الجوع الأهم


هاشم معتوق
2023 / 3 / 9 - 18:13     

الأصول الجريحة
..
الزمن الذي يترقب أن يصبح شيئا ما
أن يستدير البيت بحصن الخلود
أن لا تهرب الغيمة بالأمطار فتجعلها أشتاتا
أن لا تتقسم الإنسيابية في النمو أو تتكسر
ان لاتحزن الفكرة أو يبكي الموضوع
أن ترى العيون في المسافات فلا يحجب عنها الوضوح
أن تتشكل الرغبات كالموسيقى
كالإرادة في النهار تقاوم الظنون والتردد
كالأحلام في الطفولة التي تلوح بالنبوة المفقودة
كالنهم الذي لا ينتهي
المشاعر كالأممية
الإنسان الواحد


الجوع الأهم
..
عندما تزرع الأرض بحبات المطر
عندما تهبط من أعالي العقل كالشمس في الضحى
عندما يقترب البعيد
عندما المثالية تصبح الواقع
عندما الليالي تسجد للشمس
عندما يتلاشى القتال ما بين الانفعال والتمرد
عندما تكون الأرض مثل بستان أو البحر أو الجبل
عندما أنت السيد والفكرة المسكينة المطيعة
عندما ينتهي دور الدكتاتور ويقبع في سجن الأبدية
الزهد بداية قد تجد الزمان والمكان في النفوس الجميلة
عندما تكون البدايات سهلة غير متكلفة وبسيطة


الزمن الأغبر
..
الخفاء الذي لن يعلن عن اسمه حكاية ميتة
الحياة كجرذ صغير تقام عليه التجارب أو للتسلية
كخرقة سوداء من بقايا كفن
كالأخرق الذي لا يتراجع لما النهايات تكون خالية من الحدود
كالشتاء الذي يجعل الجميع يشعر بالبرد والتساوي
كالليل بلا مصباح يضيء العقل
كالذي يعيش على ضفاف النهر لا يفارقه العطش
كإسم جريح يشعر بالإهمال والغبن والتعفن
كأمة تعيش على الاتكالية والسعلوة والترهل
كالفقراء الذين يقتاتون على الكلام المتيبس والقلوب التي يغطيها الغبار
كالشوارع خالية من الأشجار
كبغداد السلام مدينة من دون دار للأوبرا


الأغنية المشمسة
..
هل يصبغ الليل الصباح ببعض الظلام
وهل في الشمس شيئا من الليل
هل في النفوس خطايا باقيات
أم الرحيل العفو ذاك الذي يسمى بالممات
هل أنت تنتظر السلام يدخل من باب الغياب
هل العناد ينفع قبل ساعات الممات
هل الليالي سبايا كالنساء الفاقدات مدائن الأحلام
هل الشرود في الذهن كالإجهاض والانتحار في النجوم
هل تشعر بالبقاء هل تشم رائحة المسافات
هل تقود اللون الى إسمه أم التيه والاستمرار من دون أسماء
من الغائب في هذا الحضور الإستمرار أم البقاء
الجوع في الجبين على الخدود وفي التجاعيد
هذا القليل من الاستمرار


بصمة الإبهام
..
التراب من أين أتى هذه القصة لا يعرفها أحد
لا تعرف الشمس لماذا النهاية آتية
لا يعرف الشاعر الجواهري لماذا يمجد نفسه ويرفع من شأن الملوك
لا تعرف القطة أسباب ذكاؤها من أجل أن تعيش
لا تعرف الثياب من الخياط والصانع
لكننا متأكدون أن الحرية تحتاج الى الرضا
مثل المستقبل يحتاج الى الكفاح
عندما تبلغ العين خط النهاية تدرك أنها سميت بالعين بالخطأ
للأسف الإنسان مثل الروبوت يمكن تحريكه بالاتجاه الذي نريد
التراب أسمر لماذا يتشبث البعض بالعنصرية
الإختلاف الذي نصنعه من أجل الدهشة ليس أكثر


المرايا
..
القصيدة انعكاس للجسد المسجى
للجسد الغريق
القصيدة انعكاس ليلة مضارعة ماضية
القصيدة كالطائرة الورقية يحملها هواء الشعور
القصيدة الظاهر القادم من هناك البعيد
القصيدة جمهورية ذات سيادة وجنود
القصيدة كالديسكو الحافل بالراقصين والوهج الأعمى في عيون الزائرين
القصيدة كالمتدين المشعوذ في الضريح المقدس
القصيدة كالشموخ في رقصة الفلامنكو والرحلات في منازل التأريخ المتعددة
القصيدة لونها كالتراب والأزل
القصيدة كالعيون التي لاتستطيع الكذب
كشمس النهار جريئة
خالية من الغياب


الشرق المسكين
..
قد يكون الهدف الرضا بعينه
الشمس بلونها الحارق
إنما الأيام التجارة ما بين الخسارة والربح
قد يكون الهدف الرصاصة في قلب الحقل والزهور
قد يكون الهدف المشفى بعد حرب ضروس وقاتلة
قد يكون الهدف الولادة والقبر معا
قد يكون النسيان الرأفة والجحيم معا
قد لا تبالي البطون بالجوع قبل الشعور بالموت
القلة التي تمسك العصى من الوسط
القلة التي ترضى بالقليل
بالشعور الخالي من الغبار
بانتظار الحرية أثناء هدوء الشمس
نهاية الغليان