أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اتريس سعيد - البيدوفيليا الدينية














المزيد.....

البيدوفيليا الدينية


اتريس سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 7432 - 2022 / 11 / 14 - 00:10
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


هي ظاهرة الميل الجنسي للأطفال الصغار الذين هم دون سنّ الرشد، وهو ميل يعتبر أمراً شاذاً بسبب عدم تطابقه مع وضعية الطفل الذي يحتاج إلى الحماية والرعاية نظراً لهشاشة موقعه بوصفه كائناً ضعيفاً وسط عالم الكبار. كما أن شذوذ هذا السلوك يتأكد أمام عموم مشاعر العطف والحنان التي تطبع سلوك الأغلبية إزاء الأطفال، ما يعني أن شخصية "البيدوفيل" بمختلف أنواعها التي ذكرها الأخصائيون، هي شخصية مضطربة وغير سوية.
نجد في كتب الفقهاء المؤسسة للفقه الإسلامي بمختلف مذاهبه باباً أطلقوا عليه "نكاح الصغيرة"، أكدوا فيه بنوع من التأصيل الشرعي جواز إغتصاب الطفلات بمضاجعتهن بإسم "الزواج"، ويستند هذا الفقه الشاذ إلى مرتكزين إثنين: زواج النبي من عائشة وهي طفلة في سن السادسة ودخوله بها في سنّ التاسعة كما ورد في مراجع الحديث وخاصة صحيح البخاري، ثم الآية الرابعة من سورة الطلاق "واللائي لم يحضن" والتي تمّ تفسيرها على أن الطفلات اللواتي لم تبلغن المحيض معنيات بالزواج والطلاق في هذه الآية. فقالوا "وإنَّما يجب على الزوجة الإعداد من الطَّلاق بعد الوطىء، فدلّ على أن الصغيرة التي لَم تَحض يصحُّ نكاحُها".
يعترض بعض المفكرين المعاصرين على هذه التفسيرات الخطيرة متسائلين كيف يتحدث هؤلاء الفقهاء عن "العدّة" بينما رحم الأطفال لا قابلية له للحمل بعد؟ هذا التناقض جعل البعض يرى بأن في تفسير الآية حدث خطأ فادح أدى إلى التضحية بالطفلات وشرعنة إغتصابهن من طرف الكبار في الإسلام.
لكن رغم ذلك فقد إنبنى على حديث البخاري عن زواج النبي بعائشة وكذا تفسير المفسرين للآية المذكورة فقه كامل ذهب إلى القول بجواز تزويج الصغيرة مهما كان عمرها إن كانت "تطيق الجماع"، وأنه لا إعتبار لرضاها إذا زوّجها وليها، ولا خيار لها بعد الزواج إذا بلغت.
وقد إتفقت جميع المذاهب الأربعة بأنه يجوز "إجبارُ الصغيرة على النِّكاح"، وآختلفوا فقط في هل يجوز هذا الإجبار للجدّ بجانب الأب أم للأب وحده. كما أن هذا "الإجبار على النكاح" للطفلة الصغيرة لا يجوز لها التراجع عنه بعد بلوغها سنّ الرشد، حتى لا تفلت أبداً من قبضة مغتصبها.
ميز الفقهاء بين تزويج الطفلة وبين "تسليمها" لزوجها من أجل "الوطىء" أي المعاشرة الجنسية، فقال بعضهم لا يجوز تسليمها إن لم تكن "تطيق الوطىء" أي تتحمل العملية الجنسية، وقد حدّد بعضهم معيار تحمل "الوطىء" عند الطفلة الصغيرة أن تكون "سمينة" غليظة الجسم ولو كان ذلك قبل التاسعة، فقالوا "فإن كانت تحتمل الوطىء زال المانع"!
ومن المهازل الكبرى المنسوبة إلى إبن حنبل عن "الإستبراء" في حالة الطفلات حيث قال: "تُستبرأ وإن كانت في المهد". و معلوم أن الإستبراء إنما يكون من أجل التأكد من عدم الحمل، فكيف تُستبرأ الرضيعة التي في المهد مع عدم قابليتها للحمل؟
يقول إبن عابدين :"فإن السمينة الضخمة تحتمل الجماع ولو صغيرة السن"، وصغيرة السن هنا أي ما دون التاسعة. وهذا معناه أن صغر السنّ عند هؤلاء الفقهاء إنما يتبع لمعايير جسمانية لا نفسية ولا عقلية، حيث لم يكونوا يأبهون في ذلك العصر بتوازي النمو الجسماني مع النمو النفسي والعقلي.
وبهذا يمكن القول إنّ الفقه الإسلامي قد ترك جميع الأبواب مفتوحة والأعذار متيسرة لتبرير إغتصاب الطفلات، فعدم ضبط الإغتصاب بسنّ محدّدة عند بعض المذاهب وربطه بـ"تحمل الوطىء" وبإختلاف الطفلات في أجسامهن بين "السمينة" و"الهزيلة" معناه أنهم تركوا للأب وللشخص المغتصب الحق في تحديد مدى قدرة الطفلة أو عدم قدرتها على تحمل عملية الإغتصاب الجنسي.
"الصحيح" حسب النووي أن نكاح الطفلة لا ينبغي أن يُحدد بسنّ معينة بل بتقدير الأب والزوج المغتصِب، حيث هما اللذان سيُقرران إن كانت الطفلة "تطيق النكاح والوطىء": "فربما تطيق الجماع بعض الصغيرات بملاحظة سمنها مثلاً، و صغر آلة زوجها، وربما لا تطيقه من كانت أكبر سناً إذا كانت هزيلة وكانت آلة زوجها عظيمة“.
وهكذا تدخل الفقهاء حتى في العضو الذكري للمغتصب، فقالوا إن كان صغيراً لا بأس من تزويج الطفلة وإن كان كبيراً فالأفضل إنتظار أن تبلغ الطفلة السنة التاسعة.
ومن الفقهاء من إعتبر أنه في حالة صغر الطفلة "يجوز أن يتَّفق الولي والزوج على أن يدخل الزوجُ بالصغيرة الرضيعة من دون أن يطأها، بل يقتصر على تقبيلها وضمِّها بشهوة و تفخيذها". وهذا الإعتبار أدى إلى ظاهرة "تفخيذ الرضيعة" التي تنسب اليوم إلى الخميني والشيعة بحكم ما جاء في كتاب "تحرير الوسيلة" للخميني في قوله: "لا يجوز وطىء الزوجة قبل إكمال تسع سنين، دواماً كان النكاح أو منقطعاً، و أما سائر الإستمتاعات كاللمس بشهوة والضم والتفخيذ فلا بأس بها حتى في الرضيعة". والحقيقة أن مضمون ما ورد عند الخميني هو نفسه ما ورد في كتب فقهاء السنة أيضاً.
والخطير ما ذهب إليه الأئمة من أنّ "الرضيعة التي عمرها دون السنتين لو "أطاقت الجماع" جاز وطؤها عندهم، فضلاً عن لمسها بشهوة وتفخيذها"؛ وما زال بعض المشايخ اليوم يؤكدون ذلك دون خجل. والغريب هو كيف يعتبر هؤلاء بأن الرضيعة "تطيق الوطىء "؟ إنها غاية الإعتداء على الطفولة وإنتهاك حرمتها.
ومما يترتب عن هذه النظرة الشاذة ما يتعلق بـ"حجاب الطفلات"، حيث يثبت إصرار المتطرفين على تحجيب الطفلات الصغيرات بسبب نظرتهم غير البريئة إلى أجسادهن، وقد كتب أحدهم دون خجل، معلقاً على ظاهرة إغتصاب أئمة المساجد للطفلات الصغيرات، بأنه على الناس أن يمتنعوا عن إلباس طفلاتهم تنورات قصيرة لتجنب إثارة شهوات الرجال!
يجدر ذكر أن بعض تلك العادات الشاذة كانت موجودة في المجتمعات القديمة. ولكن المفروض أن الإسلام دين سماوي، كيف تم إقرار تلك العادات الشاذة؟ وإذا كانت موجودة في الماضي البعيد، لماذا ما زال ذلك التراث المخجل يعيش بيننا حتى الآن؟
لقد آن الأوان لحرق هذه الكتب وتجريم الشيوخ الذين ينقلون العدوى الفكرية إلى الأجيال.



#اتريس_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنسان أسوأ ما في الوجود
- كتاب عربات الآلهة
- أساسيات الإسقاط النجمي
- وهم حرية الإرادة
- خالق الكون لم يفصح عن هويته إلى الآن
- لا شيء من أجل لاشيء
- عندما تدرك مصدر كل الأشياء هي نفسك
- ليس هناك أصعب من إستئصال الوجود
- يجب أن تعيش حقيقة التجربة الفردية
- مولد الآلهة الجديدة -أشا-
- لا أحد منا يدرك فعلا هويته الحقيقية
- الدخول إلى جنة القردة
- أصوات مشاعر متراكمة على حافة الإنفجار
- طاقة الإنسان و الموجات الكهرومغناطيسية
- ألواح الزمرد كتاب تحوت
- إعترافات كائن لا يطيق أي شيء
- غربة الذات
- إستيقظت فوجدت العالم ما زال نائما ?
- هكذا المجتمع يريدك أن تكون بألف قناع
- هل تهتمّ الملائكة برغبات الرجل الجنسيّة


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اتريس سعيد - البيدوفيليا الدينية