الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة الفلسطينية.. إخفاق للمحتل الصهيوني.. ونجاح لصمود الفلسطيني


فواد الكنجي
2023 / 5 / 24 - 07:07     

يحيي (فلسطينيون) في 15 أيار من كل عام وكل الشراء العرب ومناصرون للقضية (الفلسطينية) ذكرى (الخامسة والسبعين للنكبة فلسطين) التي حدثت عام 1948، حيث تم تهجير الشعب (الفلسطيني) من بيوتهم.. وأرضيهم.. ووطنهم؛ بعد أن قام (العدو الصهيوني) هدم وتجريف معظم المدن (الفلسطينية).. ومعالم مجتمعية.. والسياسية.. والاقتصادية.. والحضارية .
والأمم المتحدة.. وبعد سنين من النسيان.. وفي يوم الاثنين المصادف 15– أيار الجاري 2023 وبعد مرور (خمسة وسبعون) عام عن (نكبة فلسطين) الأليمة؛ اعترفت.. وأحيت (الأمم المتحدة) يوم (النكبة الفلسطينية) الذي ظل عالقا في ذاكرة (الفلسطينيين) وكل شرفاء العرب، واليوم إذ نتذكر ما حدث قبل (خمسة وسبعون) عام؛ عندما تم تشريد ما يربو عن ثمانمائة ألف فلسطيني) من قراهم ومدنهم من أصل (مليون وأربعمائة ألف فلسطيني) كانوا يقيمون في (فلسطين) التاريخية في عام 1948؛ وكان جلهم يسكنون في 1300 قرية ومدينة (فلسطينية)؛ حيث قام الاحتلال (الإسرائيلي) بالسيطرة خلال مرحلة النكبة على 774 قرية ومدينة (فلسطينية)، وقام بتدمير 531 منها بالكامل؛ وما تبقى تم فرض عليها قوانيين الاحتلال وإخضاعها إلى سلطة (الكيان الصهيوني)، ليتم تشريد سكان هذه المناطق في غضون أيام معدودة من أراضيهم.. وبيوتهم.. وقراهم .. وأراضيهم؛ وفي نفس الوقت قام (الكيان الصهيوني) المجرم؛ بحملة اعتقالات واسعة بحق (الفلسطينيين)، حيث بلغ عدد المعتقلين بحدود (مليون) إنسان منذ العام 1967، في وقت الذي امضي في سجون الاحتلال عدد كبير من (الأسرى الفلسطينيين) حكم عليهم بالسجن بما يزيد على ربع قرن؛ مع إصدار أحكام بالسجن المؤيد على أكثر من 570 أسيرا (فلسطينيي)؛ وبما رافق ذلك من عمليات التطهير واسعة النطاق بحق (الفلسطينيين) الأبرياء؛ إضافة على ذلك قامت عصابات (الكيان الصهيوني) باقتراف جرائم ومذابح وبما يربوا من 70 مجزرة بحق (الفلسطينيين)، فاستشهد ما يزيد عن 15 ألف (فلسطيني) اثر حرب شنها (الكيان الصهيوني) بدعم (بريطاني) ودولي على كل مدن وبلدات والقرى (الفلسطينية) وبقوة السلاح؛ ليتم لهم اكبر نزوح في التاريخ البشرية؛ وكل هذه الإجراءات القسرية جرى تنفيذها من اجل إقامة ما تدعى اليوم بـ(دولة إسرائيل) الغاشمة، ومن اجل تحقيق هذا الهدف استخدم (الكيان الصهيوني) كل وسائل الوحشية والإجرامية بحق الشعب (الفلسطيني) صاحب (الأرض الفلسطينية)؛ وقد شكلت هذه المأساة الكبرى بحق (الفلسطينيين) إحدى اكبر جرائم إنسانية كونها شملت تطهيرا عرقيا وسيطرة على الأرض من قبل (المحتل الصهيوني) لم يعاقب مرتكبيها عن فعلتهم الشنعاء هذه؛ وذلك بدغم (أممي) واضح، فشردوا (الفلسطينيين) في المخيمات ودول الشتات فلاقوا الذل.. والويل.. والمأساة؛ بعد إن تم طرد شعب بكامله من أرضه وبيته في أبشع صور الظلم والطغيان، ليتم إحلال جماعات (صهيونية) وأفراد (يهود) من شتى بقاع العالم لإسكانهم في (فلسطين) مكان.. وارض.. ووطن (الشعب فلسطيني) وليتم توطين (اليهود) في أرض (فلسطين)، وما زال هذا النهج الجائر قائم تمارسه السلطات (الصهيونية) على قدم وساق ويوميا ودون حل للحد من هذا النزيف التي يعانيه (الشعب الفلسطيني)؛ بعد إن توغل (الكيان الصهيوني) في جرائمه لإنشاء دولته المزيفة عبر تزييف حقائق التاريخ لإضفاء سيادة وهمية ليس فحسب على (القدس الفلسطينية) بل على كل مدن الفلسطينية وعلى حساب معانات الشعب أصحاب الأرض وتاريخ (فلسطين) .
نعم في هذه الأيام تمر (خمسة وسبعون) عام عن (نكبة فلسطين) وما زال جرح الوطن والإنسان (الفلسطيني) حاضر ينزف؛ وما زال كل أبناء (الشعب الفلسطيني) شيبا وشبابا.. نساء وأمهات يناضلون دون استسلام يفتدون وطنهم بأرواحهم وهم صامدين بوجه بطش احتلال (الكيان الصهيوني) الجائر ليسقط طوال هذه السنين مئات ألاف من إبطال (الشعب الفلسطيني) شهداء؛ ولا يزال في كل يوم يسقط شهيدا على ارض (فلسطين) دفاعا عن الأرض ومقدسات الوطن (فلسطين) .
وما إحياء هذه الذكرى الأليمة؛ والتي تأتي هذه الأيام في ظل ظروف صعبة؛ لان (الشعب الفلسطيني) لا يزال يقدم الشهداء والدماء على امتداد رقعة الوطن؛ وذلك بأن فصول (النكبة) لا تزال مستمرة و(الكيان الصهيوني) ما يزال حد هذه اللحظة يقوم بتصيد باستهداف (المقاومة الفلسطينية) في (غزه) و(الضفة الغربية) وفي كل مدن وقصبات الأراضي (الفلسطينية)؛ وذلك عبر إقامة فعاليات شعبية كبيرة ورفع أعلاما (فلسطينية) ولافتات تندد عبر هتافات وصيحات الجماهير (الفلسطينية) الأبية ضد (الاحتلال الإسرائيلي)؛ وتنادي بحق العودة والتمسك بالحقوق، وما هذه الفعاليات إلا تأكيدا بتمسكهم بحقوقهم المشروعة على كافة (الأراضي الفلسطينية) وعدم الرضوخ بتهديدات (الإسرائيلية) على أبنائهم مهما كانت حجم القوة المستخدمة ضدهم؛ بل وعدم رضاهم على أداء (الأمم المتحدة) و(المجتمع الدولي) في التعامل مع ملف (القضية الفلسطينية) التي ظلت مطروحة أمامهم طوال خمسة وسبعون عام، ولكن – للأسف – الكل حين يتعلق الأمر بالقضية (الفلسطينية) يتعامل بازدواجية، لذلك جدد جماهير (الشعب الفلسطيني) في هذه التظاهرات والفعاليات لإحياء (ذكرى النكبة) الأليمة مطالبهم السابقة في (بيان) القي بهذه المناسبة الأليمة؛ أكدوا فيه بضرورة تدخل (أممي) عاجل لإنصاف (الشعب الفلسطيني) وإعطاءه حقوقه التي أقرت في (الأمم المتحدة) وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير وإقامة (الدولة الفلسطينية) الحرة المستقلة .
نعم اليوم يمر (خمسة وسبعون) عاما عن (نكبة فلسطين)؛ وأن ما قام.. ويقوم به (الاحتلال الصهيوني) طوال هذه الحقبة المريرة من تاريخ (الأمة الفلسطينية) المناضلة؛ لا.. ولم.. ولن يفلح – هذا الكيان الجرم – في طمس معالم وتهويد المدن (الفلسطينية)، لان (الشعب الفلسطيني) سيمضي قدما نحو تحرير كامل الأراضي (الفلسطينية) – آجلا أو عاجلا – لأنه مصمم على التحرير ومصمم في الدفاع عن الأرض والعرض بالمقاومة الشاملة حتى يتم تحرير كامل الأراضي (الفلسطينية) التاريخية من (الاحتلال الصهيونية) المجرم .
فطوال حقبة الماضية ومن عمر (النكبة الفلسطينية) الأليمة؛ ورغم كل الإجراءات والقوة التي استخدمها العدو (الصهيوني) ضد (الشعب الفلسطيني) الذي لا يمتلك السلاح الحديث.. ولا الطيران الحربي.. ولا المفاعل النووي؛ لم يستطع هذا الكيان المدعوم من الغرب حسم أمره لصالح الاحتلال؛ ولم يستطع في إركاع أو إجبار (الفلسطينيين) الأحرار على الاستسلام أو الرضوخ لقوتهم الغاشمة مهما كانت جبروت (الكيان الصهيوني)؛ لان (الشعب الفلسطيني) شعب يناضل.. ويقاوم.. ويصر على الصمود والتحدي في كل الميادين وبروح ومعنويات عالية؛ لان (الاستهداء) في ميادين المواجهة مع (الكيان الصهيوني) هو مشروع الأحرار وكل المناضلين (الفلسطينيين) من اجل رفع راية النصر فوق كل أراضي الوطن .
فقوة (الكيان الصهيوني) وبكل جبروته ومشاريعه في الاحتلال والاستيطان وكل الاتفاقيات التي ابرمها ومنذ إعلان وعد (بلفور) عام 1917 الذي شمل الهجرة (اليهودية) الممنهجة إلى (فلسطين) لإنشاء وطن قومي للشعب (اليهودي) وكما اقره وزير خارجية (بريطانيا) آنذاك ( آرثر بلفور)، وفي مئوية بيان (بلفور) وضعت (بريطانيا) إستراتيجية لتهويد (فلسطين)؛ وذلك بنقل (اليهود) من مختلف دول العالم إلى (فلسطين)، وعبر الانتداب (البريطاني) ولكن (الشعب الفلسطيني) تحرك لإحباط هذا المخطط لتستمر مواجهة بين المستوطنين الجدد وبدعم من قوات (البريطانية) ليشهد عام 1936 اندلاع ثورة شعبية (فلسطينية) وبعد سنتين من انطلاقها قامت القوات (البريطانية) بقوتها الغاشمة إخماد الثورة؛ ولكن لم.. ولن يتمنوا من إسكات تطلعات الجماهير (الفلسطينية) في السعي ومواصلة النضال ومقاومة المحتل من اجل تحرير كامل الأراضي (الفلسطينية) من سطوة المحتل الصهيوني .
وفي 29 من تشرين الثاني من عام 1947 أقرت (الأمم المتحدة) خطة لتقسيم (فلسطين) إلى دولتين (يهودية) و(عربية)؛ بعد إن اخذ المد (اليهودي) يتوافد إلى (فلسطين) من دول (أوربية) خلال السنوات التي سبقت هذا القرار في تقسيم (فلسطين) بعد إن شكلوا حوالي ثلث السكان في (فلسطين)؛ في وقت الذي لم يستطيعوا (اليهود) من السيطرة على الأراضي (الفلسطينية) سوى (ستة في مائة) من أراضي (الدولة الفلسطينية التاريخية)، في وقت الذي كانت (الأمم المتحدة) خصصت لهم (نصف مساحة فلسطين)؛ وبعد إن لاقى هذا المشروع رفضا (فلسطينيا وعربيا)؛ إلا إن الحركة (الصهيونية) وافقت على هذا المبدأ؛ ومنذ البدا كانت أطماعها تتوجه لوضع موطأ قدم في عمق (الأراضي الفلسطينية) لحين إن يتم الاستيلاء والسيطرة على مزيد من الأراضي الفلسطيني، ورويدا.. رويدا قام (الكيان الصهيوني) بتوسيع ركعة الاستيطان عبر ارتكاب جرائم التطهير العرقي والتهجير ألقسري ضد (الفلسطينيين) أصحاب الأرض والتاريخ، حيث قامت العصابات (الصهيونية) منذ عام 1947 عدوانا ممنهجا وواسع النطاق ضد (الشعب العربي الفلسطيني) ليرتكبوا عشرات المجازر المروعة ضد (الشعب الفلسطيني) لإرهابه وإجباره إلى النزوح من أرضه ليتم محو الهوية (الفلسطينية العربية) وإرثه الحضاري والسطو على أراضه وممتلكاته وتدمير مئات البلدات والقرى (الفلسطينية)، ليتم خلال هذه الفترة تهجير ما يقارب (مليون) عربي (فلسطيني) وتحويلهم إلى لاجئين ونازحين في شتات الأرض وفي مختلف دول العالم .
ورغم هذا التعسف (الصهيوني) ضد (الفلسطينيين) وما تلي بعد هذا التاريخ من اتفاقيات أخرى منها اتفاقات (أوسلو) واتفاقية (كامب ديفيد) وفُرضوا على (الفلسطينيين) و(الأمة العربية) جمعاء سياسات الابتزاز.. والتهديد.. والترهيب.. لفرض مشاريع للتسوية غير العادلة بقوة العدو الوهمية، ولكن الأيام تمضي ليثب التاريخ بان (القوة) مهما كانت ومهما تعددت أشكالها وإمكاناتها؛ فإنها لم .. ولن تتمكن في حسم الصراع لصالح الاحتلال (الصهيوني) المجرم .
لتمضي (خمسة وسبعون عام من تاريخ النكبة) والمحتل يخفق في تحقيق أهدافه في (فلسطين) العربية رغم كل الإمكانيات التي يمتلكها؛ في وقت الذي نجح (الفلسطينيون) بصمودهم البطولي في البقاء على الأرض (الفلسطينية) محتفظين بهويتهم (الفلسطينية) و بوطنهم وأراضهم التاريخية (فلسطين)؛ لأن سياسات (الصهاينة) والدول المؤيدة لهم؛ فشلت فشلا ذريعا؛ لتبقى (فلسطين) حر أبية شامخة بأهلها (الفلسطينيين) الأحرار .
فكلما طغى العدو (الصهيوني) المجرم؛ وتوغل في ارتكاب جرائمه ضد أبناء الشعب (الفلسطيني)؛ كلما ارتفعت معنويات المناضلين والأحرار والمقاومين (الفلسطينيين) ضد الاحتلال (الإسرائيلي)؛ ارتفعت معنوياتهم في الصمود والتحدي وفي دعم وتأصيل قيم الحرية والإنسانية في نفوس (الشعب الفلسطيني)، لان (الثورة الفلسطينية) كانت وما زالت تمثل شوكة في خاصرة المستعمرين والمحتلين (الصهاينة)، لان النضال والمقاومة (الفلسطينية) لم.. ولن تتوقف حتى تحرير كامل الأراضي (الفلسطينية) من الاحتلال (الصهيوني)؛ لان نضال الشعب (الفلسطيني) هو نضال نابع عن المسؤولية الأخلاقية والتاريخية تجاه الشعب لتحرير (فلسطين) .