من الكورونا الى اوكرانيا صحوة العالم الغير غربى


سليم نزال
2022 / 4 / 6 - 19:38     

من الكورونا الى اوكرانيا صحوة العالم الغير غربى

حرب الكورونا كشف اشياء كثيرة فى مقدمتها جشع الدول الغربية خاصة فيما يتعلق بتامين لقاحات للبلاد الفقيرة فى العالم الثالث.
كما كشفت ان العولمة جعلت من العالم قرية صغيرة مسالة مشكوك فيها .فقد اغلقت حدود الدول و صار على الدولة ان تعتمد على نفسها الامر الذى قوى فكرة الاعتماد على الذات خاصة فى المواد الغذائية الاساسية .
لقد قدمت حرب الكورونا درسا مهما لدول العالم خارج المنظومة الغربية ان عليها ان تنهض كقوة متعاونة خاصة فى الازمات مثل ازمة الكورونا حيث اغلقت الدول حدودها .
و الازمة الاوكرانية كشفت بصورة لا تقبل الشك عن الوجه البشع للغرب الذى ظننا انه بات من الماضى .لقد شاهدنا على شاشات التلفزيون كيفية التعامل العنصرى مع الطلال العرب و الهنود و الافارقه فى كييف عندما لم يسمح للطلبة ان يصعدوا الى القطارات للهروب من الحرب .كما شاهدنا كيفية التعامل العنصرى مع هؤلاء الهاربين على الحدود البولندية .و كل هذا يؤكد ان الغرب لم يتغير جوهريا لناحية اعتقاده
انه متفوق على سكان البلاد ذو البشرة السمراء و السوداء.
لقد تحدث المفكر المغربى ان هذا الامر ليس حديث العهد .فشعارات الثورة الفرنسية حول الاخوة و المساواة كانت فقط للفرنسيين لان دولة الثورة الفرنسية هى ذاتها من استعمر العالم الثالث و حرم شعوبها من حقوقها الاساسية .
فى الازمات تنكشف المواقف الحقيقية .و يظهر ان اطنان الكلام فى الغرب عن حقوق الانسان يستخدم على الدوام ضد اى نظام فى العالم الثالث يخرج عن ظاعة الغرب .
و لذا ليس من المستغرب اننا نرى ان غالبية دول العالم الثالث فى افريقيا و اسبا و امريكا اللاتينية لم تقف مع امريكا و الغرب فى الحرب الاوكرانية الروسية . و السبب انها باتت تعرف اكثر من اى وقت مضى نفاق و ازدواجية الغرب . و لذا فهى ترى ان من مصلحة بلادها ان تقف موقف الوسط .و لقد عبر رييس الوزراء الباكستانى عن هذا الموقف بقوله اننا لسنا عبيدا عند الغرب .و لعل هذا الموقف الشجاع يعبر عن جوهر موقف العديد من دول العالم الثالث التى لا ترى ان اعداء امريكا هم بالضرورة اعدائها .
و لعلنا ما زلنا نذكر ان نيلسون مانديلا اتخذ موقفا مماثلا عندما قيل له فى امريكا ان اصدقاؤه مثل كاسترو و القذافى ديكتاتوريين كان رده ان اعداء امريكا ليسوا بالضرورة اعداءه .
يبدو ان زمن ان تجر امريكا العالم الثالث الى حروبها تختار لهم الاصدقاء و تختار لهم الاعداء قد ولى .صحيح ان الكثير من الدول الغير غربية لم تزل متصارعة مع بعضها البعض .و صحيح ان قدراته فى الوقوف فى وجه امريكا لم تزل محدودة لكن الصحيح ايضا ان العالم خارج العرب لم يعد مستعدا ان يقبل ان تحدد له امريكا خياراته بما فى ذلك من هم اصدقاؤه و من هم اعداءه.