مقامة الرد .


صباح حزمي الزهيري
2024 / 3 / 29 - 22:22     

مقامة الرد :
جميل ردك , أغرقني بألوان أحلام الغيم , الذي يمطر قرنفلا , وربما يمطر أنينا , يخدر الروح الشقية, ماأحلى مداد النور في روحي, وما أروع الرؤيا التي فيها أراك ,حيث تسرقني الطرقُ البعيدة , للمديات , أدهشتني أبعادك وتردداتك , وأنا الذي أسمع الأزهار تغنيك فأراني كل الأزهار, وأتحسب , ترى كم مِن روحٍ يحتاجها القلب ليصنع حبا تحبه وترضاه , أخاذ ردك جعلني أصغي لحفيف الشجر, فبدأت أراها خضراء يانعة كعينيك التي أتصورها تراني , ومع كل ِثمرة ناضجة أتأمل سعة َ يدي الله المبسوطتين.
كلماتك عن الكوكب المنطفيء وتويج زهرة البرتقال , جعلتني ارى مطلع الشمس والنهارات البهيجة التي يخجلني ضوئها , وانا الذي أغارُ إذا غلبني في الوصال أذان الفجر, تعال خذني , وأعصر حلو أيامك , ودلني فقد ضاقت المواقيت, وأنا أجهل دروبك في الأكوان , لقد تعلمت الزهد من روح عشقي , وعدت اليك فأستقبلني بمغفرة واسعة وأنا منطوي على سجادتي , اه كم هو لذيذ وطيب إنقطاع النفس.
عندما سرقتني الطرق البعيدة , سرت وراءَها أترقبك مع تأوهات النهار, ماأحلى البريق المجدول بالصرير الجميل, هاهو هجران روحك يعانق المسافات بوجعٍ يتيم التكوين , وانا أصلي صلاة المكلومين , خذ بيدي أيّها المزروع رياحين في موائد الذاكرة , أيها المنادي من البعد الثاني تمهل خذني إليك, يا ربيعاً شائكاً نرجسياً , لاتضيفني خذلانا , خذني إليك تراتيل صبح مخملية , خذ روحي الشقية إليك .
هاهي روحك المهاجرة تردد مع أم كلثوم : ((غصبت روحي على الهجران.. وانت هواك يجري ف دمي , وفضلت أفكر فى النسيان.. لما بقى النسيان همي)) , فيا ايتها السكاكين الصدئة كيف لاتشحذين على عنق الوقت شفرتك ألأخيرة ولا تموتين ؟ ولماذا تحفر الأسماء على النوافذ ؟ وتتسرب الأحلام من ثقب سترة الوقت , وتهرب باحثة عن زر مسحور يوقظ الحياة؟
يفيض حبر القلم , وتتدحرج الحروف على المعصم الذي لايقف, و يريد البوح , لتكتب اليد بأمر من الخافق عندما يتولع بكتابة الأحاسيس والمشاعر, تترجمها الأصابع بالكتابة فتعيش في قلبي سعادة وهناء, تمحي الألم وتصفي العقل فبدونه لا اكون وبك اكون.