مِعراجُ العُشَّاقِ

طَيْفُ لَيْلَى كَمِلْحِ السِّياطِ

لا يَبْرُدُ لا يَلِينُ،

نَهْــدَاهَــا يَرْتَفِعَــانِ

فَتَسِيلُ السُّفُنُ

كَمَــا تَسِيلُ الأسْمَــاءُ فِي الأشْيَــاءِ،

نَهْدَاهَا يَنْخَفِضــانِ

فَتَئِنُّ الجِبَــالُ

كَمَــا تَئِنُّ الأوْثَــانُ مِنْ فَيْضِ الأحْزَانِ،

مَوْجَتَــانِ وَارِفَتَــانِ،

مَوْجَــتَانِ مَغْسُــولَتَــانِ

بِنَــارِ المَجُـــوسِ...



يُلَــبِّي نِــدَاءَ العُرُوقِ

يَهْجُرُ أُمَّهُ ورُمْحَهُ

يَهْجُرُ لَحْمَهُ

وَيُسْرِجُ حُلْمًــا

وَبَــاقَةً مِنْ أغَانِيهِ القَدِيمَةِ،

يَمْضِي كالإِعْصَــارِ

بَيْنَ الشَّوْقِ والكُثْبَــانِ

وَيُوقِظُ الطُّيُــورَ بَوْصَــلَةً

وَيَطْعَــنُ البَيْــدَاءَ المَطْوِيَّةَ فِي خَاصِرَتِهِ

لِتَنْزِفَ دَرْبًــا

بَيْنَ الظِّلِّ والبَرِيقِ؛



لَيْلَى أبْعَدُ مِنْ وَجْهِ السّماءِ،

لَيْلَى أرْفَعُ مِنْ نَخِيلِ نَجْدٍ،

فَيَا صَهِيلَ الشَّمْسِ فَوْقَ الجَبِينِ

ادْفَعْ أشْرِعَتِي فِي هَذَا الضَّيَاعِ

بَيْنَ إنْجِيلِ الصَّحْرَاءِ وجُرْحِي

واجْدُلْ شُعَاعَكَ حَبْلاً

فَيَجفَّ هَذا القَلْبُ اللَّعِين...

يَهْــمِسُ فِي أذْنِ نَاقَتِهِ

فَتَبْكِي

وتُمْعِنُ فِي الرِّمَــالِ السَّوْدَاءِ

ونَحِيبِ الهَجِيرِ،

لَيْلَى أقْرَبُ مِنْ قِرْبَةِ المَاءِ،

لَيْلَى أعْلَى مِنْ ابْتِهَالاَتِ الذِّئَابِ

عِنْدَ الأصِيلِ...