تاريخنا القابل للنسيان


وليد عبدالحسين جبر
2024 / 2 / 10 - 01:21     

يُعّد العراقيون من اكثر الشعوب نسيانا للأحداث التي تمّر بهم، واقلّ الشعوب تعلما منها ايضا ، بحكم عاطفيتهم المتطرفة ، وكثرة الاحداث التي تحصل لهم ، بحيث حدث يُنسي الحدث الذي قبله ، و عُرفوا بمقارنة حاضرهم بماضيهم ، والميل والحنين الى الماضي دائما !
يوم امس " ٨ شباط " صادف ذكرى ثورة وانقلاب حصل في عام 1963 غيّر اول حكم جمهوري انهى الملكية في العراق و مثّل برئيس الدولة " عبدالكريم قاسم " وسط نقل تلفازي لما حصل ، والى قبل سنة او سنتين كان العراقيين ينقسمون بين ملكي و قاسمي و قومي عارفي ، وكلا يحود النار لقرص اتجاهه التاريخي .
الملفت للنظر تابعت المواقع العراقية في كل برامج السوشيل ميديا خلال اليومين المنصرمين فلم اعثر على ولو تعليق بسيط او ذكر عابر لما حصل في ٨ شباط لأن العراقيين انشغلوا الان بسباق تشكيل حكومات المحافظات و غارات الامريكان على قادة فصائل الحشد الشعبي ، وحيث ان الحدث الجديد يُنسي الحدث الذي قبله ، فقد ضاعت ٨ شباط بين مطرقة الغارة الامريكية وسندان الاتفاقات السياسية لتشكيل حكومات المحافظات ، ولا ادري هل ان النسيان نعمة دائما ام يكون نقمة حينما لا يتم الاعتبار بما حصل !