سياسة الحكومة العراقية .. غدت تشبه لعبة الكولف


علي عرمش شوكت
2023 / 7 / 9 - 02:38     

باتت سياسة الحكومة العراقية حقاً ويقيناً، توفر اعلى اسباب القناعة للمتابع، بانها تشبه الى حد ما لعبة ـ الكولف ـ . حيث يضرب اللاعب الكرة الصغيرة لعلها تصل الى مكان الحفرة المحددة لها. وهذه تعتمد على قوة الضارب ومهارته بتحديد مداها. ولكن ما هو الملموس اليوم في سياقات اللعب الحكومي. انه غالباً ما تطلق التوجيهات وتقال التصريحات وتتخذ القرارات من لدن المسؤولين اللاعبين الاساسيين دون ان تحظى برؤية معرفية لمدى التنفيذ الموعود، بمعنى من المعان لا سقف تنفيذي لها يعتد به. وحتى وان حدد ذلك، سرعان ما ينطبق عليه قول الشاعر الاخطل الصغير: ( امس انتهينا فلا كنا ولا كان ياصاحب الوعد خلي الوعد نسيان ) التي متعتنا بها الرائعة فيروز.
وغالباً ما يصبح " خطّارعدنا الفرح " ولم يطل بقاؤه ، عندما يطلع علينا سعادة السيد محمد شياع السوداني رئيس مجلس الوزراء بتصرحات اووعود باتخاذ الاجراء اللازم في مفصل من برنامجه.. فان طال الانتظار ام قصر ففي نهاية المطاف ، يتبين لا تعدو وعوده عن كونها تتماثل مع ضربة الكرة الصغيرة في لعبة الكولف . اذ تضرب دون ان يتيقن اللاعب من ضمان وصولها للهدف.. وان شاء دولة الرئيس صادقاً وحدد المدى الزمني للتنفيذ، لكن تبقى واقعية قناعته بقدرته على التنفيذ مشكوكاً بها. ربما هو اول المشككين بنجاحه بمعنى انه يراهن على ضربة الحظ !!. وهنا لا نتجنى انما تشفع لنا جدران الصد التي شيدها امامه رؤساء الكتل الاطاريون تحديداً، التي كان تعهده بالتزامه بها الشرط المركزي لاستيزاره .
ان المتابع السياسي اصبح ، خرجه ، خلال الشهورالستة الماضية، متخماً بالشواهد والادلة على وعود الرئيس التي كبحت وتلقى نتائجها المؤلمة بصبر يتيم الام الذي لاحول له ولا قوة حيال ظلم زوجة الاب المتسلطة. المتمثلة هنا بالبرلمان. اذن يقتضي الامر الا نذهب بعيداً طالما سحقنا على طرف السيد رئيس الوزراء. طبعاً من منطلق الحرص على المصالح العامة ليس الا.. فمن ضربات الكرة الصغيرة ونقصد بها الامر القليل المسموح به لتصرفه .. رايناه قد حدد اربع مئة وخمسين مديرا عاما بهدف تبديلهم، ثم استدرك متوقفاً عند تسع وخمسين منهم. بعدها اصبحوا خمسة وعشرين مديرا عاماً فقط الذين نالهم التبديل.
وقد سبق ذلك ان حدد ايضا مهلة ستة اشهر لتقييم وزراء حكومته، وشخص بعض منهم ، ولكنه ابتلع الموس وسكت بعد ما منع من المضي في غيه منفرداً . كما كانت له ضربات لكرته الصغيرة ( المسموح له ) تمثلت . بالوعد الذي الزم نفسه به في كشف سراق المال العام في" سرقة القرن " واسترجاع المسروقات، انما فعل العكس، حيث تم تحذيره بل وامر باطلاق سراح الحرامية. زد على ذلك ما اصدرته حكومته من موازنة عامة جاءت تفتقر للعدالة في اقل تقدير. ناهيك عن اخضاعها للتلاعب والتشريح، واضيفت لها مظالم من قبل بعض فرسان البرلمان. شوهدت في المادتين 13 و 14 المعنيتين ببعض حقوق شعبنا الكردي ، اضافة الى المادة 16 القاضية بـ " اطفاء سلف المليارات " التي تمتع بها كبار المتنفذين السابقين و الحاليين على حد سواء . و كان صمت الرئيس مطبق حولها .
ان ـ كرة الكولف ـ الصغيرة لدى السيد السوداني رئيس مجلس الوزراء تبدو غير صالحة للعب في، ساحة نافذة العملة ، حينما لعبها وحدد صرف الدولار بمئة وثلاثين ديناراً ، ولم تصل كرته الى المدى المطلوب، فما كان الا و قد استمرت السرقات من خلالها لكون ( النواطير النشامى نايمين خوش نومة والحرامية اتبوك ـ تسرق ).. عذراً لقد لجأنا للاستعانة بشطر من اغنية الراحل " عزيز علي " لوصف الحالة ، وان كانت غير كافية، وليست على القدر المطلوب لان النواطير صاحين ولهم حصة وفقاً لنظام المحاصصة المرعي.
يقول : السيد رئيس الوزراء انه " الرجل المسؤول الاول في الحكومة ولا يخضع لمششيئة احد " ولكننا لم نلحظ تجليات قراره بخصوص شحة الماء وانقطاع الكهرباء اللتان تشكلان دلالات ادانة له. حينما يستمر صمته عن شحة المياه وانعدام الكهرباء والكثر غيرهما. اللتان تعنيان قطعاً لا صناعة ولا زراعة . اذن سؤال يخلو من المجاملة مؤداه، هل ثمة ارادة شخصة دافعة خلف هذا الموقف ؟ . ان الشك وارد في كونها ارادة شخصية. انما القناعة واردة ايضاً بان ثمة خضوع لمشيئة من هو مستفيد من جعل العراق مجرد سوق لتصريف منتجاته التي كانت القوى المنتجة العراقية وما زالت قادرة على انتاجها وبجودة ومنفعة وطنية كبيرة.. فهل من اجابة ؟؟