أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ضياء المياح - مشكلتي أكبر من مشكلتك














المزيد.....

مشكلتي أكبر من مشكلتك


ضياء المياح
كاتب وباحث، أكاديمي

(Dhiaa Al Mayah)


الحوار المتمدن-العدد: 8010 - 2024 / 6 / 16 - 17:54
المحور: المجتمع المدني
    


مشكلتي أكبر من مشكلتك .. مشكلتي أكبر مشكلة في العالم .. لا أحد يستطيع أن يواجهها ويبقى متوازن. هكذا صرخ بصوت عال ومتحشرج وتكاد الدموع تسقط من عينيه وهو ينتفض ويهز يديه بعصبية. وما كان من محدثه إلا أن لزم الصمت وتركه يصرخ بصوت عالٍ، ثم طلب منه أن يهدئ وغادره. كان يفكر أن يقول له شيئا لكنه احتفظ بكلامه لنفسه. إن صمت الآخرين لا يعني خلو حياتهم من المشاكل كبيرة كانت أو صغيرة، فقد يكون هذا الصمت تقديرا من الصامتين لمشاكل الآخرين التي يجهلونها وربما هم يفسرون قول الشاعر؛ "لا تشكو للناس جرحا أنت صاحبه .. لا يؤلم الجرح إلا من به ألم".
كثير منا يرى الأمور بهذه الشاكلة فيعظم مشكلته أو مشاكله ويصغر مشاكل الآخرين أو لا يراها. وهي حالة تكاد أن تكون طبيعية مرتبطة بشخصية الإنسان، لاسيما من يفتقد الخبرة والتجربة في الحياة ولا يملك من الحكمة شيئا. ويمكن أن يكون هذا التصرف والإحساس نوع من الأنانية المفرطة حين يطالب الإنسان بالتزام معين يستصعبه، فيدعي أنه مشغول بمشاكله الكبيرة والكثيرة.
الحياة لا تخلو من المشاكل البتة .. بل لا حياة بدون مشاكل. كلنا لدينا مشاكل، لديك مشاكلك ولدي مشاكلي. أما أيهما أكبر، فذلك لا معيار له ولا مقياس. كل منا ينظر إلى مشكلته غير مهتما بمشاكل الآخرين التي لا تعنيه. كل واحد منا يعتقد إن مشكلته أكبر المشاكل التي يواجهها البشر والتي لا يصمد أمامها أحد. فكل واحد منا يغني على ليلاه، فيرى مشاكله ولا يرى مشاكل الآخرين، أو يراها بمستوى أقل بكثير من المشاكل التي يواجهها. وهو محق في ذلك ضمن حدود عالمه ومخطئ وغير محق إن عَممَ الأمر وحكم به على الآخرين أو قارن نفسه بهم.
معظم مشاكلنا حدثت وتحدث بسبب أفعالنا أو كلامنا أو قراراتنا أو طبيعة استجابتنا لما نرى أو نسمع أو نتأثر به، فتتكون بناء على رد افعال المتأثرين بما نفعل أو نقول وهو ما لم نكن نحسب حسابه. قد تحدث بعض المشاكل بسبب تأييدنا أو رفضنا لشخص ما أو جهة ما، فنخسر اشخاص أو جهات معارضة لمن أيدنا أو مؤيدة لمن رفضنا. وفي جميع الأحوال، نحن من أسس للمشكلة أو ساهم في وجودها أو لم يفعل شيئا عند تكونها. وبهذا يكون تحمل نتائج ما نواجه من مسؤوليتنا نحن وليست مسؤولية الآخرين.
فإذا كان الحال كذلك، لماذا نشتكي مشاكلنا ونعتذر عن التزاماتنا بحجة كبرها أو كثرتها؟ هي مشاكلنا التي حدثت بسبنا ونحن من يتحمل نتائجها. ولأن الأمر مرتبط بالطبيعة البشرية، فلن تتبدل أحوال هؤلاء الأشخاص المشتكين والصارخين والمتذمرين مما هم فيه إلا بشيء من الخبرة في الحياة ومستوى من الحكمة والتخلي عن الأنانية.



#ضياء_المياح (هاشتاغ)       Dhiaa_Al_Mayah#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من زوايا القطاع الصحي في العراق
- ماذا لو تحررت عقولنا؟
- قوة إقتصاد الدولة بقوة قطاعها الخاص
- كنا وأصبحنا
- مشاكل العراق القادمة الشهادات (2-5): الجامعة -الأهلية- ليست ...
- مشاكل العراق القادمة السيارات والشهادات (1-2): الشوارع قليلة ...
- استهتار أفراد ام ثقافة مجتمع!!
- متى يمكننا أن نقف بوجه أمريكا وغيرها؟
- المشكلة ليست في أمريكا .. المشكلة فينا!!
- حدث من وزارة التعليم العالي الهندية
- لا تعترض .. لن يتغير من الأمر شيء
- مشاكل العراق القادمة: الشهادات (2-3) هل وزارة التعليم العالي ...
- مشاكل العراق القادمة: الشهادات (2-4) هل وزارة التعليم العالي ...
- عامل سيارة القمامة
- مشاكل العراق القادمة: الشهادات (2-3) قيمة الشهادات الجامعية ...
- كيف تحصل على الرئاسة بالمال؟!
- مشاكل العراق القادمة: الشهادات (2-2) زيادة أعداد الطلاب والإ ...
- حكومة جنوب افريقيا أشرف منكم يا حكام العرب والمسلمين
- أقطع أنفك لتعيش في المملكة
- لا تنتظرين أخوتك يا غزة


المزيد.....




- صحة غزة: المجاعة الإسرائيلية تقتل 86 فلسطينيا منهم 76 طفلا
- المجاعة تنهش قطاع غزة والأمم المتحدة غائبة عن المشهد.. ما ال ...
- إنفوجراف | أحكام الإعدام في مصر لشهر مارس 2025
- إنفوجراف | أحكام الإعدام في مصر لشهر أبريل 2025
- إنفوجراف | أحكام الإعدام في مصر لشهر مايو 2025
- إنفوجراف | أحكام الإعدام في مصر لشهر يونيو 2025
- إنفوجراف | أحكام الإعدام في مصر للنصف الأول من عام 2025
- أفورقي يتهم إثيوبيا بالتحريض ويصف رسالتها إلى الأمم المتحدة ...
- توسيع العمليات العسكرية بغزة يثير هلع عائلات الأسرى الإسرائي ...
- المغرب.. عشرات الآلاف يتظاهرون رفضا للتجويع الإسرائيلي بغزة ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ضياء المياح - مشكلتي أكبر من مشكلتك