التفكير الفلسفي للجميع.. / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب


بنعيسى احسينات
2024 / 5 / 13 - 11:14     

التفكير الفلسفي للجميع..
(تجميع لنصوصي "الفيسبوكية" القصيرة جدا، من دون ترتيب أو تصنيف، التي تم نشرها سابقا، أود تقاسمها مع القراء الكرام لموقع الحوار المتمدن الكبير المتميز).

أذ. بنعيسى احسينات – المغرب



أن تكون قادرا على طرح السؤال، بمعنى أن تكون قادرا على البحث عن الجواب، ولو كلفك العمر كله. هذا هو ما كان يجب فعله لمعرفة الحقيقة.

إن محاولتي في المشاركة بمجموعة "الفلسفة للجميع"، تقتضي مني أولا وقبل كل شيء، تبسيط فهمها واستيعابها، لتحقيق ما ترمي إليه المجموعة.

إن الفلسفة أسئلة وتفكير وتأمل، في كل شيء موجود. إنه عمل الحكماء، يسعون لمعرفة الحقيقة، لا شيء غير الحقيقة. وذلك بالعقل والمنطق.

يقول الفلاسفة: إن السؤال في الفلسفة أهم من الأجوبة، بحيث أن كل جواب قد يصبح سؤالا من جديد. هكذا يستمر البحث عن الحقيقة.

كلمة فلسفة تعني فيما تعنيه، محبة الحكمة أو طلبها. والحكمة ضالة كل إنسان، في سبيل البحث عن الحقيقة. والحقيقة منتهى المعرفة.

الفلسفة أم العلوم، إذ كانت تحتضنها قبل نضجها واستقلالها. ورغم ذلك لم تتوقف، بل استمرت في إيجاد حلول لمشاكل العلوم ومناهجها.

تعتبر الفلسفة أرقى تفكير عقلي إنساني على الإطلاق. لا تقبل الخرافات والأساطير في ساحتها، ولا تقبل غير التأمل في كنه الوجود.

فرغم تهمة الفلسفة بالإلحاد أو الصرامة في التفكير العقلي المحض، تبقى موجهة ومدبرة لشؤون المعرفة عامة، حتى المتعارضة معها.

الإنسان يحتاج إلى التفلسف وإلى الفلسفة في حياته، إنها مشبعة بقيم الحق والخير والجمال. بل تكاد تكون ضرورية في حياة الإنسان.

لو تم تعميم تدريس الفلسفة من الصغر إلى الكبر، في مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا، لاستطاع الإنسان أن يحقق حريته وكرامته وإنسانيته.

إن التفكير الحر المستقل منها الفلسفة، معرض دائما للتحريم بالاشتغال به، وللمضايقة والتهديد والاضطهاد، دون غيره من أصناف التفكير.

إن محاربة الفلسفة والتفكير الفلسفي، من شأنه أن يبطل العمل بالعقل وبالتفكير. فأوروبا نهضت لكونها قامت بثورة، حررت فيها عقل الإنسان.

بالعقل والتفكير والعلم، استطاع الإنسان أن يغزو الفضاء، ويكتشف أسرار الكون والعالم، وأوجد حلول ناجعة، لمجمل مشاكل الحياة.

وراء النهضة في العالم، ثلة من الفلاسفة والعلماء. هكذا تقدم الغرب وأمريكا واليابان وغيرهم، وتخلف الآخرون لأنهم لا يؤمنون بالعقل.

ميز الله الإنسان عن باقي المخلوقات بالعقل والتفكير وحرية الاختيار. الشيء الذي جعله يتحكم في محيطه، ويعمل على إخضاع الطبيعة له.

إلى جانب انشغال الفلسفة بالتفكير والتأمل، في كل ما هو موجود، بما في ذلك الإنسان. فهي تهتم كذلك بالنقد والتوجيه لمجمل المعارف.

الإنسان يولد متفلسفا طارحا لأسئلة، يعجز المختص الإجابة عليها. لكن سرعان ما ينسى أنه عليه أن يبحث وينتظر، حتى يجد الأجوبة المناسبة.

الفلسفة هي فن التفكير عند أي شخص كان، ما دامت تتملكه الدهشة لما يجري حوله، ويبدأ في التساؤل عن كل شيء، بحثا عن إجابة مقنعة.

قيم الإنسان ثلاثة: 1- الحق مبحث التفكير والمنطق ضده الباطل. 2- الخير مبحث الأخلاق ضده الشر. 3- الجمال مبحث الإستطيقا ضده القبح.

إن القيم الثلاثة: الحق والخير والجمال، تتكامل فيما بينها إلى درجة انصهار تام. فالحق خير وجمال، والخير حق وجمال، والجمال حق وخير.

إن القيم الإيجابية والسلبية، يتعايشان في أمة واحدة وفي شخص واحد. إلا أن الغلبة تكون للإيجابية، حسب درجة المعرفة والوعي والأخلاق.

الإنسان بطبعه وطبيعته؛ يفكر ويريد أن يكون تفكيره صائبا. ويعمل ويريد أن يكون عمله خيرا. ويتذوق أشياء ويستحسنها وبريد أن تكون جميلة.

من الناس، بتأثير رجال الدين، يتوجسون ويتجنبون كل ما له علاقة بالفلسفة، من قريب أو بعيد. وهم يمارسونها في حياتهم، دون عمرف ذلك.

عندما أقول تعلم الفلسفة في الصغر، لا أعني بذلك الفكر المجرد المعقد. بل أعني التدرج بعمليات عقلية بسيطة، عن طريق ممارسة الألعاب.

إن الإنسان بنقصه وضعفه، ميال إلى الصواب في التفكير. ومحب لكل ما هو خيِر في سلوكه. وعاشق لكل جميل وحسن، في استحسانه وتذوقه.

الإنسان عاشق لذاته، فهو يسقطها غالبا على من يحب أو العكس، إلى درجة التماهي والذوبان. فعندما يحب، فهو يحب ذاته بالدرجة الأولى.

أيها الإنسان تصرف كما شئت، لكن لا تظلم أحدا، ولا تبخس أحدا شيئه، ولا تحتقر أحدا. فلا تتكبر، ولا تتجبر، وناصر الضعيف، وساعد الفقير.

خلق الله الوجود، وخلق قوانينه المتحكمة فيه وفينا. ومهمة الإنسان دراسة ما حوله، ليستطيع التحكم في محيطه، بما فيه خير الإنسانية.

إلى من يرجع سبب جهل الإنسان؟ إلى الوسط عامة والأسرة تحديدا، وإلى الدولة أساسا بنظامها التعليمي، وأخيرا إلى اختيارات ذاتية للفرد.

اخطر الجهالة، أولائك الذين يدعون العلم، وهم ليسوا بعلماء، لا من قريب ولا من بعيد. إلا أن الجاهل المتواضع، يحاول دوما تجاوز جهله.

يغيب تأنيب الضمير لدى جل المتدينين، عند ارتكابهم خطأ أخلاقيا ما، لأن نشأتهم تقوم، على أن العبادات تمحو الذنوب، وتغنيهم عن الأخلاق.

خلق الله الإنسان وكرمه بنفخة من روحه، وبفضلها سجد له باقي المخلوقات. وعلى أساسها أصبح مخيرا، محترمَ الإرادة في كل ما يفعله.

نركز عموما في علاقتنا مع الله، على الشعائر وتطبيقاتها، دون أن نعير أي اهتمام، بما يخص علاقتنا مع الغير، في القيم والمعاملة الحسنة.

ما دام أن الجهل عار، فلا تجد أحدا يقبل أن يكون جاهلا، وما دام أن العلم نور، فالكل يريد أن يكون عالما، فحتى الجاهل يتظاهر بالعلم.

الجهل ليس بالأمية في شيء، الأمية تتعلق بجهل القراءة والكتابة، أما الجهل فهو عدم معرفة أبسط الأشياء، في الحياة والمحيط الذي يحوينا.

توقفت النبوة والرسالة عند محمد (ص). لكن استمرت مع علماء الكون الأوفياء المخلصين. فلولاهم لما تم فهم أسرار هذا الكون والإنسان.

إن حسن الضن في الناس بدون تفكير، غالبا ما يخدع صاحبه، فينقلب في الواقع إلى ضده. لأن وضع حكم في غير محله، يكون حقا مضرا بالفعل.

النسيان نعمة لا تقدر بثمن، لأنها تجعل الإنسان ينسى مشاكله القاسية، وتجاربه المؤلمة، وكل ما يرغب في نسيانه ليرتاح، حتى يجدد حياته.

على مستوى الفكر والرأي في أي منصة عنكبوتية. لا نناقش الأشخاص كأشخاص، بل نناقش الأفكار والآراء، بتجرد وأدب وأخلاق.

عندما يسود الاحتقار في أمة، بين المواطنين وحكامهم وممثليهم، فانتظر أحد النتائج: إما الخضوع المؤقت، وإما الرفض والمواجهة الواعية.

إن أرضاء الذوق العام، من اختصاص الفنانين الشعبيين والفنانين الصغار، أما الرقي بالذوق العام، فهو من مهام ومسئولية الفنانين الكبار.

إن الكذب على الذقون، من اختصاص صنف من البشر، تجدهم في كل المجالات، ويتمتعون بالسلطة، تسمح لهم بالقدرة على الاستمرار في الكذب.

إن تقسيم العالم، إلى مسلمين وغير مسلمين، لا ينبني على الإيمان فحسب، بل على التعصب الديني المتزمت، بدل الأخذ بتعميم مبدأ الإنسانية.