أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - كان لدي صباح لأجلكِ














المزيد.....

كان لدي صباح لأجلكِ


فوز حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 7443 - 2022 / 11 / 25 - 23:46
المحور: الادب والفن
    


فتح تطبيق الواتس آب ليجد ست رسائل صوتية بأطوال وترددات مختلفة.
رائحة الشاي بالنعناع الذي كان يشربه، دغدغت حواسه ومنحته لحظة إسترخاء تشبه تلك التي تسبق شروق الشّمس.
ضغط على السهم الأول ليستمع إلى الرسالة الأولى:
- لم يكن حبًا من النظرة الأولى أو الثانية ولا العاشرة .. لم يلد حبي لك من نظرات العيون أو من بين أحاديث الشوق، بل من الصمت والهدوء الساكنين خلف جدار القلب، لهذا وجدت نفسي تفعل ما كانت تفعله وهي طفلة حينما تمسك دميتها بعيدًا عن الاضطراب والألم.
خرج من التطبيق مسندًا رأسه على حافة الأريكة مفكرًا بنبرة صوتها المرتجف كأنها تحدثه من عالم آخر موازٍ غير مرئي.
بأصابع مترددة ضغط على الرسالة الثانية :
- سأخبرك ما الذي جرى حينما رأيتك لأول مرة في المكتبة العامة، كنت تجلس قرب النافذة التي تطل على نهر دجلة .. في تلك اللحظة وأنت تضع يديك تحت ذقنك تتأمل، اكتسحني شعور جميل أغراني بالاقتراب منك، لم أقاوم ذلك الشعور وتركته يقودني حيث يرغب قلبي.
ثمة سؤال قفز إلى ذهني جعلني أتوقف في المنتصف وأتساءل: بماذا يفكر؟
ردد مع نفسه باستغراب رافعًا حاجبيه: حقًا .. بماذا كنت أفكر؟!
قرب الفنجان من وجهه .. أغمض عينيه وبدأ باستنشاق الرائحة قبل فتحه الرسالة الثالثة ليستمع:
- جلست على بعد خطوات منك، أحمل في يدي كتابًا لم أقرأ حرفًا منه .. حينما التفتَ ونظرتَ إليّ .. شعرت كأن داخلي قد توهج كما تتوهج المصابيح عندما يصل إليها التيار الكهربائي. لطالما آمنت أن القراءة تمنحني جناحين للتحليق، لكنها ذلك اليوم منحتني ساقين مقيدتين عند حدود عالمك وها أنا ألتقيك تحت سماء المكتبة، تظللنا آلاف الكتب برائحتها التي تحملنا لعصور سحيقة.
وأنا أسجل لك هذه الرسالة غمرتني الرائحة من جديد لتعود بي لتلك اللحظة.
ابتسم وهو يعيد سماع الرسالة الثالثة. كان يعرف أنها تجيد العزف على وتر يمنحه لحظات التجلي .. سماء حمراء وصور بأشكال غريبة مرت من تحت جفنيه .. ودون أن يرفع الهاتف فتح الرسالة الرابعة:
- اعترف أن حبي لك حولنّي لامرأة شجاعة تمكنت من مقاومة خوفها، امرأة وجدت نفسها في المرآة بعد أن تعبت من البحث عنها في عيون الآخرين.
الرسالة الخامسة:
- انتظرتك في المكتبة أيامًا طويلة، هناك عرفت معنى الغياب حينما شاركني إياه كتابك الذي كنت تقرأه وكرسيك الفارغ بينما عطرك ما زال يملأ الصفحات .. أنظر للغيوم وأتخيلك ستظهر لي من خلفها إلا أن الشّمس تبدد أحلامي والوقت يمر هازئًا مني .. كنت كالمطر حينما يهطل على اليباب وقت الظهيرة، حولت حقولي إلى مروج ملونة حينما دخلت من الباب تحمل في يدك وردة حمراء وابتسامة ما زلت حينما أتذكرها أشعر بالرغبة في السير معك كما فعلنا ذلك النهار .. هل تذكر؟
كيف أنسى ؟! قال هاتين الكلمتين لنفسه مع تنهيدة طويلة ليستمع للرسالة الأخيرة:
- رائحة الشاي بالنعناع الذي تشربه الآن هي التي أيقظتني.
قبل نهوضه من مكانه متجهًا صوب غرفة النوم كتب لها رسالته الوحيدة:
- هذا الصباح وكل صباح مر مذ عرفتكِ، كان لأجلكِ.



#فوز_حمزة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حفلة شواء
- هزة مرتدة
- وجهان للحب
- من خلف القضبان
- رسالة في صندوق أسود
- السطر الأخير
- تعال ننس الماضي
- تسعة عشر دقيقة
- أيها المطر .. عليك السلام
- شجرة العشق
- عودة غودو
- على ساحل بركاس
- أوراق زهرة اللافندر
- مسافات وأشياء أخرى
- العهر الفني
- سكران والكأس ملأى
- حب بلون الغرق
- أول الفجر
- ترتيلة
- خصائص البطل التراجيدي في العرض المسرحي - 5 -


المزيد.....




- لا تفوت أحداث مشوقة.. موعد الحلقة 195 من قيامة عثمان الموسم ...
- أزمة فيلم -أحمد وأحمد-.. الأكشن السهل والكوميديا المتكررة
- بي بي سي أمام أزمتي -والاس- و-وثائقي غزة-... هل تنجح في تجاو ...
- من هم دروز سوريا؟ وما الذي ينتظرهم؟
- حسان عزت كما عرفناه وكما ننتظره
- -الملكة العذراء-: أسرار الحب والسلطة في حياة إليزابيث الأولى ...
- مكتبة الإسكندرية تحتفي بمحمد بن عيسى بتنظيم ندوة شاركت فيها ...
- زائر متحف فرنسي يتناول -العمل الفني- المليوني موزة ماوريتسيو ...
- شاهد فنانة إيرانية توظّف الفن لخدمة البيئة والتعايش
- إسرائيل تحتفي بـ-إنجازات- الدفاع الجوي في وجه إيران.. وتقاري ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - كان لدي صباح لأجلكِ