أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - هستيريا التهافت على تحريم التعاطف والتراحم؟














المزيد.....

هستيريا التهافت على تحريم التعاطف والتراحم؟


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 7264 - 2022 / 5 / 30 - 17:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تسيطر على البشرية ، وفي جميع الثقافات الإنسانية ، أنواع مختلفة من المشاعر والانفعالات المشتركة ذات الآثار البالغة في الكيفية التي نحيا بها مع الآخرين ، ولذلك كان لابد لمن يرغب في معرفة حقيقة أي شخص كيفما كان وضعه أو مرتبته من النظر إلى استجاباته لما يفرح له ويرضيه ، والتمعن في انفعالاته مع ما يحزنه ويغضبه ، لأنه من خلال ثنائية تلك المشاعر، تتمايز أخلاقه ، حيث أنه من بين الغضب والرضا تنكشف ذهنية الإنسان الثقافية والسياسية والدينية ، ومن الحزن والفرح تنجلي سلوكياته الاجتماعية والإنسانية ومدى تفاعله مع المحفزات الداخلية والخارجية ، كما حدث مع الاغتيال الشنيع الذي تعرضت له الصحفية المهنية المرموقة شيرين ابو عاقلة ، التي كشفت خفايا الذهنية الاإنسانية وأسرار السلوكيات المتعالية المشوبة بالنظر الدونية المثخنة بالاستخفاف والانتهازي المقيت ، التي تعامل بها ظلاميي الفكر الإسلاموي مع وطنية غير عادية ،لم يشفع لها عندهم لا إيمانها بقضية وطنها فلسطين ، ولا نضالاتها لاسترداد حقوق شعبه ، ولا مخاطرتها الشجاع بنفسها من أجل ذلك ، ولا أداؤها المهني الرفيع وانحيازها للحقيقة،ولا رقة إنسانيتها الآسرة ، ولا حتى تحولها -بعد الموت الغادر- إلى أيقونة وطنية وعالمية من دون استعراض للبطولة أو بحث عن "البوز" الذي يمس - سواء كان بشكل مقصود أو غير مقصود -سمعة رواده بصورة عامة وعميقة ، والذي يتناحر خفافيش الظلام الإسلاموية على تحقيقه بكل أبعاده اللا أخلاقية المسيئة لرجال الدين والمسلمين عامة ، والذي شكل في قضية شيرين -التي تابعها عن كثب الملايين عبر عشرات وسائل الإعلام الدولية- فضيحة من العيار الثقيل ووصمة عار في صحيفة كل الشيوخ الذين امتلأت نفوسهم بأمراض البغض والكراهية غير متناسبة مع ضخامة الحدث الذي مَهَرَت به شيرين رسالتها الصحفية النّبيلة بتوقيع الشّهادة ، الميزة التي تعمد الظلاميون خلق ضجة جوفاء وجدلا عقيما حولها ، حيث حرموا وصفها بتلك الصفة ، وحذروا من التفاعل مع جريمة اغتيالها بالحزن العميق ،وتوعدوا بجهنم كل تجرأ على الدعاء الصادق لها بالرحمة ، وكفروا من يقوم به ، لمجرد كون المستشهد في سبيل وطنها مسيحية، وكأن الشهادة تتحدد بالطوائف والعرقيات والديانات وليس بالوطنية والإنسانية والتضحية والدفاع عن العدالة والسلام ، و كل القيم النبيلة التي ناضلت شيرين من أجلها والتي كانت وراء التعجيل بانتقالها إلى جوار ربها ، حاملة كتاب أعمالها الجليلة التي لم يعرها -من يطلق عليهم بسطاء القوم "رجال الدين"- أي اهتمام ، ليس لكونها مسيحية فقط ، ولكن لكونها "إمرأة" استطاعت أن تأتي بما لم يستطع أصحاب أضخم العمائم وأطول اللحى وأحلك الزبيبات الإتيان بأقل منه ، بدليل أنها ليست المرة الأولى التي يتلهى فيها جهابذة الجهل الديني بجلد المرأة عامة وكل أنتى عظيمة غير عادية وعلى الخصوص المناضلات المشاكسات المتمردات بسعة علمهن ورحابة آفقهن التي لم تفلح في ضحد حججها القوية والصريحة والجريئة أعتى الشيوخ والدعاة الذكوريين الذي تيِرّ البسطاء أمام جبروت شرائعهم المتخلفة ،بدلا من تصويب بوصلة التنديد على الجريمة الشنعاء ،الذي هم أجبن فيه من عصفور مبلول، وفي التاريخ أمثلة كثيرة على تلك النذالة والخسة، ومنها على سبيل المثال ، قصة وفاة الكاتبة المصرية الدكتورة "نوال السعداوي" وهي مسلمة -التي أدعو لها بالرحمة والمغفرة ، كما أمرني به ربني، وأرشدني إليه نبيي صلى الله عليه وسلم - والتي ما كاد يعْلَن عن وفاتها حتى غصت صفحات التواصل الاجتماعي بعبارات التشفي والشماتة وأحاديث الدم والقدح في حق أبرز وأعند مدافعة عن حقوق المرأة -بعد قاسم أمين أعظم وأشهر مفكري الرجال نصرةً لقضايا المرأة في هذا العصر- وذلك ضدا في كل تعاليم وأخلاقيات الإسلام التي تحض على عدم تناول الميت بالسوء ، الذي يصبح بعد الموت لا يملك من أمر الدفاع عن نفسه شيئاً، مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم :"اذكروا محاسن موتاكم وكفوا عن مساوئهم .. وتبقى تلك هي مأثرة المفكرين الكبار وصانعي الظواهر الفكرية والنضالية ، الذين يرحلون ولا يموتون ويبقون بين الناس لاستكمال حياتهم من خلال إرثهم الذي يتطوّر عبر الزمن ومجرياته ومتغيراته ، رغما في الشامتين المتعصبين للظلامية و الجَهل، كما هو حال شيرين التي ستبقى حاضرة بيننا في ربورطاجاتها الصحفية الرزينة ، وحال نوال السعدواي التي لازالت بيننا في مؤلفاتها المثيرة للجدل والمحرّكة للفكر والمثيرة للنقاش والمرهبة للظلاميين الذين ليس في جعبتهم للدفاع عن خزعبلاتهم غير اتهام بالإلحاد والتحلل من الأخلاق والفضيلة كل مخالف ومعترض في كونهم أعرف الناس بما يريد الله ويرضاه للبشرية
حميد طولست [email protected]
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عهر التدين!!
- ليس في الكذب ما يدعو للزهو أو الفخر!
- لا يعرف الناس قيمة بعضهم إلا في المحن أوالنهايات.
- الاهتمام بالحدائق واجب أخلاقي وطني وديني !
- الرمزية النضالية لفاتح ماي لدى الطبقة العاملة
- ظواهر رمضانية مستفزة!!!
- أي نفع نجنيه من التطاول على شيخة يعلم الله وحده ظروفها؟:!
- الصيام ، الرياضة الروحية!
- ويسألونني عن تهنئة اليهود المغاربة بال-پيتسَح- !
- تمثال المهدية السيئ الذكر !
- -فتح الأندلس ، التزوير السافر للتاريخ المغربي !
- التراويح بين الفرض والسنو والبدعة !
- رمضان ليس للتجويع ولكن لإعادة رمجة النفوس وإعدادها !
- هل نحن فعلا في حاجة الى إعادة التربية؟
- عقاب المجرمين رادع لهم وحافظ للأمم من الضياع !
- مؤسسات تعليمية لكوكب أشد تخلفا من عالمنا !
- كم هو مشجٍ أن تُغبن الأمازيغيات في يوم المرأة !
- رفع اعلام الغير جريمة أخلاقية بحق المجتمع.
- صراعات انتفاعية ينخفض الرأس انكساراً لسماعها !
- العمر أقصر وأثمن من أن يغامر به في الإنتظار!


المزيد.....




- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها
- يهود أفريقيا وإعادة تشكيل المواقف نحو إسرائيل
- إيهود باراك يعلق على الهجوم الإيراني على إسرائيل وتوقيت الرد ...
- الراهب المسيحي كعدي يكشف عن سر محبة المسيحيين لآل البيت(ع) ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - هستيريا التهافت على تحريم التعاطف والتراحم؟