من حكايات الحاخام موشي بن عزرا


حسين علوان حسين
2024 / 5 / 14 - 21:56     

(1)
قال الحاخام موشي بن عزرا مخاطباً من هم حوله في الباخرة المبحرة من كاليفورنيا إلى بنما: إعلموا، يا سادة يا كرام، أن الشمس والقمر هما جرم واحد وليس جرمين مختلفين مثلما قد يتوهم بعض الجهلة من الدواب؛ فهو يطلع في النهار كاشفاً عن وجهه، ويسطع في الليل وقد غطى وجهه بغلالة من الإبريسم. هل فهمتم؟
- نعم، أيها الحكيم - ردَّ أغلب الحضور.
- خوش طيز- علَّق أحد المستمعين العراقيين المسافرين على متن تلك الباخرة!
(2)
خطب الحاخام موشي بن عزرا في أعضاء كنيسه، فقال:
- إن تأكد لأحدكم أنه إذا ما سرق حاجةً ما فإنه سيعاقب بالسجن حتماً، فإياه إياه والسرقة، وذلك عملاً بوصايا ربنا العشرة. أما إذا ما تأكد له قطعاً أنه إذا ما سرق حاجةً ضرورية ما فلن يحاسبه أحداً على سرقته البتة، فليسرق وليسرق وليسرق، فالعمل عبادة، والنوافل رصيد الكفّارات للمؤمن!
(3)
قال الحاخام موشي بن عزرا لجاره صاحب طاحونة الهواء:
- لقد آن لك الأوان أن تتولى هدم طاحونتك الهوائية هذه، مرة وللأبد!
- ولماذا، أيها الحكيم المبجل؟ استفسر صاحب الطاحونة.
- لأن مضخة الهواء العائدة لي قد تعطلت صباح اليوم عن العمل؛ كما تعذر اصلاحها بتاتاً حسبما أكده لي المهندس المختص! أجاب الحاخام.
- وما علاقة طاحونتي الهوائية بمضخة الهواء الخاصة بك التي تعطلت وتعذر اصلاحها، أيها الحكيم المبجل؟
- كيف تسأل هذا السؤال؟ ألا تعلم أن طاحونتك الهوائية ما هي إلا نوافذ تنبثق في الجو سراعاً لتستوعب وتستهلك كل الهواء الضروري للتنفس؛ ولولا أن مضختي الهوائية كانت تتولى استرداد واعادة ضخ ما تسرقه طاحونتك من الهواء لهلكت الاحياء كلها اختناقاً ؟!
(4)
دخل الحاخام موسى بن عزرا راكضاً وهو يرتجف هلعاً على أعضاء كنيسه من المصلين يوم السبت في ولاية كاليفورنيا، وقال لهم:
- لقد اشتعلت النيران في مخازن الكنيس الكائنة في الساحة الخلفية. هيا انطلقوا جميعاً انطلاقة رجل واحد لإطفائها بأسرع ما يمكن!
- ماذا يوجد فيها، ايها الحكيم ؟ سأله أحد المصلين.
- قنابل أم الألفي رطل الموجهة والمهيأة للشحن غداً كمساعدات عاجلة لشعب اسرائيل لإبادة شعب غزة الارهابي! أجاب الحاخام بكل فخر واعتزاز.
(5)
قال الحاخام موسى بن عزرا وهو يشرح لطلابه:
- اعلموا أن الرب يهوه قد أسرى بنبيِّه موشي الى السماء، واختلى به أربعين يوماً بالتمام والكمال ليعلمه الوصايا العشرة.
- واو! أربعون يوماً بالتمام والكمال؟ هل أنت متأكد من هذا الرقم تماماً، أيها الحكيم؟ سأله أحد الطلاب.
- أجل، أربعون يوماً بالتمام والكمال! أجاب الحاخام.
- ولكن، يا سيدي الحكيم، إن هذا يعني أن إما الرب يهوه، أو نبيّه موشي، أو كلاهما، كان حماراً كبيراً جداً!
- كيف؟
- لأن النبي موشي لم يستطع تعلم سوى رُبع وصيّة في بحر كل يوم!
(6)
استقبل الحاخام موشي بن عزرا في كنيسه بكاليفورنيا يهودياً بريطانياً هاجر مؤخراً من بورتسموث إلى كاليفورنيا. إستمع الحاخام بدهشة كبيرة للمهاجر الانجليزي وهو يروي له قصة ابحاره الطويل من بورتسموث الى كاليفورنيا، فسأله متعجباً:
- كيف استطعت ضبط التكلم باللغة الأمريكية، وأنت انجليزي ولست أمريكياً ؟
(7)
استدعى الحاخام موشي بن عزرا في كاليفورنيا البليونير اليهودي لازار كوهين إلى مكتبه وقال له:
- يؤسفني جداً يا سيد لازار أن ابلغك بأن مراسيم اعتناقك لليهودية التي تمت قبل عشرة أعوام كانت مخالفة لشروط مناسك القانون التلمودي للتحول إلى ديننا؛ لذا، فإنني مضطر الآن لإعلان إلغاء يهوديتك رسمياً عنك وعن كل أبنائك !
- كيف تقول هذا، أيها الحكيم، وقد كنت أنت الحاخام المشرف على طقوس الختان والغطس في المكفى، وحضرت مقابلتي في بيت الدين من طرف ثلاثة حاخامين الذين أصدروا حسب تزكيتك شهادة التحوّل الرسمية لي والتي تثبت يهوديتي بشكل قاطع؟
- البارحة بالليل تذكرت فجأة أن ماء مغطس المكفى الذي تطهرت يومها فيه كان مصدره صنبور مياه الإسالة وليس ماءً طبيعياً طاهراً مجلوباً من النهر أو البحيرات أو العيون! وأنا أشعر الآن بتبكيت الضمير، وكذلك بالحزن الشديد على حالك عندما يتم طردك أنت وعائلتك من بين ظهراني طائفتنا الممتازة!
- وما هو الحل، أيها الحكيم؟
- قد يمكنني – تقديراً للخدمات الجُلّى السابقة لجنابكم الكريم لطائفتها – أن أقنع نفسي بتجاوز هذا التفصيل بالذات، فأصرف النظر عن إلغاء تحوّلك لليهودية وذلك كإجراء استثنائي خاص بك أنت لوحدك إذا ما بادرت أنت بإقناع نفسك بالتبرُّع هذا الأسبوع بعشرة ملايين دولار إضافية لجيش الدفاع الاسرائيلي، علاوة على الملايين العشرة الذي سبق وأن تبرَّعت بها قبل شهرين!
- إذا ما تبرعت الآن بهذا المبلغ، فهل تعدني باعتبار هذا الموضوع منتهياً، مرّة وإلى الأبد؟
- أكيد، بشرط أن يبقى سراً دفيناً بيننا نحن الاثنين فقط!
- تفضل، أيها الحكيم، هذا هو الصك بالمبلغ المطلوب!
- أووه، جزيل الشكر، مستر لازار الكريم الحكيم. هذا الصك هو الدليل القاطع ليس فقط على صدق يهوديتك الصافي والقاطع، بل وكذلك على الحكمة في استثنائي الخاص لك!