من وحي سيرة المناضل الرفيق محمد مصطفى ود الأستاذ


نجاة طلحة
2024 / 5 / 27 - 14:06     

طبع المنايا إنتقاء الدرر
إنتقاء نفيس المعادن ... الشحيحة في زمان العهر جهراً … والسقوط راياته مشرعة
زمان فيه قُتِل النضال مسموماً في موائد اللصوص …
زمان فيه مواكب الإنحطاط تترى ... وضجيجها الكالح الخائب ... يجاهد سيرة النضال الجسور... ليطمس معالم المبادئ
خائبة هي ... فالفينق لا يموت … تبقى جمراته تستعر ... ليومض دوماً من جديد
خائبة هي … فود الأستاذ خالدٌ بيننا ... وجميع الكواكب التي غابت ... سيبقي وهجها الأبدي يضيئ الدروب
وسيرة الأباة الحمراء الغانية … ترسم معالم الطريق لتحرير البشر
لن يكون الإنحطاط نضالاً ... ولو تسربل بأحمرٍهو بريئ منه ... بل هو النقيض
لن يكون هذا المسخ نضالاً
ولن يكسو ذيل الإنكسار وهج الإحمرار ... فهذا مخالف لسيرة البشر
يذهب الذيل ... ويبقى الوهج ... والضرام متقداً ...على العهد باقي
لا مساومة في المبادئ ... فهي ليست شعاراً فارغاً ... أو لافتةً يتوارى خلفها الخنوع
فرِدتهم تخصهم وحدهم ... وشمس الصمود تبقى بيننا..
ود الأستاذ بيننا ... وبقية الرفاق ...
تتقدم السيرة الوضيئة حادياً يضبط أوتار النضال ... على إيقاع ٍ ثوريٍ عنيد
هي سيرة جمرات الفينق المشتعلة ... ضرام نار أبدية ... لن تُخمِد جذوتها ردةٌ نشاز
غاب ود الأستاذ ... ذلك الثابت على المبادئ ... بعد أن أضاء شموس الأمل في عودة النضال
إلى صراطه الصارم المستقيم ... إلى ألقه الأول
كان ود الأستاذ وسيبقى صرامة تدوزن أوتار النضال

كم هو موجع نعي الرفاق
وكم هو مفزع غياب نجمٍ ساطعٍ في ظلام الخنوع الحالك
كم هو مفزع غياب نجم شمالٍ في زمان إعوجاج الدروب …
غياب قلمٍ عنيدٍ ثابت على قواعد العمق الرصين
في زمان فيه الثبات على المبادئ فجور ... والحقيقة حسب ما يطلبه اللصوص‎
كم هو موجع أن يغادر نجمٌ عاشٌق لوهج الحقيقة ... وفيٌ بعهده لها …
أن تكون ساطعة تضيئ طريق النضال الوعر
طريق النضال العتيق الصلابة
وهج الحقيقة كما هي دون زيف
ليست تلك المتوشحة بالرياء
حقيقة هي ديالكتيكية الملامح ...والمحتوى ... ليست ماركسية أحفظ/سمع
الحقيقة دون توليفة تكسر عنقها... تطمس نورها ... فتريح الأغبياء
وتكون برداً وسلاماً على رفاق التيه
فهذا زمان شرط أن تكون شيوعيا ... هو أن لا تكون شيوعي
زمان يسقط الشيوعي فيه دون قاع … دون قرار …
متشبثاً براية لن تسقط معه … مطلقاً ... هذا مستحيل
هي راية وهجٌ لا يمكن أن يقبع خلفه الظلام
ولا يلتحف عباءة غوغاء جوفاء فارغة … ورخوة
كم هو مفجع أن يسكت صوت الأستاذ ود الأستاذ ... صوت الحقيقة كما هي ...
سهم مستقيم لا يضل الطريق ولا يلتوي
عنيد ضد الإنكسار ... تماماً ... كما يجب أن يكون صوت الشيوعي
في زمان ترادفت فيه النقائض
شيوعي، عميل
مناضل، إنتهازي
زمان زُيفت فيه المبادئ ... مُسِخت
زمان النضال الناعم المأجور …
نضال الخيارات الآمنة
زمان فيه النضال تحت تصرف طغمة اللصوص ... ووفق هواها ... ورؤاها
زمان تفرقت فيه دماء النضال ... مسفوحة على موائد بلطجية العالم ... وقطاع الطرق
حتى كان للجيفة الشيطان فيها نصيب
زمان أضحى فيه النضال إستكانة ضد المبادئ وليس تمرداً ... من أجلها ….
مُوجع أن نفقد الشيوعي ود الأستاذ
ومفجع أن يفقد النضال شعاعاً يفقأ عين الإنكسار
إلى الخلود أيها الشيوعي العنيد
فقد كنت دائماً وكما يجب أن يكون الشيوعي
روح شيوعية عنيدة أحسن النضالُ صقلها
تهوى الحقيقة دون رياء الطاعة الدخيل النشاز
عندما أدمن الرفاق الصمت... أو التواطؤ ... الأمر واحد ... سيان ... لا يهم
كان عهدك أن تعيد للنضال حياته وجذوته وألقه
ووهجه الأحمر المشع
وبريقه المخفي تحت رماد عطايا اللصوص
عندما جُرد النضال من رونقه ودُفِنت جذوته عمداً
ليضحي وديعاً بلا أسنان ... بلا وهج
مسخٌ ... نبذ الصدام ... وهوى في مستنقع هِبات الطغاة
ولُوِن النضال حسب الطلب ... برتقالي .. أزرق .. أصفر
أوحسب ما تنتجه مراكز العصابة
كان ود الأستاذ صوت الإستقامة في وجه السيل المنحدر خلفاً ... إلى الوراء
كان صوت النضال المثابر … تماماً كما علمنا شهيدنا البطل
كان صوت التاريخ الذي طُرظ بخيوط النضال الدوؤب
كان نجماً تلألأ ثورةً وصموداً ... وعناد
رغم أنف الإنحدار ... رغم أنف الردة القميئة
عندما ظهرالآكلين على موائد اللئام ... بيننا ... عجباً ... عجباً
وخفت صوت الحقيقة ... وتعالى ضجيج الطاعة للطغاة
وغشي التاريخ الذهول... أنكر نفسه ...
لم يصدق أنهم قد جروا النضال ... أسفلاً ... إلى مغارة اللصوص
وبين غابات الدولار والدعاوى المنافقة ... تاهت القضية ... لكن لم يضيع الطريق
هو ثابت كما خطته تجارب البشر ... يتعرج لكن لا يعود إلى الوراء
هكذا قالت حكاية الإنسان ... منذ المشاع الأول ... وحتى الشيوعي
يتعثر يلتوي ... لكن يمضي على مسار السلالة الأولى ...
طور يخرج من رحم طور …
يركل في طريقه خطل العودة إلى الوراء
حتماً سيستقيم الطريق على هدى حداء ود الأستاذ ...
والرفاق الذين مضوا وهم على العهد باقون
سيظل ود الأستاذ بيننا ... وجميع الدرر ...
خلوداً على طريق تحرير بني الإنسان