أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - نتنيلاهو .. أنثولوجيا الأخطاء والتلفيقات والأكاذيب-2















المزيد.....

نتنيلاهو .. أنثولوجيا الأخطاء والتلفيقات والأكاذيب-2


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 7554 - 2023 / 3 / 18 - 14:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رجل يتحدي الجميع، لن يوقف العدوان ضد الشعب الفلسطيني
في القسم الثاني من كتاب "بيبي :قصتي" يتعقب البروفيسور اسعد أبوخليل علاقات نتنياهو المفعمة بمختلف زعماء العالم ، بمن فيهم رؤساء الولايات المتحدة.[ لنتنياهو علاقة متميزة بالسياسات الأميركية فهو من مواليد أميركا ونشأ فيها ويرتبط باحد جناحي السلطة –المحافظون الجدد والحزب الجمهوري؛ يتصدى للرؤساء والسياسيين الأميركيين ، مدركا انه يمارس الحق في الندية ]. لا يهتم نتنياهو إن أغضب رؤساء الولايات المتحدة بسلوكه الوقح وجلاطته السياسية. لم يبد الاستعداد ولو مرة بتليين تصلبه تجاه الشكاوى الفلسطينية المشروعة. يستنتج أبوخليل ان " نمط تصريحات نتنياهو يقتل اي فكرة بأن توافق إسرائيل على حل سلمي مع الفلسطينيين".
يورد نتنياهو أن بيل كلينتون ، الرئيس الأسبق، سأله ذات مرة ، من هو الرئيس الأكثر تبصرا في العالم الحر؟" (227) غير ان نتنياهو كان واثقا ان أي رئيس أميركي لن يسمح لانزعاجه من نتنياهو تغيير السياسات الأميركية؛ ذلك لآن الكونغرس سوف لن يضع حدا للدعم الأميركي غير المشروط للاحتلال والعدوان الإسرائيليين.
كانت ميدلين اولبرايت، وزيرة الخارجية في إدارة كلينتون، الأكثر صراحة، وانتقادا، كما يبدو، من بين المسئولين الأميركيين في المحادثات مع نتنياهو. ولا يوجد سجل للحديث معه من قبل مسئول أميركي . وما من حاجة لأن يتحدث معه مسئول بالولايات المتحدة بلغة اولبرايت. كما أن أولبرايت تحاشت على الدوام توجيه الانتقاد لإسرائيل وقادتها امام الجمهور، بغض النظر عن العديد من جرائم الحرب التي يقترفونها.
في الكتاب اولبرايت تهدد نتنياهو قائلة: "معك ساعتان تقدم لي جوابا؛ وان لم تفعل سأنزل الى قاعة الصحفيين وأبلغهم من المسئول عن إغلاق طريق السلام"(267) .
رد عليها نتنياهو، مستجيرا بالابتزاز المعهود باللاسامية، وهددها بانه سوف يتهمها بتعريض حيوات الشعب اليهودي والإسرائيلي للخطر . اتضح ان أولبرايت لم تنفذ تهديدها.
في آخر قمة عقدت في كامب ديفيد أثناء رئاسة كلينتون دعا كلينتون عرفات وإيهود باراك ووعدهما انه سوف لن يوجه اللوم لأي منهما بسبب فشل المباحثات. ولدى فشل القمة بسبب تصلب موقف إسرائيل ، اندفع كلينتون الى منصة الكلام والقى اللوم على عرفات . وفي حادث آخر ، علم ان اولبرايت وبخت نتنياهو وقالت له "كما لو انني طفلة، كيف ترى ما عملته. اغضبت رئيس الولايات المتحدة"!
بايدن: ’انا صديقك الوحيد‘
في جلسة خاصة كان الرئيس الساٍبق باراك اوباما صريحا مع نتنياهو ، لكن لم يوبخ مثل اولبرايت. ومع ذلك لم يبلغ الخلاف حد التحول في سياسة الولايات المتحدة تجاه إسرائيل والشعب الفلسطيني.
كان أوباما مثل الرؤساء السابقين داعما للاحتلال الإسرائيلي ومعاد لطموحات الشعب الفلسطيني.
يزعم نتنياهو ان اوباما حاول ترويعه بتذكيره انه قادم من شيكاغو (371). يقول نتنياهو :" كان رئيس وزراء إسرائيل ولم يزل يتلقى معاملة فاعل الخير الأصغر بين دول الجوار"، لكن بعد ذلك اكد له نائب الرئيس ، جو بايدن، ان بمقدوره على الدوام اليقين :" انا الصديق الواحد لك. لذا توجه الي كلما احتجت لشيء".
إلا انه في زمن لاحق حتى بايدن احتج على وقاحة نتنياهو تجاه اوباما، حين حاضر في المكتب البيضاوي امام الصحافة. قال له بايدن: " نحن بلد فخور، ولا أحد ، لكن لا أحد، لديه الحق في إهانة رئيس الولايات المتحدة". ولو ان زعيم دولة في العالم غير نتنياهو خاطب أوباما بلهجة نتنياهو المتغطرسة فإنه سيركل خارج الولايات المتحدة وتتعرض بلاده للعقوبات.
نتنياهو ادعى كذبا ان أوباما " سارع بإصدار طلبات ل( الرئيس المصري حسني) مبارك" عام 2011 بالاستقالة . والمعروف منذ أيام الشاه ان إسرائيل تنادي الولايات المتحدة بالوقوف بحزم بجانب حكام العرب المستبدين بغض النظر عن عزلة الحاكم وعدم شعبيته؛ شريطة عدم معارضته لإسرائيل.
بعدها تبين ان الشعب المصري أصر على إسقاط مبارك، وتشبثت هيلاري كلينتون ، وكانت وزير خارجية الولايات المتحدة، بنظامه الشرس؛ اقترحت، إن كان مبارك غير مقبول، وجوب ان يخلفه عمر سليمان ، رئيس جهاز المخابرات. نتنياهو احب مبارك و أكد للقراء انه " بعيد عن أن يكون ديكتاتورا متوحشا ، كما وصفته الصحافة العالمية"(405). وعندما يشكو العرب من أن إسرائيل هي الحامية للنظام الاستبدادي العربي لا تصدقهم الولايات المتحدة.
بعد ذلك يقص نتنياهو حكاية المظاهرة الحاشدة احتجاجا امام سفارة إسرائيل بالقاهرة في التاسع من سبتمبر 2011؛ لو تركت الشعوب العربية وشانها فإنها لن تتسامح مع وجود سفارة اسرائيلية في بلادها. ولذلك فالنظام الاستبدادي مرغوب فيه لحماية المِلْكية الدبلوماسية الإسرائيلية في العواصم العربية.
ولكن عندما سقط مبارك توفرت الحرية للشباب المصري كي يشهر مشاعره ومطالبه. اندفعوا الى السفارة الإسرائيلية وحاولوا إشعال النار فيها.
كان لدى إسرائيل أفراد مخابرات موثوقين داخل السفارة. اعتاد نتنياهو الاعتماد على حكومة الولايات المتحدة لحماية سفارته من غضب الجمهور العربي بالقاهرة.
يزعم ان تهديده بإرسال قوة مسلحة إسرائيلية هو الذي حمل الجيش المصري على التدخل وخطف عملاء الموساد وتهريبهم خارج السفارة.
دوما يراود نتنياهو الثناء على نفسه اولا، وثانيا على إسرائيل.غير أن الولايات المتحدة هي التي دفعت القائد الأعلى للجيش المصري لإرسال قوات خاصة .
نتنياهو يوثق علاقاته بزعماء عرب آخرين. فهو يدعي في الكتاب ان صدام حسين أرسل له رسالة مع وزير خارجية روسيا عام 1998 اوضح فيها انه "ليس لديه خطط لمهاجمة إسرائيل"(243).
يبدو ذلك معقولا ،حيث ان صدام ، شأن الزعماء العرب كافة ، يفضل إحكام القبضة على السلطةعلى أي فكرة رومنسية بمساعدة الفلسطينيين على العودة الى أرض الأجداد.
تحدث بصراحة ان كيمياءه لا تتوافق مع كيمياء الملك حسين ( الكيمياء جيدة مع شقيقه الأمير حسن). في أحد اللقاءات بلندن نزلت الملكة نور وقالت لنتنياهو وزوجته :" أنتم الإسرائيليون جئتم الى فلسطين بعد الهولوكوست وأستوليتم على أراضي الفلسطينيين". ردت ساره ، زوجة نتنياهو، كما نقل زوجها :"ليست بلادهم ؛ كانت ولم تزل بلادنا طوال ثلاثة آلاف عام"(253).
’المشكلة‘ الفلسطينية
يعترف نتنياهو في كتابه انه يوجد شيئ من قبيل مشكلة فلسطينية ، إذ يقول:"السبب الحقيقي ل’المشكلة الفلسطينية ‘ هم الفلسطينيون انفسهم". هكذا يتجلى إقرار الإسرائيليين بالشكاوى المشروعة لشعب فلسطين. قول من النمط الصادر عن نتنياهو يقتل اي فكرة بأن توافق إسرائيل على حل سلمي مع الفلسطينيين.
يكشف نتنياهو طبيعة النظام الفلسطيني المتعاون ، الذي تأسس طبقا لاتفاقات اوسلو، من خلال طرحه للعلاقته مع ياسر عرفات. في إحدى الحالات استدعى نتنياهو عرفات وهدده، قائلا إن لم يوقف إطلاق النار سوف يرسل دباباته و"تدمر نظام[ه] " نفذ عرفات ما أمر به. وجه عرفات ضربة قاسية لقضية الشعب الفلسطيني حين وافق على الشروط المهينة لاتفاق اوسلو.
بالنسبة لزعيم لم يتوقف عن التباهي بمعرفته لسياسات الشرق الأوسط وتاريخه فإن نتنياهو يفضح جهله على الدوام . في نقطة ما يدعي وجود زعيم فلسطيني يدعى أبو الله: فكرة ان شخصا يسمى أبو الله تناقض المبادئ االأساس للإسلام ( يقصد الزعيم الفلسطيني احمد قريع، وكنيته أبو ’علاء‘)
التعامل مع بوتين و الأمم المتحدة
يظهر نتنياهو ، لدى الحديث عن التعامل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، مدى تجاوب الرئيس الروسي مع الشروط الإسرائيلية؛ على سبيل المثال اجل بوتين تسليم إيران الجهاز الدفاعي إس 300 مدة سبع سنوات (392). والأمم المتحدة ، كما لو أننالا نعرف، مكشوفة لنتنيالاهو على ما هي عليه:جهاز تستخدمه الولايات المتحدة وإسرائيل لحماية مصالحهما ومواصلة الحروب. وعندما هاجمت إسرائيل عام 2010سفينة [التضامن مع شعب غزة] التركية في عرض البحروقتلت عشرة من المحتجين ، رفض نتنياهو الدعوة لإجراء تحقيق من قبل الأمم المتحدة . ذكّر سكرتير عام الأمم المتحدة ، بان كي مون، بأن تقرير غولدستون الذي وجه الاتهام لإسرائيل باقتراف جرائم حرب في غزة أغضب إسرائيل.
بعدئذ طمأنه بان :" سوف أختار بنفسي رئيس اللجنة ولن يخيب املك باختياري". بالفعل جاء تقرير بالمر حول الهجوم على السفينة مبعث سرور لإسرائيل ونتنياهو.
يقدم نتنياهو في نهاية المطاف بصيرة نافذة في عدم إحساسه لدى الاضطلاع بعمله السياسي. يعود الى حكاية كيف اصطحب هو وزوجته أطفالا إسرائيليين مصابين بالسرطان لحضور المباريات شبه النهائية لكرة القدم في موسكو(245)؛ لم يخطر بباله –او يهتم- كيف سيلحق الجمهور الحاشد والسفر الأخطار بحيوات الأطفال ذوي المناعة الضعيفة. صُوَر المناسبات مميزة بوضوح لهذا السياسي المتدرب في الولايات المتحدة الأميركية .



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نتنياهو.. انثولوجيا الأخطاء والتلفيقات والأكاذيب
- قضاء أميركي منزوع العدالة والنزاهة ينظر في قضية الصحفي جوليا ...
- أين يتوجب على الفلسطينيين البحث عن العدالة؟
- البرازيل بعد محاولة الانقلاب
- عدوان همجي متواصل ومقاومة منومة
- ابتذال القضية الفلسطينية استجابة لضغوط اعدائها
- قانون من هو اليهودي في إسرائيل مستوحى من القانون النازي
- مقولة - أزمة الديمقراطية في إسرائيل- تشيع اوهام الديمقراطية ...
- واجهات قيادية للنظام الرأسمالي من الطبقات المسحوقة!
- حكومة الفاشيين تسرف في جرائمها لتسريع إخلاء فلسطين من شعبها
- عليك ان تخجل من تعابير التفاؤل بصدد مستقبلنا الوطني!
- منذ إنشائها إسرائيل ديكتاتورية مجرمين
- صراع الحقيقة والزيف على منابر الميديا الأميركية
- مؤرخ هندي:تهجير الفلسطينيين متجذر في القانون الأساسي الإسرائ ...
- البعد القومي للنضال الفلسطيني راهنا ومستقبلا( 4من 4)
- البعد القومي للنضال الفلسطيني راهنا ومستقبلا(3من 4)
- عام على القتال في اكرانيا
- البعد القومي للنضال الفلسطيني راهنا ومستقبلا(2من3)
- جامعات الولايات المتحدة وإعلامها تروج التجهيل ونشر السخافات
- البعد القومي للنضال الفلسطيني راهنا ومستقبلا (1من3)


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - نتنيلاهو .. أنثولوجيا الأخطاء والتلفيقات والأكاذيب-2