بيان حول الأزمة الأوكرانية والهجوم العسكري الروسي


منظمة البديل الشيوعي في العراق
2022 / 2 / 24 - 18:05     

بيان منظمة البديل الشيوعي في العراق
حول الأزمة الأوكرانية والهجوم العسكري الروسي

بعد تسارع التطورات في الازمة الأوكرانية التي امتدت على مدى الأشهر الماضية وتطور الصراع بين روسيا وأمريكا وحلفائها الأوروبيين في حلف شمال الأطلسي، شنت اليوم الدولة الامبريالية الروسية هجوما عسكريا واسعا على القوات الأوكرانية القريبة من الجمهوريات المنفصلة حديثا عن أوكرانيا، مما أدى الى موجة نزوح جماعي لسكان مختلف مدن اوكرانيا.
تفاقمت هذه الازمة بعد اعلان الرئيسي الروسي فلاديمير بوتين يوم الاثنين 21-2-2022 اعتراف روسيا بالجمهوريات الشعبية دومينستك و لوهانسك شرقي أوكرانيا كدول مستقلة، وقراره بدخول قوات عسكرية روسية الى المنطقتين تحت اسم "قوات حفظ السلام" للدفاع عن هاتين الجمهوريتين بوجه قوات أوكرانيا، وعلى اثر هذه التطورات قامت امريكا وحلفائها بتنفيذ أولى حزم الحصار الاقتصادي على روسيا.
ما يجعل تطورات الاحداث داخل أوكرانيا والصراعات القومية فيها تأخذ هذا البعد العالمي هو، بطبيعة الحال، اشتداد الصراع الجيو سياسي والاستراتيجي بدرجة الأساس بين الدولة الامبريالية الروسية والدولة الامبريالية الامريكية وحلفائها من الدول الأوروبية في حلف شمال الأطلسي والتنافس على الاستحواذ على مناطق النفوذ في أوروبا.
ان روسيا بعد ان استطاعت بناء قوتها العسكرية والاقتصادية والسياسية بدرجة كافية من جديد، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي 1991، وأمنت تحالفها مع الصين و دول أخرى مثل ايران خلال الحقبة الماضية، أصبحت في نقطة ما تكسب موقعا يمكنها التصدي لأمريكا والحلف الأطلسي على مسرح الصراع الجيو سياسي والاستراتيجي العالمي كقوة امبريالية عسكرتارية منافسة. أولى بوادر هذا الموقع الجديد طفت على السطح بتدخل روسيا العسكري في جورجيا عام 2008، وهي الان في موقع تتصارع بوجه القوى الامبريالية الغربية لأخذ حصتها من مناطق النفوذ ولتامين مكانتها في النظام الجيو سياسي والاستراتيجي والجيو اقتصادي على الصعيد العالمي والإقليمي وتسعى لإعادة ما يمكنها اعادته مما فقدتها من مناطق النفوذ في أوروبا.
لا زالت الرأسمالية الامبريالية المعاصرة تتسم، على العكس مما يدعيه المدافعون عن الرأسمالية ونمطها النيو ليبرالي، بخلق التكتلات والأقطاب الاقتصادية والعسكرية والسياسية المختلفة ونشوء اقطاب جديدة دولية وإقليمية واشتداد الصراع الجيو سياسي والاقتصادي والاستراتيجي فيما بينها، وازدياد وتيرة نمو العسكرتارية والتسلح وممارسة الغطرسة واخضاع الشعوب والبلدان الضعيفة بمختلف الطرق بما فيها الاحتلال المباشر والحروب بالوكالة. وكل ذلك لإعادة تقسيم العالم اقتصاديا وسياسيا وكسب مناطق النفوذ وفق التوازن الجديد الذي يحصل عادة ما بين هذه القوى الرأسمالية الامبريالية على مر الزمن.
ان هذه الصراعات فيما بين الدول الامبريالية وبين الاقطاب الإقليمية فرضت المآسي على البشرية بمقاييس هائلة. لا زالت الجماهير في العراق تدفع ثمن حرب الإمبريالية الأمريكية على العراق واحتلالها له والحروب بالوكالة التي تقودها هي وغيرها من الاقطاب الإقليمية عن طريق مختلف القوى الارهابية والميليشية لتيارات الإسلام السياسي في هذا البلد وجملة من بلدان منطقة الشرق الأوسط. هذا، وان تدخل روسيا العسكري في الدفاع عن نظام الأسد وجرائمها بحق المواطنين في هذا البلد والغطرسة والتطاولات التي تمارسها بحق البلدان المستقلة عن روسيا والمجاورة لها واستعدادها للحرب الشاملة على أوكرانيا وتدخلها العسكري السافر فيها، من جهة، ومساعي القوى الامبريالية الغربية المتواصلة لتوسيع دائرة البلدان الأعضاء في حلف شمال الأطلسي في أوروبا التي تحيط بروسيا، من جهة أخرى، تشكل بؤر لصراعات ونزاعات حامية فيما بين الدول الرأسمالية الإمبريالية المعاصرة والتي من المحتمل وفي حالة تحولها الى حرب شاملة ان تستخدم فيها أسلحة نووية تكتيكية تفتك بالبشرية.
ان جماهير العمال والمفقرين هم الذين سيدفعون ضريبة تفاقم الازمة الأوكرانية الحالية وتحولها الى حرب شاملة والحاق المناطق وتنامي التعصب القومي والعنصري في أوكرانيا و روسيا و بقية أوروبا، وهم الذين سيكونون ضحايا تفاقم هذه الازمة اذا ما نشبت الحرب في أوروبا. ان الرأسمالية المعاصرة في ازمة عميقة تتفاقم يوما بعد يوم، فجماهير العمال والشغيلة والحركة العمالية عموما عليها ان لا تدع البرجوازية الامبريالية تجعلهم يدفعون ضريبة ازمتها الاقتصادية الخانقة عبر الحروب وتصعيد النزاعات الإقليمية وامرار مغامراتهم الجيو سياسية والاستراتيجية على رؤوسهم، عليهم ان يوحدوا صفوفهم المناهضة للحرب والعسكرتاريا والتسلح.
خلاص العالم من المآسي التي تخلقها الرأسمالية الامبريالية وعسكرتاريتها وحروبها ونزاعات تكتلاتها واقطابها الدولية والإقليمية هو توحيد نضال العمال والشغيلة و المفقرين من مختلف البلدان في نضال اشتراكي اممي واحد لإسقاط راس المال و الرأسمالية ومواجهتهم البرجوازية المحلية وسلطاتها كل في بلد وليس توجيه الرمح الى العمال و الكادحين في البلد المقابل.
نحن في منظمة البديل الشيوعي في العراق نناهض غطرسة الدولة الروسية وتدخلها وهجومها العسكري الحالي على أوكرانيا وأي تحرك باتجاه غزو شامل لأوكرانيا وشن الحرب عليها، كما ونناهض ممارسات أمريكا وحلفائها وخلقها لأجواء الحرب واستمرارها بتوسيع وتعزيز دائرة نفوذها من خلال عضوية الدول الاوربية المحاذية لروسيا في حلف شمال الأطلسي. هذا وندين بشدة التميز القومي ضد أيا من كان من القوميات داخل أوكرانيا وندعو الى انهاء الحرب القومية الدائرة داخل أوكرانيا بين المناطق الشرقية والسلطات الحاكمة في كييف.
منظمة البديل الشيوعي في العراق جزء من الجبهة العالمية المناهضة للحروب الإمبريالية والمجازر التي ترتكب من اجل مصالح الطغمة الحاكمة الرأسمالية والدول الرأسمالية الإمبريالية والقوى الاقليمية.
نحن جزء من المعسكر العالمي البروليتاري المناهض للحرب ولا ندعم أيا من اطراف هذا الصراع، انما ندعو جماهير العمال والكادحين مواجهة البرجوازية الحاكمة في كل بلد من البلدان وتوحيد نضالهم في نضال اشتراكي اممي واحد .
كلا للحرب والهجوم العسكري الروسي على اوكرانيا
نعم لوحدة النضال الاشتراكي الاممي لجماهير العمال والكادحين
عاشت الاشتراكية الاممية
تسقط حروب الرأسمالية الامبريالية

24 شباط 2022