حالة حب


فوز حمزة
2024 / 4 / 20 - 09:41     

صباحـها يبدأُ حين تراه يتوسط حيواناته في ذلك الفناء الخلفيِّ من بيتِـهِ حاملًا بين يديه فنجان قهوته الفضيَّ .. وما بين إصبعيه سيجارته التي كانت تحسِدها وتلعنها دومًا ..
حكايتها مع كلبه المدلل تحتاج إلى فصول طويلة لِتصف غيْرتـها منه حين تراه يربت على رأسه .. ثم يحتضنه بقوة فلا يعود قلبها يحتمل هذا العذاب فتصدر من فمها آهة مكتومةٌ تُحرق صدرها ..
تشعر أنَّ روحها أسيرة داخل جسدها .. تحاول الهرب إليه لكنها تفشل مثل تلك الطيور والعصافير التي يحبِـسها داخل أقفاص ذهبية يزين بها حديقته المليئةَ بأنواع الورود .. والتي تجهل أسماء أغلبها فتكتفي بالنظر إليها ..
تحلم لو أنها تشاركه مقعده على الأرجوحة .. وتضع رأسها على كتفه .. فلا يعود العالم إلا شهيق رجل وزفيره ..
أحلامها ألقت حتفها من النافذة التي كانت تراقبه منها ..
حين قرأت ردَّه البارد المملوء غرورًا وكبرياء بعدما أعلنت له الحب ذات مساء لم يكن القمر حاضرًا فيه .. فتعثرت الكلمات وسط الظلام .. عادت براية ممزقة تسبقها هزيمتها لتختبئ في بئر النسيان الموحش ..
تعلم أَنها تلهث وراء سراب لأنها عشقت رجلاً لم تره إلا من خلف نافذته المظللة وستائرها السميكة التي تمنع دخول أشعة الحب وبريق العشق ..