في 8 أذار يوم المرأة العالمي …نساء مناضلات يساريات مخضرمات : نزيهة الدليمي.. رائدة الحركة النسوية الديمقراطية العراقية وأول وزيرة في تاريخ العراق والمنطقة العربية
حزب اليسار العراقي
2024 / 3 / 9 - 14:03
( وأسهمت من خلال دورها الريادي في تأسيس رابطة المرأة العراقية، ليتحقق أحد أهدافها في مجال حقوق المرأة وتوعيتها، وكان لها دور كبير في صياغة وإصدار قانون الأحوال الشخصية لعام 1959، والذي يعد آنذاك أحد أكثر القوانين تقدما في المنطقة من حيث حقوق المرأة ولا يزال كذلك ..
وليس غريباً أن تكون أولى محاولات القوى الرجعية العميلة آلتي جاءت للحكم على ظهر الدبابة الامريكية والعربة الايرانية في 9 نيسان 2003 والتي كانت قد لعبت دوراً كبيراً في انقلاب 8 شباط 1963 المدبر أمريكياً ضد حكومة ثورة 14 تموز والذي جاء بالبعث الفاشي والقوى الدينية الرجعية والقومية العنصرية والعشائرية الاقطاعية ..أي قوى القطار الأمريكي للحكم …
هي محاولة إلغاء قانون الأحوال الشخصية بهدف سلب حقوق المرأة العراقية وتحويلها الى " عورة" كما يروج تجار الدين …وهذا ما تشهد عليه حالة المرأة في المنظمات الحريمية التابعة للمليشيات التي تساهم في تجهيل النساء بل وارهابهن واغتصاب القاصرات تحن عنوان الزواج الشرعي …وما سلوك هذه المليشيات المتاجرة بالطائفية الشيعية سوى الوجه الآخر لمليشيات داعش الارهابية الأمريكية الصنع.)
أن المناضلة اليسارية العراقية المخضرمة الطبيبة نزيهة الدليمي هي إحدى أبرز رائدات الحركة النسوية الديمقراطية في العراق، وتعد أول امرأة تتسلم منصب وزير في تاريخ العراق الحديث، ولها مساهمات كبيرة في مجال الطب وحقوق المرأة والسياسة وغيرها على مدار أكثر من نصف قرن. وكان لنزيهة الدليمي دور كبير في صياغة قانون الأحوال الشخصية العراقي عام 1959م. كما كان لها دور في إنشاء مدينة الثورة شرق بغداد ووزّعت قطع الأراضي في منطقة الشعلة عندما كانت تشغل منصب وزيرة البلديات.
المولد والنشأة
———————
ولدت نزيهة جودت الدليمي في محلة البارودية بالعاصمة بغداد عام 1923، وهي الابنة البكر لعائلة مكونة من أختين و4 إخوة، ونشأت نشأة متنورة، إذ كان والدها يعمل بوظيفة بسيطة في إدارة المياه ببغداد يحرص على تنمية الاهتمامات الثقافية لديها ولدى إخوتها، فكان يقرأ لهم الكتب التاريخية والاجتماعية والصحف اليومية كل مساء، فتطورت لديها القدرة على المناقشة والتساؤل والتفكير العميق.
الدراسة والتكوين العلمي
———————————-
بدأت دراستها الابتدائية والمتوسطة في مدرسة تطبيقات دار المعلمات النموذجية، ثم انتقلت عام 1939 إلى الثانوية المركزية للبنات وتأثرت بالعلوم التي تلقتها وحاولت ربطها بما تشهده البلاد من معاناة وأوضاع صعبة.
أكملت الثانوية بتفوق ودخلت كلية الطب عام 1941 وبعد تخرجها عملت في المستشفى الملكي ببغداد لقضاء فترة الإقامة، ثم انتقلت إلى مستشفى الكرخ، وبعدها تنقلت بين محافظات السليمانية وكربلاء والموصل والأهوار ومدينة عانة غرب الأنبار، حيث اختيرت ضمن بعثة حول مشروع تقصّ عن مرض البجل الذي تفشى آنذاك بين سكان المناطق القريبة من المياه.
بدايات الوعي اليساري
————————
بعد دخولها كلية الطب تأثرت بأفكار بعض زملائها التي تناغمت مع ميولها وتوجهاتها، ثم دعتها إحدى صديقاتها للتعرف على نشاط "الجمعية النسوية لمكافحة الفاشية والنازية"، فحرصت على الحضور والمشاركة في نشاطات الجمعية والندوات والمحاضرات.
وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية تغيّر اسم الجمعية إلى "رابطة نساء العراق"، وأصبحت الدليمي عضو الهيئة الإدارية للجمعية، التي كانت تصدر مجلة باسم "تحرير المرأة" قبل أن تقرر حكومة العميل المسحول نوري السعيد إغلاق الجمعية ومجلتها ضمن حملاته الارهابية المتواصلة ضد الحزب الشيوعي العراقي والاحزاب الوطنية والحركات النسوية والطلابية والشبابية ..
وبعد إغلاق الجمعية النسوية قررت الانتماء إلى حزب التحرر الوطني، لكن هذا الحزب لم يحصل على ترخيص رسمي، فانتمت إلى الحزب الشيوعي العراقي وكانت من أبرز المناضلات فيه.
وتعرضت نزيهة الدليمي للكثير من المضايقات في عملها المهني بالمجال الطبي بسبب نشاطها الثوري المعارض لحكومات العهد الملكي العميلة .
مناصرة المرأة
———————
أدى عملها في مجال الطب وتنقلها بين مدن العراق وقراه، إلى احتكاكها أكثر بالعمال والفلاحين والكادحين والتعرف على أحوالهم المعيشية والصحية المأساوية والفقر المدقع عامة ووضع المرأة العراقية خاصة نتيجة الاضطهاد الاقطاعي فترة الحكم الملكي العميل للاستعمار البريطاني .
وبعد انتهاء جولتها للتقصي عن (داءُ البجل Bejel ) أعدّت وثيقة خاصة عن أوضاع المرأة تحت اسم "المرأة العراقية"، ثم بدأت التفكير بإعادة نشاط "رابطة النساء العراقيات"، ونجحت في تجميع نحو 30 امرأة من خريجات الكليات وغيرهن، وبعد عام من الإعداد تقدمت بطلب تأسيس "جمعية تحرير المرأة"؛ لكن الحكومة العميلة رفضت الطلب .
فقررت المناضلة الشيوعية نزيهة الدليمي مع رفيقاتها مواصلة الكفاح بشكل سري تحت اسم "رابطة الدفاع عن حقوق المرأة العراقية"، حتى الإعلان عن تأسيسها عام 1952، وفي المؤتمر الثاني عام 1960 الذي عُقد بشكل علني في ظل حكومة ثورة 14 تموز الوطنية التحررية أصبح اسمها "رابطة المرأة العراقية"، وتطورت حتى باتت تضم أكثر من 40 ألف عضو ونجحت في تقديم خدمات كبيرة للنساء العراقيات.
وحضرت الدليمي عددا من المؤتمرات النسائية في مختلف الدول، كما نجحت في إيصال صوت المرأة العراقية والعربية في أرجاء العالم.
أول وزيرة
————
شغلت نزيهة الدليمي منصب وزيرة البلديات في حكومة الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم عام 1959، لتبدأ مرحلة جديدة من مسيرتها النضالية. وجاء اختيارها ضمن التشكيلة الوزارية لدورها الفعال في حركة السلم والحركة الوطنية والحركة النسائية التي كانت نشطة في خمسينيات القرن الماضي حتى سقوط الحكم الملكي العميل .
وأسهمت من خلال منصبها في تأسيس رابطة المرأة العراقية، ليتحقق أحد أهدافها في مجال حقوق المرأة وتوعيتها.
كما كان لها دور كبير في صياغة وإصدار قانون الأحوال الشخصية لعام 1959، والذي يعد آنذاك أحد أكثر القوانين تقدما في المنطقة من حيث حقوق المرأة ولا يزال كذلك ..
وكان أولى محاولات القوى الرجعية العميلة آلتي جاءت للحكم على ظهر الدبابة الامريكية والعربة الايرانية في 9 نيسان 2003 والتي كانت قد لعبت دوراً كبيراً في انقلاب 8 شباط 1963 المدبر أمريكياً ضد حكومة ثورة 14 تموز والذي جاء بالبعث الفاشي والقوى الدينية الرجعية والقومية العنصرية والعشائرية الاقطاعية ..أي قوى القطار الأمريكي للحكم …
هي محاولة إلغاء قانون الأحوال الشخصية بهدف سلب حقوق المرأة العراقية وتحويلها الى " عورة" كما يروج تجار الدين …وهذا ما تشهد عليه حالة المرأة في المنظمات الحريمية التابعة للمليشيات التي تساهم في تجهيل النساء بل وارهابهن واغتصاب القاصرات تحن عنوان الزواج الشرعي …وما سلوك هذه المليشيات المتاجرة بالطائفية الشيعية سوى الوجه الآخر لمليشيات داعش الارهابية الأمريكية الصنع.
لكن وزارة الدليمي لم تدم طويلا نتيجة دور القوى القومية الفاشية والدينية والعشائرية الاقطاعية الرجعية في لابعاد الزعيم عبد الكريم قاسم عن الحزب الشيوعي العراقي فأصبحت وزيرة بلا حقيبة.
وخلال زيارة لها إلى موسكو حدث انقلاب 8 شباط 1963 البعثي الفاشي الأسود على حكومة الزعيم اليساري الوطني الشهيد عبد الكريم قاسم، ثم أصدرت محكمة الانقلابيين الصورية في الرابع من نيسان 1964 حُكما بإعدامها، قبل أن يخفف إلى المؤبد مع الأشغال الشاقة، فاضطرت للانتقال من موسكو إلى براغ وساهمت في تشكيل حركة الدفاع عن الشعب العراقي مع الشاعر محمد مهدي الجواهري وآخرين، ثم صدر قرار بالعفو عنها لاحقا وسمح لها بالعودة إلى العراق.
وبعد عودتها إلى العراق عام 1968 عادت للعمل مع الحزب الشيوعي العراقي بشكل سري ثم اضطرت لمغادرة العراق إلى ألمانيا إثر الحملة البعثية الفاشية الارهابية ضد الحزب الشيوعي العراقي عام 1979 وبقت فيها حتى رحيلها عن هذه الدنيا بعد معاناة شديدة لسنوات مع المرض في التاسع من تشرين الأول 2007 بالعاصمة الألمانية برلين عن عمر ناهز 84 عاما.
وفي عام 2009 تم إقامة تمثال لها في العاصمة بغداد تثمينا لجهودها الكبيرة، وأصبحت أول امرأة يقام لها هذا النُصب .
المصادر : صحافة ومواقع الكترونية