البِشارَة: وصايا حسن الصّبّاح إلى أبنائه المؤمنين


كمال التاغوتي
2024 / 3 / 3 - 00:12     

(يقول الراوي إن حسن الصبّاح ظل يكتب هذه الرقاع سرا. ثم أوصى واحدا من مريديه بالكتمان وأخذ عليه العهود ألا يفتحها إلا بعد موته ليبشّر بها المؤمنين. ويبدو أن صاحبه هذا قد وافته المنية قبل أن يفي بنذره. وقد عثر عليها في مغارة قرب قلعة آلموت. والمؤسف أن بعضها قد طمس ما فيها).

الوصيّة الأولى

سيف الإمام

سَيْفُهُ مِفْتَاحُ وَاحَاتِ العَذَارَى

وَسَبِيلُ المُؤْمِنِينَ العَاكِفِينَ

نَحْوَ حَوْضِ السَّلْسَبِيلِ،

نَصْلُهُ جِسْرٌ* لأحْلاَمِ الحَيَارَى

وَمَرَايَــا لِقُلُوبِ الطَّامِحِينَ:

يَغْسِلُ العُمْرَ بِمَاءِ الزَّنْجَبِيلِ،

سَيْفُهُ مَهْوَى تَرَاتِيلِ** المَسَاءِ

وحَرِيقٌ يَسْحَقُ الأبْرَاجَ

أبْرَاجَ الحَمَامِ

نَصْلُهُ نَهْرٌ بِلاَ مِينَــاءِ

يَحْصِدُ الأَقْمَــارَ والأَمْوَاجَ

وأبَارِيقَ الغَمَامِ


الوصيّة الثّانية

سَمْتُ الحَشيش

غُصْ فِي مَدَاهُ*** وانْتَصِرْ

فِي لَحْمِ هَذَا العَالَمِ

ازرَعْ صَهِيلَكَ العَتِيدَ واعْتَصِرْ

مِنْ خَصْرِهَا**** البَرِّيِّ لَوْثَةَ الجُلَّنَارِ

واطْوِ الشُّعَاعَ فِي الشِّرَاعِ الحَالِمِ

أكْفَانُكَ البَيْضَاءُ عُرْسٌ

وَخَيْمَةٌ مِنْ نُورِ مَوْلاَكَ الإمَامِ

فَاجْمَعْ نَحِيبَكَ الشَّرِيدَ واخْتَصِرْ

آجَالَ ألْواحِ الدِّمَاءِ

دُنْيَاكَ يَا بُنَيَّ سِرْبٌ زَائِغٌ مِنَ المَحَارِ

نَوْلٌ يُطَرِّزُ الظِّلاَلَ لِلظَّلاَمِ الجَاثِمِ

فَلاَ تُبَالِ واقْتَصِرْ.

*يقول الشارح إن المؤمن بالإمام يرى صراطا في نهايته جمهرة من النساء العاريات.

**يقول الشارح إن المؤمن بالإمام إذا قتل عشرة من الأعداء سمع صوتا يبشره بالجنة

***يقول الشارح إن الضمير يعود على دم المضطهَدين الساكتين عن المظالم

****يقول الشارح إن زوار الفردوس بعد قيامهم من بين الأموات يبكون فينبعث من دموعهم عطر تذوب لمرآه القلوب، ووالله إنّي لمن البكّائين.