أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد الطيب - ايمان كاظم .. فصاحة المعنى وغربة النص














المزيد.....

ايمان كاظم .. فصاحة المعنى وغربة النص


عماد الطيب
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 8058 - 2024 / 8 / 3 - 20:45
المحور: الادب والفن
    


كثيرا ما استوقفتني كلماتها المفعمة بروح الفلسفة والغموض ناشرة اسلحتها في الخفاء تصيب من اماط اللثام عنها وهي اشبه بأحجية تترنم بشجاعة لغوية لا يتمتع بها سوى فرسان الادب ومن له صولة في ميدان الفكر والثقافة .. كلماتها عطش مستمر ينهك قواك العقلية تشعر بشيء من الخجل والغيظ لإنك تعريت .. لكن شربة ماء تروي القليل حصلت عليها في تفسير لكل هذا في مقولة للاديب عباس محمود العقاد حين قال " الشعر ارقى من الرواية .. لان قارورة عطر واحدة اثمن من مائة شتلة من الفل . ويفسر ذلك .. بقوله .. وما اكثر الاداة واقل المحصول في القصص والروايات .. ان الاداة في الشعر موجزة .. سريعة .. والمحصول مسهب باق .. ولكنك لاتصل في القصة الى هذا المحصول الا في مرحلة طويلة في التمهيد والتشعيب " .. اقول .. قد يكون رأيا متطرفا .. ولكن تكمن حلاوة العبارة عندما تكون غزيرة المعنى توجز عشرات السطور المسهبة التي يمكن ان تقال لإيصال المعنى . تقول ايمان وهي من الشواعر التي امتازت بنصوصها المثيرة للجدل :
" كرذاذٍ يهطل على الجليد… يظهر أحدهم في وقتك الآيل للانكسار؛ ليصلب هشاشتك
أصدق وأعمق الاعترافات إما تكون تحت تأثير الخوف…. أو الحب! ".
هنا تبرز ثقافة واحترافية الكاتبة حين توجز وتضع العبارة في إنائها الصحيح تليها عبارة فاحشة الثراء بأغصان ملتفة لتكمل المعنى بمعنى آخر بانتقاله خاطفة تحبس انفاسك فتكاد تشهق من فرط انبهارك ..
لم تعدْ الأماكن مُهمة
ولا الأوقات فارقة
ولا حتى الوجوه مألوفة
حينما نتقاسم معًا… (الرفقة)!
كلماتها تسلبك الراحة وانت تحاول فك شفرتها التي احكمت سيطرتها عليك فتسلبك ارادة الهروب من فخ التأويل لترجعك الى مربعك الاول في دوامة من التفسيرات المبهمة وكأن حالي يذهب الى تفسير " الناقد يحيى حقي " .. حين يقول " ما ان يبدو طرف خيط حتى تطبق عليك بيد صائد فاتك وحنون ".
قُل ما لذَّ وذاب في صمتك
قُل لشبيه مرآتك
حتى لو تقول لنفسك……. وحسب
يكفي أن لا تدفن الكلام في صدرك
ثم ترثيه بالدموع!
لكن كلماتها الرقيقة الشفافة توهمك بضخامتها وانها عسيرة ولكنها سهلة ان امعنت التفكير بها جيدا .. انها تتصيد القاريء لنصوصها وتشذبهم بغربال المعنى .تتمثل قوة نصوصها في الأصالة التي هي الابتكار والإضافة، والحس الإبداعي . وتحويل مرارة العدم إلى سعادة، والبؤس إلى مكرمة .
" علاقة الأشياء ببعضها تعتمد على طبيعة وحصيلة التفاعل… هذا تمامًا ما يفسره الليل حينما تنضم إليه الكتابة!" .
تتميز قصائدها بالكلمة الجزلة والبوح الصادق والإحساس الرقيق والأسلوب المشوق. تغري المتلقي بمتابعة لعبة الكلمات التي احترفتها ليظل المشهد قائما للنهاية كي يكتمل اركانه . لانها تمنحك متعة التأمل لتجري وتلهث خلف كلماتها . تمقت الاطالة وتجدها عبئا ينتفي بعبارة موجزة . لها قدرة مذهلة على الجمع بين الاستمرار والتجدد .
يذكر ان الشاعرة ايمان كاظم لها عدد من الدواوين في الشعر ومجموعة قصصية وكتاب آخر تحت الطبع .



#عماد_الطيب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تسميم البئر
- الى صديقي .. علي حسن كريم
- سجل العراق في الابداع يعاني الاهمال
- اِلا اَنتِ ..
- قانون الاضافة البسيطة
- وردة من البستان
- اغنية عاشق
- تهجير
- فاتورة الزمان
- ورقة التوت الاخيرة
- أفق خيال جامح
- جنون الخيال
- قارورة عطر
- ميدوزا
- اتركي لي جنوني وارحلي
- وجع القلوب
- خطوة نحو دائرة اليأس
- لحظة تجلي
- ابواب
- هي .. في لجة الزمن الضائع


المزيد.....




- المقاطعة، من ردّة الفعل إلى ثقافة التعوّد، سلاحنا الشعبي في ...
- لوحة فنية قابلة للأكل...زائر يتناول -الموزة المليونية- للفنا ...
- إيشيتا تشاكرابورتي: من قيود الطفولة في الهند إلى الريادة الف ...
- فرقة موسيقية بريطانية تؤسس شبكة تضامن للفنانين الداعمين لغزة ...
- رحيل المفكر السوداني جعفر شيخ إدريس الذي بنى جسرًا بين الأصا ...
- -ميتا- تعتذر عن ترجمة آلية خاطئة أعلنت وفاة مسؤول هندي
- في قرار مفاجئ.. وزارة الزراعة الأمريكية تفصل 70 باحثًا أجنبي ...
- -بعد 28 عاما-.. عودة سينمائية مختلفة إلى عالم الزومبي
- لنظام الخمس سنوات والثلاث سنوات .. أعرف الآن تنسيق الدبلومات ...
- قصص -جبل الجليد- تناقش الهوية والاغتراب في مواجهة الخسارات


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد الطيب - ايمان كاظم .. فصاحة المعنى وغربة النص