أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمر بن أعمارة - سلطة المتعود عليه وعقلية الزيتون في قفة والحجر في القفة الموازية














المزيد.....

سلطة المتعود عليه وعقلية الزيتون في قفة والحجر في القفة الموازية


عمر بن أعمارة

الحوار المتمدن-العدد: 7379 - 2022 / 9 / 22 - 01:56
المحور: الادب والفن
    


في يوم خريفي مشمس بإحدى البوادي وسط الحقول، في إحدى الممرات الضيقة صادف شاب وهو يمشي على قدميه رجلا كهلا يجر حمارا على ظهره شواري محملا في قفة زيتونا وفي القفة الموازية حجرا. الأمر أثار فضول وانتباه ذلك الشاب، وبعد التحية توجه الشاب إلى صاحب الحمار سائلا إياه: يا عم هل من الممكن أن تخبرني عن الأمر الذي جعلك تضع الزيتون في قفة والحجر في قفة أخرى ؟ وبعد رد التحية، أجابه الشيخ كي يتساوى الوزن ولا تميل قفة عن أخرى ويضيع الحمل. فقال الشاب مخاطبا الرجل: يا عم هل أدلك على طريقة مفيدة أكثر نجاعة بأقل الخسائر الممكنة ؟ أجابه الشيخ: تفضل سأكون لك شاكرا يا بني كيف؟ ماهي؟ أريني من فضلك. قال الشاب: ننزل الشواري من ظهر الحمار وبعدها نتخلص من الحجر المعبأ في القفة الأولى وبعد ذلك نوزع الزيتون بالتساوي بين القفتين، هكذا ستتخلص من ثقل الحجر، هكذا ستحافظ أكثر على متانة الشواري وستخفف الحمل على حمارك المسكين وهكذا ستربح مزيدا من الوقت في المسير. بعد استماع الشيخ بتأني إلى كلام الشاب، أجابه: نعم إنها فكرة جيدة وصالحة ومفيدة يا بني، إذن ولتساعدني بسرعة من فضلك على انجاز الفعل وحده الله سيجازيك خيرا. هكذا تعاون الكهل مع الشاب من أجل القيام بما اقترحه هذا الأخير وبعد أن تمت العملية بنجاح حيث تم التخلص من الحجر مع تقسيم الزيتون بالتساوي بين القفتين، وتم إعادة وضع الشواري على ظهر الحمار انصرف الشاب لحاله وواصل الشيخ طريقه هو وبهيمته بعد أن شكر وأثنى على ذلك الشاب، لكن الإنجاز لم يدم طويل إذ بعد أن قطع الشيخ مسافة قصيرة وهو يجر حماره توقف هنيهة والتفت إلى الخلف حيث يواصل ذلك الشاب سيره، فناداه مطالبا إياه بالرجوع، وبعد أن عاد الشاب ورجع الشيخ وتوقف بالمكان حيث ألقي بالحجر الذي كان محمولا على إحدى قفف الشواري، خاطبه الشيخ قائلا: اسمح لي يا بني نسيت أن أسألك ماذا تشتغل في حياتك ؟ أجابه الشاب: أنا عامل مياوم "طالب معاشو" يا عم.ثم سأله الشيخ ثانية هل لك من أملاك في حياتك؟ أجابه الشاب: لا يا عم لا أملك شيء إلا قوت يومي وجهد عضلاتي. فنظر إليه الشيخ متشنج وعلامات التدمر والغضب الممزوج بالسخرية والتهكم بادية على وجهه مخاطبا إياه: كيف يا ولد أنت لا شغل لك ولا ممتلكات لك وتجرأت بكل وقاحة ودون أدنى احترام على أن تملي علي ما افعله وما لا أفعله، ما يفيدني وما لا يفيدني وكيف أدبر أموري؟ وأضاف الشيخ آمرا الشاب دون أن يدع له مجالا للحديث: ولتعد الأمور إلى أصلها كما كانت من قبل: الحجر في قفة والزيتون في القفة الموازية، ولتعلم أنت وأمثالك يا ولد أن كل هذه الأراضي الشاسعة التي تراها أمامك وخلفك والمحيطة بنا هي في ملكي وأنا صاحبها وقد امتلكتها وأنا أدبر شؤوني الخاصة بعقلية وطريقة: "الزيتون في قفة والحجر في القفة الموازية".
من يومها إلى حالنا ألآن ونحن نشتغل وندبر أمورنا بعقلية الشيخ: "الزيتون في قفة والحجر في القفة الموازية" مع مفارقة هو أننا لا نملك ما امتلكه ذلك الشيخ.
تنبيه: القصة متداولة شفهيا وليست من إنتاجي، أنا عملت فقط على صياغتها وتدوينها بأسلوبي الخاص.



#عمر_بن_أعمارة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يوميات السياسي العربي
- الداعية.. أو الدعوة إلى إنقاذ الناس من أنفسهم ؟
- ناقصات عقل ودين ..ملاحظات وتساؤلات أولية
- رحيل امرأة..مرة أخرى حراس الآخرة
- واحة فڭيڭ.. أو في بهاء وكبرياء المكان
- لا ثقة لي حتى في النّحْلِ نفسه.
- تلك الفراشة علمت بالحقيقة لذلك لم تعد.
- -إدير- الناي الأبدي ونداء للحياة
- الكراهية لا تبني فقها ولا تدحض فكرا
- أيهما الأقرب إلى دينك يا شيخ،طلب الهداية والمغفرة للضال أم ا ...
- بُوخُودْ-المدينة النموذجية بواحة فڭيڭ
- في استحالة الفرد تحت سقف المِلّة
- كره العقل أو فصل الإنسان عن جوهره
- إيمان العجائز أو الإله في حدود عين القلب
- كتاب -صحيح البخاري نهاية أسطورة- تعليقات أولية على هامش ما أ ...
- دول مجاورة للحداثة ومواطنون لايِت ( (Light
- قَبْرِيَّات تمرينات رشيقة استعدادا للرحيل
- احذروا، إنه بيض أدولف هتلر
- حين تصبح الكراهية آلية للقياس والجهل مستنقع للطهارة
- كل ما تعلمته من الكتب العربية هو أن العرب(كانوا)


المزيد.....




- لا تفوت أحداث مشوقة.. موعد الحلقة 195 من قيامة عثمان الموسم ...
- أزمة فيلم -أحمد وأحمد-.. الأكشن السهل والكوميديا المتكررة
- بي بي سي أمام أزمتي -والاس- و-وثائقي غزة-... هل تنجح في تجاو ...
- من هم دروز سوريا؟ وما الذي ينتظرهم؟
- حسان عزت كما عرفناه وكما ننتظره
- -الملكة العذراء-: أسرار الحب والسلطة في حياة إليزابيث الأولى ...
- مكتبة الإسكندرية تحتفي بمحمد بن عيسى بتنظيم ندوة شاركت فيها ...
- زائر متحف فرنسي يتناول -العمل الفني- المليوني موزة ماوريتسيو ...
- شاهد فنانة إيرانية توظّف الفن لخدمة البيئة والتعايش
- إسرائيل تحتفي بـ-إنجازات- الدفاع الجوي في وجه إيران.. وتقاري ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمر بن أعمارة - سلطة المتعود عليه وعقلية الزيتون في قفة والحجر في القفة الموازية