الأفكار اسائدة هي أفكار الطبقة السائدة - العظيم كارل ماركس-


عبدالرحيم قروي
2023 / 4 / 21 - 15:56     

لاغرابة أن تغلب الطبقة المهيمنة اقتصاديا حياة الرداءة فكرا وفنا وثقافة وتربية وأخلاقا في تدرج لقلب جميع القيم حفاظا على ميزان القوى السائد.وفق المنطق العلمي الذي يقر بأن "الأفكار السائدة هي أفكار الطبقة السائدة" الذي يعكس العلاقة الديالكتيكية - وليس الميكانيكية كما كان يعتقد فيورباخ - بين نمط الانتاج والعلاقات الاجتماعية بالاديلوجية . بنيات المجتمع الفوقية التي تمثلها الدولة بكافة أجهزتها التربوية والأمنية والعسكرية والتربوية والدينية والاعلامية وجميع الأشكال الثقافية السائدة . فلن ننتظر من واقع مجتمعي تهيمن فيه كل انواع التخلف لتتعايش فيها القيم الاقطاعية والبيعة والخلافة على رأسها .إلى جانب علاقات السخرة والخدمة المرتبطة بقيم العبودية المغلفة بالتحجج ب "الخصوصية" المرتبطة بالتراث الرجعي القروسطي البائد . و"الليبرالية"الهجينة بحكم علاقة التبعية للقوى الراسمالية كوسيط خدوم مطيع بين المحور الامبريالي والمحيط الذي يمثل أوطان الشعوب المستضعفة يقوم بالنيابة في تدبير وإدارة الاستغلال تنفيذا للاستراتيجية الامبريالية لنهب فائض القيمة مقابل ضمان وتأمين الهيمنة السياسية واحكام السيطرة على كل مصادر الثروة.ولسهيل ذلك يلجأ الكومبرادور بطبيعته الهجينة إلى اللعب على جميع التناقضات فيضع تحت جبته كل الأشكال الإيديلوجية من أحزاب وجمعيات ونقابات ومساجد ومدارس ومسارح وإعلام.......لقلب القيم بنشر وتسييد وتعميم الرداءة مقابل الجودة بجميع الطرق وتسييد الاتكالية والتملق والعمالة والتعياش والسمسرة والانتهازية ونشر الخرافة والدجل .مقابل التصدي وقمع وتهميش ومحاربة كل أشكال المقاومة و الرفض و المعارضة الجدية المبدئية الواضحة.....بدأ بالذوق الرفيع والعمل الإبداعي والثقافي الهادف والتحليل العلمي للظاهرة الاجتماعية والسياسية.
فلا غرابة أن نجد أشباه المثقفين والفنانين المرتزقة والاعلاميين التجار والتربويين السطحيين والقادة المزيفين . كل بطريقته ووفق الدور المرسوم له . يتسابقون إلى الالتحاق بجوقة التضليل السياسي والتبرير الثقافي وإفساد الذوق الفني والقيم الاجتماعية وضرب كل المبادئ الانسانية السامية من عدالة اجتماعية وديمقراطية حقيقية وتكافئ الفرص وتشجيع الخلق والابداع ........
ولا غرابة أن تهشم رؤوس الاساتذة وتحرق أجساد من يسعى إلى تأمين الغذاء اليومي بالكد والعمل المضني المقهور وتزهق ارواح المعتقلين السياسيين ويحاصر المثقفون والفنانون الجادون ويسرح العمال المناضلون ...... مقابل تجييش فناني "قولو العام زين" و"شوفي غيرو" وسياسيي ومستوزري ومثقفي وإعلاميي الخردة .في ضرب لقيم الحب والتسامح والتحرر وحفظ الكرامة والتكافل والتضامن وصون الحقوق الفردية والجماعية الانسانية السامية.....