أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - أَرَى مَا لَا يُرَى















المزيد.....

أَرَى مَا لَا يُرَى


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7442 - 2022 / 11 / 24 - 17:49
المحور: الادب والفن
    


● رُؤْيَا وَاحَدْ :
ثم أغمضهما كَرَّةً أخرى أرى أشباه جوارح (إيسْغِي)(١)بحجم صغير تعيث في سماء دهماء..أتراها العاصفة في أجواء صافية.. تحوم الحِدَأ الآن في شطحات تناور عيونها المارقة خشخشات تخشخش في الأسفل وسط أحشاء هضبات الأجداد دي"تمورت نْبَبَاش"تقريبا(٢)،ذاك ما قال صاحب اللحية البيضاء ويمناه تومئ إلى عرصة مستوية أسفل جداول المياه مباشرة، حيث سيقان ذرة أبَعْلِي(٣) مديدة تتشابك أعراشها الخضراء تخفي أجساما تتحرك تفعل ما تفعل بريبة وآختيال وآختلاس..تهوي بعض العواسق في هجوم حاد جهة فراخ تُكتكتُ بين فروع نباتات عملاقة..اخْرجوا من هناك غادروا المكان آفَّغْتْ سْيينْ ما ينْ قاع تْزَرَّاطَمْ دينْ..(٤)قال قائل..آيَلاّ يْتصيادْ.. هذا قنص..وضح راعي البلدة ذات ضُحى..راه إيحَوَّمْ..زعق أحدهم..صُداع في الرأس تدق مطارقه طق طق عبر فترات متفاوتة..آزيدْ آيا خَيِّي زيدْ زيدْ آحَبْ الرمّان زيدْ..رددتْ جموع غير ظاهرة للعيان..آللّا يَلَلاّ آتيشلي نتمالاّ تكّورْ دي تبحيرينْ نَشْقُوبي دَالْبَاكُورْ..(٥) تعفسُ أرجل رافسة سيقان نوار شمس مستحيية وفدادين شعير وأحواض أغراس..تَصَّاطْفَرْ الواشون..(٥)رَجّعَ آخرون..وفتية يهرجون لا يهدأ لُهاثهم لا يتراجع..تختلط القوارض بالزواحف بالحشرات بالديدان المتزاحمة بنزق الْمُودِييتْ(٦)في حقول الغرس بعناز عاقة تتسلق أشجارا مسننة وتلالَ صخور عصية لا تستجيب لنداءات الرواح، برائحة أعراش خروب زفِرة وتوابل مرق طَيّار وحناء معجنة كطمي قيعان أودية الحملان، ببَخَّات رَشَّاش أحلام آلذهب(الرِّيفْدُورْ)(٧) بالبيض المسلوق بالحناء المخضبة بتوابل القرنفل وماء الورد وقوالب سُكّر منتصبة تنتظر ما تنتظر، بالملابس البيضاء الناصعة المغبرة الحائلة بالرجال بالنساء بالصغار بالكبار.. ذاك ما كنتُ أراه..ماذا دهاك أيها آلفتى آلصغير..ماينيش يوغن آياحرودْ..(٨) استفهم ذو اللحية البيضاء باسمًا..سمعت السؤال أغمضت عيني نكستُ رأسي لم أجب لم أعَقِبْ ...

● رُؤْيَا جُوجْ :
ثم إني أجَلْتُ بَصَري في الأنحاء..لا وحْشَ يسيرُ لا طيرَ يَــ...لا..كان هناك سِرب من طيور(إيسغي)في العَنان تلف في دورات ثقيلة رتيبة.تَخالُها ثابتةً جامدةً في مواقعها لولا حركات تُصدرها أجنحتُها من حين لآخر مردوفةً بأصوات الصفير تصفر بها حَناجرُها الحادة..حتى جراء آب التي ظلتِ النهار كُلّه تهرُّ تزمجر تملأ المكان ضُغَاءً وصداعا آختفتْ الآن تحت ظلال أشجار لاهثة تفتح فاها لتتنسم ألسنتُها المتزلزلة بين فكوكها ما أمكنها من الهواء المنعش..عبثا حاولتُ آستفزازها بمناوشات أهشُّ فيها يدي جهتَها ألقي الحَصَوَات آتجاه بعض أغراس اليَقطين وأكواز الذرة وأحواض النعناع الأخضر الفاتح اليانع وأشجار الزيتون والتين والرمان وأعراش العنب الفاتحة المظللة.حذِرا رأيتُني من ردود أفعالها الغاضبة آتجاهي،كنتُ أفترضُ دائما ما تحمد عقباه من العواقب،فأقبعُ وحيدا أخمنُ أعيدُ التخمينَ فيما يمكن أن يكون أو لا يكون وأحتاطُ لذلك أيما آحتياط فأمكث في ركني القصي في زاويتي تتابع عيناي بتوجس ما تبقى من رؤاي ما يقع دون أن أحاول المشاركة في مجاري الأحداث...
لقد أوهن التعب الكلابَ ربما أرهقها القيظُ ونزقُ الليل والصباح أو ربما بدأت تستأنسُ بوجودي في مجالات تخصها، ولم تعدْ تجدْ في مقامي بالقرب منها ضيرا يشوش أو ينغص عيشها..ثم سمعتُ جلبةً تنبح جراء فيها تقيق دجاجات تصيح ديكة بأصوات نشازة مبحوحة متقطعة غير عادية.أسرعتُ أرقبُ الوضعَ أستطلع الأمر أتشوف،فإذا بالطيور التي هناك آزداد عددها دنا تواجدها من ذرا الوهاد المحيطة بالدار..كانت تَحُومُ في سرب يدور مشكلة حلقة مغلقة متحركة تبسط جناحات عملاقة كشراعات هائلة لمركب يمخر عباب اليباب..تمدها تقبضها في ثقل وأناة،بينما القيامة يغلي وطيسُها ينتفضُ حَشْرُها على اليابسة في آستنفار هائج آتخذ فيه كل متوجس خائف المكانَ الذي يراه مناسبا للحماية والدفاع عن النفس ودرأ الأخطار..صرختُ آآه ه ه.. وردتْ صُراخي الأنحاءُ..آ آ آه ه ه..والجوارح شاهقة لا تبالي.عدوتُ خلسة من الكلاب المنشغلة بالجَلَبَة.صعدتُ قمة ربوة تحاذي الحديقة الفيحاء.آلتقطتُ أنفاسي.رميتُ حجارة وروث بهائم يابسة وما صادفتْ يدي من خشاش صلب وبقايا متاع.اِستعملتُ مقلاعي الخشبي الصغير. طفقتُ أسحبُ أشدُّ أمدُّ أجذب المطاطَ الأسودَ جهتي أرسِله قاذفا حمم حجارة تلو أخرى دون جدوى حتى كَلّ مرفقي.. هششتُ بساعدي كيفما آتفق..أووفف.. أزحتُ قميصي شرعتُ ألوح به في الهواء أجأرُ..ها ها ها ها..هو هو هو..هي هي هي هي هييي.....

● رُؤْيَا ثْلَاثَا:
رأيتُ حِملانا تموتُ صغيرةً رأيتُ ماعزا يفرُّ يهرعُ لا يَسَلُ رأيتُ كَسَّابًا يعجز عن النباح رأيتُ غيلاسَ مُقَيَّدًا في الأصفاد رأيتُ تيفْسا تناورُ غِراسَ عواصفَ تبرق في وضحِ النهار تأخذ معها ما تأخذ ثم تغطسُ وأسرابَ آلصقور في بياض كالفراغ رأيتُ أضواءً تَصيتُ في الليالي المُظلمات رأيتُ عمّتي تَنُوحُ آآآمُوحَنْدْ آوْمَا(٩)رَأيْتُ آلغذاب يهيمُ وآلغياب في آلسحاب رأيت صفير(طاب)(١٠)في شهقات آب رأيتُ وُجوهَ آلسراة مثل أنوار آلظلالِ يَسيحون في آلسراب كيراع الحباحب يُهمهمونَ يتسامرونَ رأيتُ طَيْريَ النَّافقَ يُرفرفُ بالجناح فويق الأسْطُح أعلى الشُّجَيْراتِ رأيتُ والد والدي صاعدًا عقبةَ آلوهاد حَيًّا يُرْزَقُ مايزال قَويًّا يلهثُ في وجه أنياب آلمَنايا يَصرخُ في جمود آلواقفينَ عندَ رأسه لا يسمعونَ صيحتَه الصادحةَ سَمِعْتُهُ يَهمسُ يلفظُ آخرَ الحشرجاتِ آلمُدماة سَمعتُ ظلي كسحلِّية آلبراري يخشخشُ خِلْسَةً في بدنه آلعاري رأيتُني أخْرُجُ مِنْ مسَام عَرَقه نافرًا مُستنفرًا خاطفًا كالبرق الخُلَّبِ أنْطَادُ في المفازاتِ رأيتُني مُدثَّرا في كتاتينَ أكفان آلقماطِ أرْحَلُ في رؤياي في رؤى الآخرينَ خيرا وسلاما رأيتُني أرَى الذين هجموا والذين ثبتوا والذين صبروا والذين هُزِمُوا والذين هربوا والذين قالوا(لا!!)والذين رحبوا نعم رأيتُني في مُومُّو موقهم في غبش بآبئهم يحدجونني لا يفقهونَ ما يبصرون شاخصَ الحواس حدستهم في كل اللحظات أدركتهم واحدا واحدا..أنوارُهم وحَميمُهم يلفهم يسعى بين أيديهم ومن خلفهم في جِنان صواعق رأيتُني وإياهم في أسفل الأرضينَ أعْرُجُ في السموات العُلَى أغمض عينيّ أرى ما لا يُرَى ...

● رُؤْيَا رَبْعَا:
ثم أغمضهما كَرَّةً أخرى أرى ما لا يُرَى ...



☆إشارات:

١_طيور إيسغي:نوع من الطيور الجارحة

٢_تْمُورْتْ نْبَبَاش:أرض والدك

٣_ذرة أبَعْلِي:نوع من الذرة

٤_آفَّغْتْ سْيينْ ما ينْ قاع تْزَرَّاطَمْ دينْ:
اخرجوا من هناك ما هذا السلوك الارعن

٥_آيَلَّا يَتْصَيَّادْ:إنه منهمك في القنص

٦_الْمُودِييتْ:منتوج الحقول الذي لم يحصد بعد

٧_الريفْدورْ:(الحلم الذهبي)بالفرنسية نوع من العطور الرخيصة التي كانت منتشرة في سبعينيات القرن الماضي

٨_مانِيشْ يُوغَنْ آياحَرُّودْ:ماذا دهاك أيها الصغير

٩_آآآمُوحَنْدْ آوْمَا:عبارة عن ندبة وتوجع لفقدان أخ لها تناديه(موحند)بالأمازيغية هو اسم محمد

١٠_طائر طاب:نوع من الطيور يظهر صيفا عند نضج حقول القمح وحلول أوان حصادها



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بُوسِيضُونْ مََازيغِي
- طَيْفٌ
- اَلشَّعْبُ
- هِيجُو
- لَمَّا آنقطعَ بُويَبْلانُ عن بُويَبْلانَاتِهِ
- فُصُول
- تَااااهُوووهُ
- كَانَ يُحِبُّ آلْفَرَاشَاتِ
- جَحيمٌ مُرْتَقَب
- خَريف جَديد
- الكلبُ الأندلسي
- تَصَوَّرْ
- اَلْحَرْطَانِي
- عْمَارَةْ لَبْلَادْ
- اَلْقَمَرُ آلدَّامِي
- طَيْفُهَا
- مُجَرَّدُ غَفْوَةٍ لَا غَيْر
- رَبيعُ آلْهَفَوَاتِ
- غُولِيك
- صَوْلَجَان


المزيد.....




- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - أَرَى مَا لَا يُرَى