الفلسطينيون ليسوا بشرا مثلنا!


عبدالله عطية شناوة
2023 / 12 / 23 - 20:13     

حقيقة إسرائيل التي ينكرها المتصهينون العرب الذين يتغنون بـ ((الديمقراطية الإسرائيلية))، كما فضحها الكاتب الصحفي الإسرائيلي جدعون ليفي الذي يحمل إسرائيل مسؤولية تدمير كل حلول التعايش بين الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني.

وهنا ملخص لتصريحات أدلى بها ليفي في ندوات ومحاضرات مسجلة فيديويا:

لقد غاب موضوع حل الدولتين عن الساحة منذ زمن طويل، يقال أن هذا الحل قد مات، لكنه لم يكن موجودا، لنكن صريحين لم يكن موجودا على الطاولة، لسنوات عديدة كنت أؤمن وأدعم حل الدولتين، كنت أدعم هذا الحل، حين لم يكن بدعمه سوى عدد ضئيل من اليهود. رأيتها فكرة جميلة وشجاعة، شعبان يتقاسمان أرضا واحدة. ولكن ما لم أعلمه حينها، هو أنه لا أحد في إسرائيل ينوي تطبيق هذا الحل، لا أحد مطلقا. لم يكن ثمة مسؤول إسرائيلي ينوي تطبيق حل الدولتين على أرض الواقع. لم تكن لدى أي مسؤول إسرائيلي فكرة لأنهاء الاحتلال. كانت لديهم مجموعة من الذرائع لكسب مزيد من الوقت وتقوية الأحتلال. والذروة كانت إتفاقية أوسلو، التي كنت من داعميها، ربما من منطلقات عاطفية، رأيت حينها أن هذا ما نطمح إليه أن نعيش في أمن وسلام. لكنها كانت فترة عابرة,

حينها لم أعرف، عرفت لاحقا، أن الهدف منها، من أتفاقية أوسلو هو كسب الوقت، تثبيت الأحتلال وتقويته وتوسيع الإستيطان. كيف عرفت هذا؟ عرفته لأن حتى تلك الأتفاقية التي نال البعض بسببها جائزة نوبل، لم تتطرق إلى عناصر مهمة، مثل الأستيطان. ذلك أنه عندما تعتدي على أرض غيرك وتتوسع في الأستيطان فهذا يعني أنك لا تنوي إنهاء الأحتلال. فأساسا لن تكون هناك دولتان دون الأتفاق على وقف الأستيطان وإخلاء المستوطنات.

لنستمع إلى هؤلاء الذين يزعمون أنهم يدعمون حل الدولتين .. أنهم يشترطون أن تكون فلسطين منزوعة السلاح. عذرا لماذا يجب نزع سلاح الفلسطينيين؟ أليس لهم حق الدفاع عن النفس؟ أليست حياتهم في خطر كما هي حياة الإسرائيليين؟ لماذا يجب نزع سلاحهم؟ لماذا لإسرائيل الحق في أمتلاك كل أنواع الأسلحة، ولا يمكن أن يكون للفلسطينيين حمل أي نوع من السلاح؟
حل الدولتين لم يولد أبدا. إسرائيل تعاملت مع هذا الحل بعد سنين من تأجيله وعرقلته، لأنها رأت أن ذلك يكسبها عقودا وعقودا من مواصلة الأحتلال، دون بذل أي جهد أو القيام بأي شيء، فقط تقوية الأحتلال والأستيطان.,, ذرائع أخرى... عباس ضعيف، لا نملك شريكا في عملية السلام!!! ياسر عرفات كان قويا، عباس ضعيف جدا. حماس شديدة التعصب، للأسف لا يوجد شريك فلسطيني!!! يقال لي أنني أشبه هذا النزاع بالأسود والأبيض وهو ليس كذلك، ففيه جوانب معقدة!!!

أنها يا أصدقاء أبيض وأسود. من يزعمون أنها مسألة معقدة لا يريدون رؤية الحقيقة. أنها أبيض وأسود لأنها واضحة جدأ إذا نطرت إلى التأريخ من 1948، اقرأوا السيرة الداتية لدافيد بن غوريون التي أعدها الكاتب توماس سيقيف. في العشرينات طردوا الفلسطينيين من أعمالهم، وأحتلوا أماكنهم بعملية ممنهجة، لم يكن حينها لا هولوكوست ولا تهديد أمني. منذ العشرينات غزوا وطائف الفلسطينيين، ومن ثم غزوا أرضهم بشكل ممنهج,

أسرائيل فعلت كل ما في وسعها لتدمير حل الدولتين، بطريقة لا رجعة فيها. والآن لم يتبق هناك سوى البديل الآخر، حل الدولة الواحدة القائم بالفعل، وليس ثمة خيار أو بديل ثالث.
الدولة الواحدة عمرها الآن 50 عاما. وهذا هو الوضع السائد فيها: مواطنون يهود يتمتعون بحياة ديمقراطية، مع عديد من الشقوق، ومع فريق الحكم الحالي تزايدت هذه الشقوق، ولكن مازال بالإمكان المطالبة بالديمقراطية. على الجانب الآخر، مواطنون فلسطينيون، نسميهم ((عرب إسرائيل))، لهم قدر من الحقوق المدنية، مع تمييز ممنهج. ولكن في فنائنا الخلفي، الفناء المظلم يسود نظام مختلف تماما، نظام من أبشع الأنظمة على وجه الأرض من حيث الوحشية والطغيان. نظام أعرف كل تفاصيله لأني أغطيه منذ أربعين عاما. ولا يمكن تصنيفه إلا كنظام فصل عنصري.

شعبان يعيشان على أرض واحدة، أحدهما يتمتع بكل الحقوق المعروفة في العالم، والآخر ليس له أية حقوق على الإطلاق. هذا ليس نظام شبيه بالفصل العنصري، أنه بالضبط نظام فصل عنصري. ولا يمكن لأحد ان ينكر ذلك. في وادي الأردن تزدهر المستوطنات اليهودية، بينما يعيش الفلسطينيون، بلا ماء بلا كهرباء بلا حقوق. فما هو الفصل العنصري إن لم يكن هذا فصلا عنصريا؟

لن يستيقظ الإسرائيليون ذات صباح ليقولوا أن الأحتلال وحشي، والفصل العنصري غير قانوني، ودعونا نضع حدا له. لن يحدث هذا، لم يحدث على مدى الأعوام الست والخمسين الماضية ولن يحدث. في حالة واحدة قد يحدث ذلك، وهي أن ييبدأ الإسرائيليون بدفع ثمن الأحتلال ومعاقبتهم على الأحتلال. وحين يدرك الأسرائيليون فداحة الثمن وعدم قدرتهم على دفعه. أي أنه لا يمكنهم مواصلة الأحتلال مع ذلك الثمن. وهذا ما لم نصل إليه بعد. والأمر مرهون بانتقال موقف المجتمع الدولي من الأقوال إلى الأفعال. حين يقف العالم ويقول: كفى!
ولا يبدو أن ذلك سيحدث قريبا.

إسرائيل في الضفة الغربية منذ 56 عاما، وكل ما يفعله الجيش الإسرائيلي يوميا هناك يندرج في عداد جرائم الحرب, من توسيع المستوطنات اليهودية وبناء المزيد منها، الى نقل الأسرى الى السجون الإسرائيلية، من أختطاف الناس ليلا من منازلهم، إلى العقوبات الجماعية. هذه الأنتهاكات للقانون الدولي تتكرر كل يوم. ليس في أوقات الحرب، وأنما في الأوقات العادية، وعلى نحو روتيني. ومعظم هذه الفظائع لا يغطيها الإعلام الإسرائيلي.

إذا كان يراد أيجاد دولة يهودية فلابد من أن تكون هناك أغلبية يهودية شديدة الوضوح، ولا توجد الأن مثل هذه الأغلبية. فما بين النهر والبحر يوجد حاليا 7،5 مليون يهودي، و7،5 مليون فلسطيني. لا يمكن فرض حكومة يهودية على شعبين وحرمان أحدهما من أية حقوق. وأسرائيل فضلت أن تكون دولة يهودية على أن تكون دولة ديمقراطية.
الأمر مرتبط بعقيدة متأصلة، ينكرها الجميع، ستجدها راسخة لدى معظم الإسرائيليين إذا حفرت تحت جلودهم، ملخصها: أن الفلسطينيين ليسوا بشرا مثلنا!

روابط التصريحات والمقابلات:

https://www.facebook.com/abdullah.shnawa/posts/pfbid02T9DYxemqUyU7HuWizSLRKU6mzhDCbWDsetmmrxywtbLLyM63EbfnEsLc2iPKH8uFl

https://www.facebook.com/100063480819626/videos/688600993203508

https://www.facebook.com/AJA.Palestine/videos/3969715306588838

https://www.facebook.com/reel/1769538716826644