الجمال المتأخر


هاشم معتوق
2022 / 12 / 15 - 14:01     

القائد المسكين
..
لست مذنبا عندما أكون الشتاء والثلج
لست مذنبا عندما يهزمني الصيف
أشعر بالتذمر والتذبذب في الطريق الطويل الى الجمال


الحق
..
ما بين الليل والصباح
أخطاء ومسرات
من ذا لا يخطيء
من لا يجيد الفرح
من هو الفرح بعينه


المدمى
..
سفينتنا الحياة
لكننا رغم ذلك نغرق في التكرار
القاع ليس غريبا لكننا نعيد نفس الحياة
سفينتا فيما يبدو الدهشة التجديد
من الأفضل أن نضيف الى العقل الصحو والصفاء
هناك أنت الطفل الذي يولد كل يوم
هناك الحياة فارغة من المعنى
كإمراة عارية مشتعلة بالأحاسيس والشهوة



المحروم من الأبوة
..
تبقى مثل كتاب على الرفوف المهملة بالنسيان والأتربة
باليقين ومن دون اليقين الطريق في النهاية بابه موصدة
الروح مثل أفعى مثل طفل يبحثان عن مكان تنام فيه الليالي مطمئنة
نحن نشبه المسافات نروض أنفسنا كي لا نشعر بالقحط والملل
نحن تماما الأرض
فكل محاولات المبالغة
فاشلة


الجمال المتأخر
..
أنا كالماضي يمنحني قناعاته المزيفة
كالغريب الذي يزداد توغلا في البعيد
كجسر تدوس أنفه المارة ولا يستطيع الرد على سخريات أقدارهم
كخوف يحاول أن يسترد أنفاس الحياة
كفلاح تعود الروتين والتعب والضحكة الساخرة
كالمسجد الذي أتعب المصلين بالآمال والتحزب للآخرة
نحن لا نشبه بعضنا لكن الجوع يوحدنا كالديكة


ما بين دجلة والرصافة
..
هناك أنت كطير سابح في البعيد
تبحث عن مأوى
تبحث عن جدوى يهدد الحرية المزعومة كل يوم
هناك أنت كشيء انتهت صلاحيته
كموعد لم يتحقق فيه اللقاء
كالقمر تحجبه الغيوم
كريح تفكر بالهدوء كي لا تزعج المدينة أكثر فأكثر
كقلب يحاول أن لا يصاب بالشيخوخة
كالأمكنة التي تفكر بالإخضرار والمطر
كالشتاء مثل امراة عراقية بعباءتها السوداء
تبحث عن ابنها الذي قتلته المليشيات الإيرانية


الراعي البدوي
..
الامتحان صعب للغاية أن تختار الدرب الحقيقي
الامتحان صعب عندما تكون بدون شهود أعيان
الامتحان صعب عندما تستدل على الأشياء من خلال خارطة القلب
الامتحان صعب عندما يتوقف الإيحاء والهمس
الامتحان صعب عندما يكون البحث في الاقاصي أو أسفل قيعان البحر
الامتحان صعب عندما تفقأ العيون ويغلق السمع
الأمتحان صعب للقلب الوحيد
وللعقل بعد الكثير من المحاولات الفاشلة
الامتحان صعب عندما تنقلب الرؤيا
الى زائر افتراضي بعيد الإحتمال


الشروق المسافر
..
لا ترفض النهار حين يأتي
لا تقول وداعا لأي شكل من الأشكال
لا تغرق في المودة كلها
ولا تغرق في الغنى كله
ولا تغرق في الود كله
لا تكتب فوق جدران الأزمنة اليوم الذي سوف ترحل فيه الى الأبدية
لا تمارس كذبة البقاء
لا تجعل الفرح صعبا
لا تبكي أمام مرأى ومسامع النهار القوي العزيز
أنت عديم البقاء
من الممكن جدا أن يلوح عطرك للمسافرين
ولا يغادر الأمكنة


الخليفة الواقعي
..
أنا أشبه الليل الذي أفتش فيه عن شخصيتي
أنا أشبه الكلام الهذيان
أشبه التعقل
أشبه الخرافة
أشبه التأريخ
أشبه الصدق كله
أننا جميعا الصباح بلا نقص يذكر
رغم السواد والظلام في وجه الليل


الحداثة
..
الأيام التي تصنع التشابه بيننا
هي أيضا تحاول الإقلاع عن هذه العادة بعد حين
فيحين موعد استبدالنا بآخرين
الأيام التي تصنع المودة فيما بينا
سوف توخزنا وتوجعنا ضمن هذه التقاليد
الذي يتغير الإيقاعات
واستبدال الوجوه


نور السماء
..
الإيمان مجرد
هذا يقين
هذا السكن الجاف
والخمرة المعتقة
الإيمان السائر في الطريق الأعمى
الى تخوم النهايات
حتى وإن كانت القضايا مزيفة وحزينة كاذبة
الإيمان كالبقاء الذي يجعلنا نتشبث بالبعيد أكثر فأكثر
الإيمان كالأمطار غزيرة الفائدة
بليدة ومسيرة


الأسباب العالية
..
المكان يكبرنا سنا
غني بلونه كالزعفران
أما اللحظة كالفقير عندما يشتد البرد
لا يقوى على الامتثال للصبر
وضبط إيقاع رقصة البرد
المكان كبئر الماء
في أعماقه التأريخ
والعواطف النبيلة والحميمية في قطرات وزخات المطر
المكان كجرح في قاع الروح
اللحظة كالريح التي تقاوم المستحيل والأجساد الثقيلة
من خلال الأجنحة
الجميع ننتمي للجهود والمثابرة


الصمت الجليل
..
اللغة لا تغيب
قد يتعطل الصمت
قد يصاب بالتلف
قد تفقد الذهول
قد لاتتكحم بالدهشة
قد تفرغ من ملح اللامبالاة نهائيا
الثقة تشتد مع التكامل
قد تضعف
اللغة الطريق
المكان


الجنون المتعقل
..
الموسيقى كلمات عظيمة صامتة
ألوان تتحسس فيها الوجود
الموسيقى والغناء كلا هما يمنحنا الرضا
الزهور تمنحنا الصفاء
الصفاء يقوي ويزيد من الارادة
أثناء الموسيقى قد تشعر بالهلوسة
أو الهذيان
هذا التقمص بعينه
الإستعداد


الحكاية
..
الجوع يمكن أن يبعث مني مجرما
الجوع يمكن أن يسوقني كالنهر لسقي الأشجار
الجوع يمكن أن يحرمني ويكسرني
الجوع يمكن أن يجعلني أنادي على ثدي أمي
ليملأني بالعواطف النبيلة والحنان


المستهلك
..
السفر
الفراق
الغياب
عادة الإستقرار حيوي
مثل مفقسة الدجاج
تنضج فيها الحياة


الأنانية
..
نحن نسير للبعيد
نسير بهذه المحنة
لكنها تتكشف القناعة والجوائز
ليست أكثر من كذبة