ميادة الحناوي

مَوْجَةٌ كالجمْرِ

تَقْطُرُ عِطْرًا وحَنِينًا،

لُؤْلُــؤَةٌ تَغْشَى وَجْهَ الأرْضِ

فَــتُحِيلُ الصَّخْرَ أوْتَارًا ورَنِينًا،

تَفْتَــحُ فِي صَدْرِ اللّيْلِ

نَـــافِذَةً تَنْفُذُ مِنْهَــا الأَقْمَــارُ

وجِرَاحُ الحُبِّ الرَّاحِلِ فِينَــا

كَيْ يَـسْتَيْقِظَ فِي الأحْشَــاءِ صَهِيلُ

الأَمَلِ المَــلْعُونِ كَمَــا تَشْهَقُ في الشّمْسِ الأزْهَــارُ،


لُؤْلُــؤَةُ كَالغَرَقِ

تَــأْسِرُ القَلْبَ فِي أبْرَاجِهِ

لِتُعِيدَ النَّبْضَ إلَى أشْرِعَةِ الحُلْمِ

فَتُعِيدُ البَرْقَ إلى أقْبِيَةِ الغَيْمِ

وَتُعِيدُ المَجْـدَ إلى أنْدِيَةِ البَدْوِ

وتُعِيدُ الوَقْدَ إلى أجْنِحَةِ الشَّدْوِ

وغَزَالَ اللَّحْنِ فِي مِعْرَاجِهِ


آهٍ! أهْرُبُ مِنْ طُوفَــانِها الأَخْضَرِ

كيْ تَغْرَقَ خَيْلِي فِي غَمْرِ

اليَاسَــمِينِ الأَسْـــمَــرِ!

فِي دِمَــائِي يَــنْهَــضُ عُرْسُ القَبَــائِلِ

ووُعُـــولُ الصَّحْرَاءِ

ولَهِيبُ السَّنَــابِــلِ،


مِنْ هُنَـــا

مِنْ هُنَــاكَ

مِنْ سَـــحَـــابٍ وَرْدِيٍّ

تَنْبُتُ أغْصَـــانٌ تَمْــتَدُّ مُحَمَّــلَةً

بِعَصَـــافِيرَ من الضَّوْءِ الطّرِيِّ

فينْثَالُ الصّوْتُ عقُودَ جُمانٍ

وتَمِيدُ الأرْضُ ... تَمِيدُ ...

فِي حنانٍ.