المسؤول عندنا والمسؤول عندهم

عزالدين معزة
كاتب
(Maza Azzeddine)

الحوار المتمدن-العدد: 7707 - 2023 / 8 / 18 - 16:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

المسؤولون عندنا وعندهم
أتساءل احيانابيني وبين نفسي الأمارة بالسوء ، كان الواجب على نفسي ألا تهتم باي مخلوق فان مؤقت ولكنها تابى دائما ان تدخلني في متاهات أضيع في سراديبها وأتيه في وديانها وغاباتها وكلامي اليوم على المسؤولين عندنا وعندهم
المسؤول عندنا :
بمجرد أن يمنح له منصب المسؤولية ، يغير كلامه ، يغير مشيته ، يغير هندامه يمشي مرحا يتطاول على الجبال والقمر والنجوم ، يسير على الارض ويحتقرها لأنها لم تعرف قدره ولم تخضع له ، ينظر للقمر فيتحداه يلوم سنة الله لماذا يقضي حاجته في المرحاض مثل بقية البشر يلعن الزمن الذي لم يركع له ، ترى المسؤول عندنا ، مسؤولا في كل مكان في المآتم في الاعراس في السوق في الشوارع يسير على طرفي اصابع قدميه يحرك اردافه كالنساء ينظر الى العامة كثور هائج ...كم هو مسكين المسؤول عندنا ـــ إلا ما رحم ربي ــ منصب المسؤولية يفعل فيه العجب العجاب ، لم يستفيق من سكرته إلا حينما يطرد او يحال على التقاعد ....وهنا تحدث له الصدمة الثانية بعد صدمة تعيينه مسؤولا ، تلعنه الناس ، تعفه لا أحد يرحمه حتى اقاربه واصحابه الذين درس تربى ودرس معهم ، تجده المسكين ـ يضرب فيها حجة او عمرة ــ يترك بعض الشعيرات في لحيته ويختصر حياته الباقية بين المنزل والمسجد، واحيانا تراه رافعا القران في المسجد ويقرأ بصوت خافت ، ومع ذلك لن يرحمه الناس ويقولون عنه : هل رايتموه عندما مسؤولا لم يكن يمشي على الارض ولا يكلم أحدا ....المجتمع لا ينسى
المسؤول عندهم :
المسؤولية عندهم تكليف لا تشريف ولا تمنح إلا لمن كان اهلا لها ، عندما تدخل على مسؤول عندهم يتسقبلك بكل احترام وتقدير حتى ترى نفسك أنك انت المسؤول عليه ، يخجل ان يكذب عليك او يتكبر تاو يرواغك ، يحدثك بالقانون وحده ، لا يسأل عمنى ارسلك ولا عن قيمتك في المجتمع المواطنون عنده كلهم سواسية لا فرق بين مسؤول كبير وعامل بسيط ، ترى المسؤول عندهم عادي جدا في الاسواق مشيته مثل مشية جميع المواطنين ، لا يحاول ان يخترق الارض ولا أحد ينتبه له مهما كانت مسؤوليته يفضي حاجته مثل جميع المواطنين لا يتكبر ولا يترفع على أحد ، متواضعون هادئون ، لا يعيرهم منصب المسؤولية اثناء ادائها ولا بعد نهاية المسؤولية .

#عزالدين_معزة (هاشتاغ)       Maza_Azzeddine#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل