردن وألغازه !


المزيد.....




- صـار عـنـا بيبي.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على نايل ...
- ألف ربيع وربيع عربي: هل يعود تنظيم -الدولة الإسلامية- وزعزعة ...
- ملجئ الأطفال الوحيد .. تردد قناة طيور الجنة 2024 الجديد على ...
- قوات الاحتلال تداهم عدة منازل خلال اقتحام قربة حارس شمال غرب ...
- سلمى حايك تحضر إعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام مع زوجها الذي ...
- بحضور زعماء العالم.. كاتدرائية نوتردام تعيد فتح أبوابها
- بعد 5 سنوات من الحريق المدمر.. إعادة افتتاح كاتدرائية نوتردا ...
- مظاهرة حاشدة رفضا لحضور ترامب افتتاح كاتدرائية نوتردام بباري ...
- حضور المتبرعين في حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام في باريس
- كاتدرائية نوتردام تفتح أبوابها من جديد بعد خمس سنوات من الحر ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله عطوي الطوالبة - رجال الدين عند العرب قبل الإسلام