تراك


فوز حمزة
2024 / 5 / 8 - 12:31     

وأنا أتهيأ لممارسة رياضتي الصباحية في حديقة الحي ، خطّر لي الاستماع لأغنية قديمة كنت مولعة بها منذ المراهقة. انسابت الموسيقى هادئة إلى أذني مع صوت المغنية الرائع وهي تنشد:
أنا الآن بخير حبيبي...
أخيرًا، وجدت رفيقة دربك!
لكن تذكر أن دربي موحشة لأنك لم تشاركني السير فيها.
أنا بخير حبيبي...
لأنك أخيرًا، عثرتَ على صاحبة فرحك وحزنك
سأخبرك سرًا، أن حزني غافٍ في أعماقي ينتظر آذان الفرح.
أنا بخير حبيبي...
لأنك الآن تمسك بيد رفيقتك في المدن والعواصم.
بينما أن مدني مهجورة وعواصمي خربة غدر بها اللصوص واستباحوا بكارتها!
أنا بخير حبيبي...
لأنك وجدت أخيرًا، من تقاسمها حرفك...
تذكر أن تعيد لي قصائدي قبل أن يكسوها غبار النسيان لأنك لم تتعلم قراءتها!
أنا بخير حبيبي...
لأنك عدت بها.
لا .. أنا لست بخير لأنك لم تعد!
حين انتهت الأغنية، نظرت إلى عداد الخطى في هاتفي الجوال، أخبرني بأنني قطعت أربع كيلو مترات. أحرقت فيها خمسمائة سعرة حرارية كنت قد اختزنتها منذ الطفولة .. أما الزمن فلم يخبرني به لأنه كان عمرًا بأكمله.