دليل التغذية لمرضى السرطان
اسماء محمد مصطفى
2022 / 9 / 2 - 23:49
صدر مؤخراً كتيب (دليل التغذية لمرضى السرطان)، إعداد الطبيب المختص في علاج الأورام الدكتور فرات يحيى محسن، ومراجعة المختص في التغذية العلاجية الدكتور علي كاظم الحسناوي، بإشراف وزارة الصحة.
يحتوي الكتيب عناوين مهمة للمرضى موزعة بين 57 صفحة بالقطع المتوسط، هي تأثيرات العلاج على مرضى السرطان وأهمية الغذاء الصحي والتحضير لبدء العلاج وكيف نقوي المناعة وتوصيات عامة.
ورد في الكتيب أنّ خطة علاج مرضى السرطان تختلف من مريض لآخر، فقد تشمل إجراءً جراحياً وعلاجاً كيمياوياً او إشعاعياً اوهرمونياً او بايولوجياً. وقد يسبب بعض العلاجات ضرراً في الجهاز الهضمي مايؤدي الى أعراض هي مؤقتة تنتهي بانتهاء العلاج، منها فقدان الشهية وفقدان الوزن وزيادته والغثيان والتقيؤ وجفاف الفم وتقرحاته وصعوبة البلع والتعب والاكتئاب والإسهال والإمساك وتغيير في طعم او رائحة الطعام وعدم تحمل اللاكتوز.
يؤكد الكتيب على أهمية التفكير بإيجابية للتقليل من الأعراض الجانبية وتسهيل مهمة العلاج، ذلك أن بعض الأعراض كالغثيان وقلة الشهية تعود الى التوتر والقلق والتفكير المبالغ به بالسرطان.
كما يركز الكتيب على أهمية الطعام الصحي الذي يتضمن البروتين والكاربوهيدرات والدهون والفيتامينات والمعادن والسوائل وفي مقدمتها الماء، مع تناول كميات أقل من الملح وتجنب المواد الحافظة.
وفي مايأتي خلاصة للتوصيات والنصائح العامة التي تضمنها الكتيب للتعامل مع كل عارض، مع الأخذ بنظر الاعتبار أن يستشير المريض طبيبه المعالج:
ـ فقدان الشهية: يُنصح المريض بالإكثار من شرب السوائل خارج الوجبة، وتناول كمية أكبر من الطعام في حالة عودة الشهية في أوقات معينة، وتقسيم الطعام على وجبات صغيرة كأن تكون 5 ـ 6 وجبات خفيفة، وتناول الأطعمة المحببة الى نفس المريض، ومراعاة تزيين الأطباق لفتح الشهية، وممارسة الرياضة.
ـ نقصان الوزن: يُنصح المريض باستشارة الطبيب لتصحيح المشاكل الطبية المتعلقة بالمرض لتحسين الوزن، وعلاج المضاعفات من تقيؤ وغثيان، والتركيز على الأطعمة ذات السعرات العالية.
ـ زيادة الوزن: ينصح المريض بالتركيز على الفواكه والخضراوات والحبوب والطعام المسلوق والمشوي واللحوم الخالية من الدهون والدجاج منزوع الجلد والحليب خالي او قليل الدسم.
ـ تقرحات الفم والبلعوم والمرئ: يُنصح المريض بتجنب تناول الحمضيات والأطعمة المالحة وكثيرة التوابل والأطعمة الجافة كالخبز والبسكويت والامتناع عن استخدام غسول الفم التي تحتوي على مادة الكحول، فيما يُنصح بتناول الأطعمة سهلة البلع والمضغ كالموز والبطيخ والرقي والبيض المقلي واللحم المهروس والرز وشوربة الخضراوات وشوربة العدس والبطاطا المهروسة وعصائر المشمش والخوخ والجزر، فضلاً عن استخدام مصاصة لشرب السوائل وملعقة صغيرة لتناول الطعام، او تناوله بشكل قطع صغيرة، وتبريد الطعام والمشروبات قبل تناولها، ومص مكعبات الثلج، ومضمضة الفم باستمرار بالماء لإزالة بقايا الطعام، واستخدام المهدئات الموضعية للتقرحات باستشارة الطبيب المعالج.
ـ جفاف الفم: يُنصح المريض بالاعتماد على السوائل كشرب الماء والعصائر وتناول الشوربات والأكلات الطرية والمثلجات ، ومضغ العلكة، واستخدام مرطب الشفاه، وتنظيف الفم 4 مرات يومياً على الأقل، وتجنب غسول الفم التي تحتوي على الكحول. وبما أن جفاف الفم وصعوبة البلع يحدثان بسبب قلة اللعاب الناتجة عن تعرض الغدد اللعابية للعلاج الإشعاعي وبعض أنواع العلاج الكيمياوي، فبالإمكان تناول بعض الأدوية التي تزيد من اللعاب كالبيلوكاربين، ولكن يجب استشارة الطبيب المختص قبل تناولها.
ـ الإسهال: يُنصح المريض بشرب السوائل والإكثار من تناول الأطعمة والمشروبات الغنية بأملاح الصوديوم والبوتاسيوم، كاللبن والبيض المسلوق والخبز وشوربة الخضراوات ولحوم الدجاج المنزوع الجلد والسمك المشوي واللحم المسلوق او المشوي، وتجنب تناول الفاكهة بلا قشور والأطعمة الغنية بالدهون والأطعمة والمشروبات الغنية بالكافيين، ويفضل تجنب تناول الحليب ومشتقاته في أثناء مدة حدوث الإسهال واستبداله بحليب الصويا او اللوز.
ـ الإمساك: يُنصح المريض بشرب كميات كافية من السوائل المنوعة يومياً، والإكثار من الفواكه والخضراوات الطازجة والحبوب والفواكه المجففة للذين لايعانون داء السكري، وتناول مشروب ساخن قبل دخول الحمام بنصف ساعة، وإضافة الزيوت النباتية كزيت الزيتون الى الأطعمة، وممارسة بعض التمارين الرياضية والمساج الدائري الخفيف على جدار البطن بإتجاه عقرب الساعة.
ـ التعب والاكتئاب: يُنصح المريض بممارسة الرياضة الخفيفة لاسيما المشي، وأخذ قسط من الراحة في أثناء النهار، وتفهمه لحالته جيداً.
ـ الغثيان والتقيؤ: يُنصح المريض باستشارة الطبيب المعالج، ليصف له بعض الأدوية التي تقلل او تمنع حدوث هذين العارضين، كما يوصى بتناول المأكولات الخفيفة وتجنب الدسمة او التي تحتوي على التوابل ذات الرائحة القوية او التي لايحبها، والجلوس نصف ساعة بعد الوجبة، وتجنب تناول الماء في أثناء الوجبة، والامتناع عن تناول الطعام في غرفة حارة او قبل بدء العلاج الكيمياوي بساعة او ساعتين، وتناول الحلوى الصلبة بطعم الليمون والنعناع في حال الشعور بطعم سيء في الفم، وشرب العصائر الطبيعية قبل النهوض من الفراش إذا ماشعر المريض بالغثيان منذ الصباح، ويفضل أن لايقوم المريض بتحضير طعامه بنفسه.
يقدم الكتيب بعض خلطات العصائر المفيدة لمرضى السرطان والأصحاء كالتفاح مع السفرجل، والكرز مع الكيوي، وخليط التوت البري، والرمان مع العنب، والمانغو مع الأناناس، والفراولة مع البرتقال، والرقي مع الليمون، وفي الوقت نفسه ينصح الكتاب بتجنب المبالغة في تناول نوع واحد من الفواكه والخضراوات تفادياً لحصول بعض المضاعفات المرضية.
ينصح الكتيب المرضى بالاعتماد على الطعام الصحي المنتظم للحصول على الفيتامينات، اما إذا كان المريض بحالة صحية سيئة وغذاؤه غير مكتمل، فعليه استشارة الطبيب المعالج لإعطائه المكملات الغذائية المناسبة.
يطرح الكتيب سؤالاً مهماً: كيف نقوي مناعة الجسم؟
يوضح الكتيب أنّ المناعة لاتبنى في يوم وليلة، وأننا جميعاً بنا حاجة الى بناء الجهاز المناعي بنظام صحي متكامل يستغرق أوقاتاً طويلة. ويفند الكتيب الإشاعات التي تذهب الى أن مناعة مرضى السرطان يمكن لها أن ترتفع بمجرد الاعتماد على الفواكه والخضراوات في أثناء العلاج الكيمياوي، وفي الحقيقة إنّ المناعة لاترتفع إلاّ بأبر خاصة تعمل على زيادة كريات الدم البيض.
ثم يقدم الكتيب التوصيات الآتية لتقوية الجهاز المناعي:
الحصول على قسط كافٍ من النوم، وفي الظلام، وفي درجات حرارة منخفضة بين 18 و19 درجة مئوية، وتجنب استخدام الأجهزة الألكترونية قبل ساعة من النوم، والحرص على التغذية الصحية، والابتعاد عن القلق والضغوط، وممارسة نشاط رياضي خفيف كالمشي وركوب الدراجة.
يحتوي الكتيب توصيات تخص وقاية المريض من البكتريا والفيروسات، منها طهي الطعام بشكل جيد، وتناول العصائر والأجبان المبسترة، وغسل اليدين والإهتمام بنظافة الفم والأسنان، والحرص على نظافة أدوات الطبخ، وغسل الفواكه والخضراوات جيداً، والتأكد من تاريخ صلاحية الأطعمة، وتجنب تناول الطعام خارج المنزل، والابتعاد عن الأماكن المزدحمة.
كما يتضمن الكتيب نصائحَ لأهالي مرضى السرطان حول التغذية وأهمية مراعاة المريض في مايريد تناوله وتغيير نوع الطعام وتحضير الوجبات الخفيفة له وتشجيع المريض على تناول الطعام وليس إجباره، والاعتناء بنظافة الطعام والشراب.