كازينو أوبرا شهرزاد الزمن الجميل ماذا تعرف عنهأ


أحمد موسى قريعي
2022 / 7 / 11 - 16:58     

كان فيما مضى من سنوات، وفي منطقة وَسْط البلد حاضرة القاهرة الخديوية وبالقرب من ميدان العتبة الحالي، كازينو بديع يطل على ميدان الأوبرا (إبراهيم باشا)، اسمه كازينو (بديعة) أو كازينو (الأوبرا) يتربع في وَسْط المدينة مستغلا موقع الميدان الذي ما زال يربط وَسْط القاهرة ببقية أطرافها.
تاريخ تأسيس كازينو أوبرا
يعود تأسيس كازينو بديعة إلى سنة 1929م أسسته السيدة (بديعة مصابني) التي ولدت في دمشق في 25 فبراير سنة 1892م، لأب لبناني، وأم سورية، ثم جاءت إلى مصر في سن صغيرة في صحبة والدتها (جميلة الشاغوري)، بعد رحلة طويلة بدأت من لبنان إلى البرازيل ومنها إلى مصر.
شقت بديعة طريقها نحو النجومية عبر فِرْقَة الفنان (جورج أبيض) إلى أن أسست أول كازينو لها في أبريل سنة 1924م عُرف باسم كازينو (بديعة).
انطلقت بديعة من هذا الكازينو في عالم الرقص والاستعراض المسرحي، فقد ابتكرت في هذا المجال مجموعة من الرقصات أشهرها على الإطلاق رقصة حملت اسمها.
بمرور الوقت تحولت بديعة إلى مدرسة متكاملة للفنون المسرحية والفنية والاستعراضية تخرج فيها أهم نجوم الفن في مصر والوطن العربي، خاصة نجوم الزمن الجميل على رأسهم الراقصة والممثلة الشهيرة (تحية كاريوكا)، وسامية جمال، وببا عز الدين، وحورية محمد، وإسماعيل يسن، والموسيقار فريد الأطرش، ومحمود شكوكو، وبشارة واكيم، والمطرب محمد عبد المطلب، ومحمد الكحلاوي، ومحمد فوزي.
تتبع تاريخ كازينو أوبرا
كان كازينو بديعة منذ افتتاحه في أغسطس سنة 1929م مقصدا ومتنفسا لكبار صفوة المجتمع القاهري حتى الخمسينيات، فقد كان المكان المفضل لجلالة الملك فاروق وكبار حاشيته، ومعظم باشوات العهد الملكي.
أما كلمة السر وروح الكازينو في تلك الحِقْبَة هي أنه كان بمنزلة مدرسة لصناعة النجوم، وقبلة لأهل الفن، وطبقة المثقفين والأفندية وكبار الموظفين، فقد ساعد هذا الكازينو على اكتشاف النجوم على مر تاريخه.
كان كازينو بديعة إلى جانب المسرح الذي شهد أعظم الاسكتشات والاستعراضات في تاريخ المسرح المصري، فقد ضم مطعما فاخرا وأنيقا لتقديم الوجبات، وحديقة علوية تسمى (الروف جاردن) أضافت إلى المكان منظرا بديعا، اتخذه نجيب محفوظ مقرا لإقامته ندوته الاسبوعية.
في أول الخمسينيات بدأ كازينو بديعة يسلك طريقه نحو التراجع كطبيعة الأشياء التي لا تبق على حالها، فقامت بديعة ببيعه للراقصة (ببا عزالدين) التي أطلقت عليه اسم كازينو (شهرزاد) الذي ساهم بقدر كبير خلال حِقْبَة الستينيات والسبعينيات في تخريج عددا من نجوم الفن والاستعراض على رأسهم الراقصات سهير زكي، وفيفي عبده، وهياتم، والفنان الشعبي أحمد عدوية، والفنان حسن الأسمر وغيرهم.
كأن لعنة البيع قد أصابت الكازينو فقامت الراقصة (ببا عزالدين) ببيعه إلى الراقصة (فتحية محمود) ثم آلت ملكيته إلى الأستاذ شوقي عبد المجيد زوج الفنانة فتحية بعد وفاتها سنة 1981م.
ثم انزوى الكازينو إلى أحد أركان الفن التي توقفت عن العمل، فاسحا المجال لمصلحة كازينوهات شارع الهرم، ثم اختفى تماما ليحل مكانه (مول) تجاري كبير ما زال قائما حتى الآن.