اقطاعيات منظمات المجتمع المدني في العراق


اسماعيل جاسم
2023 / 12 / 30 - 20:14     

منذ تأسيس منظمات المجتمع المدني في العراق ، بعد الاحتلال الامريكي 2003، تم التسجيل على منح اجازات عمل لمن يرغب العمل في هذه المنظمات ، منذ البدء ، استحوذ عليها مؤسسيها ، حتى اصبحت عقاراً خاصاً له ولعائلته ، او ملكاً لا يمكن التخلي عنها ، اخذ السيد رئيس المنظمة التصرف تصرفاً شخصياً لجميع المنح الدولية ، لأن الوضع السياسي في العراق وضعاً هشاً والعراقيون قليلو التجربة لا يعرفون كيف تصرف اموال المنح ، الا في بعض النشاطات ، بداية استغفلوا الشباب الراغب بالعمل ، بالعمل التطوعي ، يعني حتى مصاريف النقل لا يحصل عليها الا ما ندر ، فلا فرق بين فساد السياسيين سواء اعضاء البرلمان او مجالس المحافظات ، كلٌ يعملُ على شاكلته ، وحينما تقترب منه لا تسمع منه الا عبارات الاستقلالية والنزاهة ورفض الرشا ونقد الآخرين بينما في حقيقته رئيس المنظمة احد رؤوس الفساد والنهب ، كان كل ما يجري من فساد بسبب انعدام الاجراءات الرقابية والمحاسبة عن اموال المنح التي استلمت بمئات الالاف من الدولارات وربما يتعدى مئات الالاف قد تصل الى الملايين من الدولارات ، ظهرت من بين المنظمات ، منظمات تمول العائلة المالكة ، لا يحق لأي عضو فيها ان يحاسب او يسأل عن هذه الاموال المستلمة الى اين صُرفت ؟ بعد عدة ايام يستغنى عنه او يُفصل من الهيأة الادارية بدعوى يعمل مع منظمات اخرى او يُتهم بشتى التهم اقلها الطعن بالعرض ، سرعان ما يخرج من المنظمة حفاظاً على سمعته او سمعتها ، بعض المنظمات ليس لها مقر ثابت وان وجد لها مقراً فغرفة في بيت رئيس المنظمة ، وبعضها يطلق عليها منظمة " جنطة " تحت الابط ومنهم من اصبح مقاولاً ، يأخذ بعض الفقرات لتنفيذها ويوثقها بالصور ، وما هذه الصور عبارة عن اصدقاء المقاول وبعض افراد عائلته . هكذا كانت منظمات المجتمع المدني ، لذلك تجدها بمرور الزمن قد انكشف زيفها اما بتزوير الايصالات والسجلات ، هذا العمل جعل منظمات المجتمع المدني تفقد مصداقيتها لوجود فساد كبير ، الفساد اول ما انعكس على قطع التمويل ووضع هكذا منظمات بالقائمة السوداء ، مُنعت عن التمويل وعُمم اسمها على جميع المنظمات الدولية . احدى هذه المنظمات الفاسدة برئيسها وبعائلته حتى اشتهرت من المنظمات الفاسدة .