لوجه الله افعل شيئا


عبله عبدالرحمن
2023 / 2 / 19 - 00:49     

لوجه الله افعل شيئا! يقولها الناجي وقد فقد البوصلة التي تمكنه من رؤية يساره ويمينه من دون الاحساس بالقهر. قالوها من فقدوا امان البيت لصقيع الهبات التي لن ينالوا منها الا خبرا يجري تداوله في قنوات المرئي والمسموع. تقولها الطفلة التي ولدت في رحم المعاناة بمعناها الحرفي والنفوس الضعيفة تتقاذف بمصيرها مرة بالسرقة ومرة بالتبني!. قالها ذلك الطفل الصغير الذي جسدت الصورة ملامح وجهه وهو يشيخ من هول ما تعرض له. هل نضرب على وتر حساس وقد فقدنا متعة الصمت امام كل هذه الضوضاء البصرية والسمعية، والناجي من الموت يموت باليوم الاف المرات. كما قالها احد الناجين حين فقد عائلته وعددهم يتجاوز العشرة انهم جميعهم بخير الا هو!.
وما يزال البحث جاريا عن ناجين سواء كانوا احياء او اموات ليصار اغاثتهم بدفنهم بالتراب او لتقديم المساعدة لهم، يبقى الزلزال محطة كبيرة ضاعفت احساس الضيق بحياة ضيقة اصلا. على هامش الزلزال نتوقف عند الكثير من الرسائل التي لا نقول فيها الا انها حصيلة فراغ الحياة التي نحياها. من هذه الرسائل ان يأتيك من يقول بأن شيخا يقيم بالمدينة المنورة كان قد حلم بالرسول الكريم سيدنا محمد يخبره ان من ماتوا بالزلزال هم من اهل النار. وعلينا نشر مثل هذه الرسالة لتحذير البقية وتبليغهم عن هذه الفئة. ورسالة اخرى كان يحمل ناشرها قلبا طيبا سموحا تقول: بان الله اختار هؤلاء الناس لأنه رأى فيهم صلاحا يستحقون فيه ان يدخلوا الجنة. الحقيقة ان مثل هذه الرسائل لا تقل سوءا عن رسائل المنجمين الذين اصبحوا مرجعا في مجال العلوم والامراض وانتشار الاوبئة وكلامهم لا جدال في صحته حتى صرنا ننتظر صدقهم وكأنه امر مسلم به. الى اين نسير لا احد يعرف اقدارنا اصبحت مثل تعدادنا لابد من اللعب بها. اذ كيف لا نصدق التقارير التي صدرت عن خبراء تؤكد ان الزلزال ما هو الا قنبلة نووية هدفها تقليل عدد البشر وقد جرى من قبل نشر شائعات تؤكد ان وباء كورونا ما هو الا عمل مدبر هدفه حصد العديد من الارواح حتى يصلوا لعدد البشر المناسب على كوكب الارض. حتى يتحقق ذلك علينا انتظار المزيد من الكوارث ممن يسمون انفسهم اللهو الخفي على رأي سعيد صالح في احدى مسرحياته.
ليس هناك من كلمات يمكن ان تخفف من احساس الوحدة التي يعاني منها الناجين من الزلزال ولكن الامل يبقى بصحوة ضمير لمن يسعون في الارض فسادا وافسادا بالانحياز لإنسانية الانسان.
الحقيقة اننا جميعا نحتاج لجرعات دعم من تلك الاخبار والتقارير والتي تأتي تباعا والتي تحذر من زلزال شديد وجديد، وتسونامي، بالاضافة الى التهديد باستخدام قنابل نووية في الحرب التي تدور بين روسيا والعالم الغربي.
لوجه الله نحتاج الى سعادة كبيرة او قليلة المهم سعادة بشرط الا تكون على مقياس ما يجري حولنا ومعنا.