الإمام الحسين (ع) وثورته الباسلة واستشهاده من أجل الإصلاح


فلاح أمين الرهيمي
2023 / 7 / 30 - 12:41     

لقد خاطب أعدائه قائلاً : إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله (ص) ... وعندما طلب منه قائد الجيش الأموي (عمر بن سعد بن أبي وقاص) التنازل والاعتراف والإقرار بإمارة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان رفض الحسين (ع) وقال لهم : لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقر لكم إقرار العبيد. وبقي صامداً رافعاً راية الإصلاح ضد أعدائه الظالمين بالرغم من عدم التكافؤ بينهم وفضل الموت والشهادة على الخنوع والخضوع للباطل والحكم الجائر والظالم والفاسد.
إن الحسين (ع) اختار الخلود والموت من أجل الإصلاح في أمة جده التي عبث بها العابثون والفاسدون وانحرفوا عن مسيرتها الإنسانية الصادقة رافضاً حياة الذل والعبودية والخنوع للباطل الظالم.
إن الحسين (ع) رفض الحياة ومفهومها في الدنيا في الحياة الفانية في ظل الظلم والاستبداد والفساد واختار الموت والشهادة لأنها رحلة أكبر وتمثل في النهاية الخلود باعتبارها وقفة الموت ووقفة حياة الخلود التي تمثل جوانب مرتبطة بعضها مع بعض من الوجود البشري ويأتي ذلك من خلال المعرفة والتعمق في معنى الموت ومعنى الحياة يمكن أن نستكشف بعض الجوانب الأخرى في العلاقة بين الموت والحياة كدوامة متلاحقة حيث يعتبر الموت نقطة انتقالية من الحياة الفانية إلى الحياة الأبدية التي تمثل الخلود للإنسان في الوجود الإنساني كما نشاهدها الآن كيف يحتفى بها في جميع أنحاء العالم وفي العراق نحتفل في هذه الواقعة الأليمة كل عام ونستمد منها روح الصمود والإصرار في التغيير والإصلاح للشعب العراقي الذي يعاني من سلطة حكم المحاصصة والفساد الإداري والمحسوبية والمنسوبية الذي أفرز الفقر والجوع والبطالة وانفلات السلاح والفوضى الأمنية والمتاجرة بالبشر وأعضاء الإنسان والقتل والابتزاز والمافيات المسلحة وتفشي المخدرات وقطع رقاب الأنهار من إيران وتركيا وأزمات الماء والكهرباء والخدمات واقتصاد ريعي وشعب مستهلك وغير منتج وجهاز وظيفي ضخم يبلغ تعداده أربعة ملايين ونصف موظف ومستخدم هو الأضخم في العالم من حيث عدد نفوس العراق الذي أفرز ظاهرة البطالة المقنعة والفضائيين وجعل إنتاج الموظف ومعدل عمله نصف ساعة في اليوم الواحد عن معدل الدوام الذي يقاس بثمان ساعات وغيرها.
يقول أ.د. قاسم حسين صالح مؤسس ورئيس جمعية النفيس العراقية : على مدى عشرين سنة من الحكم أثبتت الأحداث أننا في العراق لدينا حسينان (حسين) السلطة وحسين الناس (حسين) الحكام وحسين المحكومين (حسين) المنطقة الخضراء وحسين ساحة التحرير (حسين) قتله أنصاره وحسين شهداء شعاره (هيهات منا الذلة) ثم يقول (برغم أن قراءة واقع الحال تجعلك على يقين بأن الحسين لو خرج الآن في بغداد طالباً الإصلاح في أمة جده، فإن أول من يتصدى إليه هم ساكنوا المنطقة الخضراء، وبينهم من هو أقبح من الشمر ابن ذي الجوشن ....؟ فإنه سيبقى يخشاه كل حاكم مستبد بالسلطة والثروة، وإن اطمأن قلبه.