|
غلق | | مركز دراسات وابحاث الماركسية واليسار | |
|
خيارات وادوات |
|
الرجل الخفيّ حاضرا
وانا اشق الساعات والدقائق لإنهاء قراءة رواية الرجل الخفي والتي نالت شهرة عالية والاسباب لابد ان تكون عديدة حتى تنال تلك الرواية شهرتها وتأخذ مكانها ضمن الروايات الكلاسيكية العالمية العلمية للكاتب هربرت جورح ويلز، وجدت نفسي مع كل التشويق في احداث الرواية وابداع الفكرة في استثمار الخيال العلمي كصاحب الحانة الذي انهى الكاتب روايته عنده، وهو رجل وهب كنز المخطوطات الخاصة بسر الاخفاء فأخذ يقص القصص على كل مريد وراغب في معرفة الحقيقة دون ان يعرف من الحقيقة شيئا. ورغم اعتقاد الناس انه يحتفظ بهذه المخطوطات الا انها ليست بحوزته، لذلك كان يبدو كالعاجز عن الشرح او الاستفادة من اي معلومة وردت في هذه الكتب. ماذا يعني امتلاك كنزه للكتب وهو يشاهد تغير لون اغلفتها ويصيب الكثير من صفحاتها الطمس لسوء التخزين وهو الذي يحيا في اودية مختلفة لا يجمع بينه وبين هذه الكتب الا حيز الوجود. الكثير منا لديه القدرة على صنع ثروات لكنه يجهل الى اين يسير لغموض الهدف او لإدمان السير على غير هدى ما دام لا يستطيع ان يحاسب نفسه ولا يستطيع ان يحاسبه احد ما حسابا يسيرا يساعده على فهم نفسه وفهم هدفه. صاحب الحانة صنع ثروته من خلال ازدياد رواد حانته بسبب القصص التي كان يقصها عن الرجل الخفي وفي كل مرة كان يضيف ما يشاء من حكايات عن اخبار واحوال الرجل الخفي الذي ارتكب الجرائم لحماية نفسه وتأمين حياته، فيما لا يمكن لأحد ان يشكك في صحة ما يقوله مما يجعل الكثير من الناس يحسدونه ويتمنون موته من اجل الحصول على الكتب. فكرة الاختفاء ربما تكون دافعا لمعرفة ماذا يمكننا ان نصنع حين نتحرك بحرية من مراقبة البشر، لكن وكما يحدث دوما فأن الكراهية كسمة تميز سكان هذا العالم تشدنا الى ما لا نريد، حتى صرنا نحتار اذا كنا مكروهين او كارهين، فتذهب الفكرة ونعيش على هامش الصراع الذي يشغلنا عن الشيء الذي كنا نسعى اليه او الذي سعى له بطل الرواية غريفين.
|
|