نشيد


كمال التاغوتي
2022 / 7 / 20 - 21:57     

مَــا أرْحَبَ عَيْنَيْها

تَحْضِنَــانِ حُقُولَ القَمْحِ

وحَدَائِقَ بَابِلَ،

فِي لَيْلِهِمَــا المُعْشِبِ البَعِيدِ

تتَرَاشَقُ الكَواكِبُ بالعَوَاصِفِ

والمرَاكِبُ تُمزِّقُهَــا النِّيرَانُ،

مَــا أرْحَبَ عَيْنَيْــها

كَيْ تَحْضِنَ هُمُومِي.


مَا أخْصَبَ شَفَتَيْهَــا

عَسَلُ الجِبَالِ يَأْوِي إليْهَــا

وحَلِيبُ الرُّمَّـــانِ،

فِي كُلِّ رِوَاقٍ بُسْتَــانٌ

وفِي كُلِّ رَفٍّ فَرَحٌ مصَفَّى،

مَــا أخْصَبَ شَفَتَيْهَــا

كَيْ تَكْنِزَ دِفْءَ الأمْطَــارِ

وصَلاَةَ الأشْجَــارِ عنْدَ الفَجْرِ

وتَكْنِزَ الأَعْيَــادَ.


مَا أشَدَّ عُجْبَ نَهْدَيْهَــا

يَحْتَكِرَانِ أطْيَافًا جَمَحَتْ مِنْ رِيشَةِ رَسَّــامٍ،

ويَطْوِيَانِ خَــارِطَةَ السَّمَــاءِ

وَدُرُوبَ الآلِهَةِ،

مَــا أشَدَّ زَهْوَ نَهْدَيْهَــا

يُغْرِقَـــانِ كُلَّ ملاَّحٍ فِي سُكَّرِ الحِكَايَاتِ

ونَبِيذِ الأحْلاَمِ.


مَــا أحْكَمَ خِصْرَهَـــا

يَحْجِزُ بُرْكَانَ الآلامِ والمَرَاثِي العَتِيقَةِ،

ويَرُدُّ عنِ المَدِينَةِ إعْصَــارَ البَدْوِ

وجُوعَ الأُغْنِيَـــاتِ الهَائِمَةِ كالشُّهُبِ،

مَــا أَحْكَمَ خِصْرَهَــا

يُلَيِّنُ الدِّمَــاءَ فِي طَرِيقِ الأنْبِيَاءِ

ويَأسِرُ سَوْرَةَ الحَمَــامِ فِي وجْهِ القَنابِلِ

وَيَزْرَعُ السّلام.