أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله تركماني - تسوية أم عملية انتقال سياسي في سورية؟














المزيد.....

تسوية أم عملية انتقال سياسي في سورية؟


عبدالله تركماني

الحوار المتمدن-العدد: 7149 - 2022 / 1 / 30 - 20:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تدخل المسألة السورية منعطفاً سياسياً جديداً، مع الحديث المتواتر عن سياسة " الخطوة خطوة "، إن كان من " اللاورقة " الأردنية أو من قبل المبعوث الأممي غير بيدرسون. في حين أنّ قرارات الشرعية الدولية، بدءًا من جنيف 2012 إلى القرار 2254، تنص على عملية انتقال سياسي. إذ يبدو أنّ مماطلات النظام وإدخال المفاوضات بتفاصيل ليست ذات صلة بالعملية، قد أتت أكلها بإفشال هدف المفاوضات، مستنداً إلى دعم روسي وإيراني، وعدم اتخاذ الإدارة الأميركية موقفاً حازماً يدفع النظام للدخول في مفاوضات جادة.
وبعد أن دعا المبعوث الدولي غير بيدرسون ممثلي النظام والمعارضة للتحلّي بالواقعية وروح المسؤولية تجاه الشعب السوري والمشاركة في المفاوضات من دون شروط مسبقة، يحق لنا أن نتساءل: هل نحن إزاء انخراط أممي حقيقي من أجل تطبيق قرارات الشرعية الدولية، التي تقتضي انتقالاً سياسياً من الاستبداد إلى الديمقراطية، أم أننا إزاء تسوية سياسية روسية الصنع، تؤدي إلى حكومة وحدة وطنية تحت سقف سلطة آل الأسد، التي أوصلت سورية إلى الكارثة الإنسانية حسب توصيف الأمم المتحدة؟
ومما يستوجب السؤالين السابقين ما أبدته سلطة بشار الأسد من استيائها من الحديث عن " رحيل بشار الأسد عند بدء المرحلة الانتقالية "، لذلك تتلكؤ في الانخراط الجدي في أية مفاوضات، بما فيها المفاوضات غير المباشرة في اللجنة الدستورية.
وبالرغم من ذلك فمن الجدير بنا أن لا نستخف بقرار مجلس الأمن الدولي 2254، كما تعوّد الكثيرون منّا في التعامل مع قرارات المنظمة الدولية، إذ يبدو أنّ المسار العام لتطور المواقف الدولية يؤشر إلى متغيّرات مقبلة في المسألة السورية، وتعزيز قوة الدفع الدولية للبدء بمرحلة انتقالية جدّية، بعيداً عن مصادرة روسيا للحل.
وهكذا، يجب البناء على قرار مجلس الأمن 2254 والاستفادة القصوى من التوافق الإقليمي والدولي الذي حصل عليه، ولئن كانت صياغته تمت بتوافق أمريكي - روسي، فإن ثمة دولاً عديدة في أوروبا وحول العالم تدعم حقوق الشعب السوري، وترفض استمرار بشار الأسد في السلطة، وهي يمكن أن تقدم دعماً جدّياً للمعارضة السورية الموحدة.
لذلك يجدر بالمعارضة أن تَدَعَ الأسد يرفض، وأن تتخذ هي مواقف غير عدمية، قد تفتح الأفق أمام تحقيق أهداف الشعب السوري في الحرية والكرامة. ولعلَّ الخلاف على المصالح بين حلفاء الأسد الإيرانيين والروس سيرسم المصير البائس له، طالما أنّ مصيره سيبقى لدى الروس في دائرة " الغموض البنّاء ".
وفي الواقع لا يُتوقع أن يكون مسار المفاوضات سهلاً وسلساً، وذلك لعدة أسباب، منها رفض سلطة آل الأسد لأية عملية سياسية جدية تؤدي إلى إقصائها عن السلطة، إضافة إلى أنّ المسألة السورية، بكل تناقضاتها وتشعباتها، أصبحت مسرحاً لكل التناقضات المحلية والإقليمية والدولية. مما يفترض تشكيل الإدارة الدولية للمرحلة الانتقالية بقرار يتبلور في مجلس الأمن الدولي، بإرسال قوات دولية تكون الأداة الفاعلة لإدارة عملية الانتقال السياسي.
وبين كل الاحتمالات يبدو أنّ مآل الحل الواقعي والمنطقي، الذي يتفق مع مصلحة السوريين، السعي لإنهاء الوضع الكارثي بحل سياسي تفاوضي يقيم حكماً انتقالياً بكامل الصلاحيات التنفيذية، بالتشارك بين من لم تتلطخ أياديهم بدماء السوريين من أهل النظام وممثلي المعارضة السورية، يوقف المقتلة السورية نهائياً، ويقود عملية انتقالية تؤدي إلى إعادة هيكلة الجيش والأجهزة الأمنية، وإلى إطلاق سراح جميع المختفين قسرياً، ودستور جديد وانتخابات تشريعية ورئاسية وعودة المهجَّرين وإعادة الإعمار والاحتكام لعملية سياسية ديمقراطية.
ولا شك أنّ الحلول التي تُبنى على أساس التوازنات الإقليمية والدولية هي، بالضرورة، حلول مؤقتة، لا تحقق الاستقرار الدائم. ويُفترض بالمعارضة العمل جدّياً على خلق دينامية سورية داخلية للحل، بعد أن اعتمدت، طوال السنوات الماضية، على ما يقدمه الخارج من تصوّرات ومبادرات.
وبناء على ما تقدم، يبقى العامل الذاتي الوطني حجر الأساس في أيِّ تعامل مع المبادرات والجهود التي تقارب المسألة السورية. فمن دون مركز سياسي متماسك للمعارضة يمتلك رؤية واضحة لمستقبل سورية، مطمئنة لسائر المكوِّنات السورية، على قاعدة احترام الحقوق والخصوصيات، وتكون بعيدة كل البعد من التعصب والتطرف، وتأخذ في اعتبارها المعادلات الإقليمية والدولية، وتؤكد للجميع أنّ سورية المستقبل ستكون عامل استقرار وأمن وتنمية وانسجام لمصلحة الجميع، ستبقى الأمور عائمة، مفتوحة على غير ما هو منشود.
ويستدعي هذا، قبل أي شيء آخر، العودة إلى ذاتنا، واستعادة روح الحراك الشعبي والمبادئ التي كان يمثلها، في الحرية والكرامة وحق الشعب السوري في تقرير مصيره، ورفض المساومة على القضية التي ضحَّى من أجلها ملايين السوريين، بعضهم بأرواحه وبعضهم بمستقبله وكل ما يملك، فمن دون إحياء هذه الروح من جديد، وتعميم إشعاعها في قلوب أغلب السوريين، لن يبقى هناك أيُّ أمل للانتقال من الاستبداد إلى الديمقراطية.
وفي سياق مواجهة التحديات والمخاطر المقبلة، وهي عديدة وعلى المستويات كافة، ينبغي على المركز الجامع للمعارضة السورية الانتباه إلى نقطة مركزية، وهي أنّ هناك حاجة عالمية إلى دور سوري، مهما بلغت شدّة التدخلات الخارجية والإقليمية، المعوّقة والسلبية، فمن دون هذا الدور، لا يوجد حل دائم، يضمن الأمن والسلام في الشرق الأوسط والعالم، ولا يمكن تغطية هذا الحل برعاية الدول، وهذا يعني عدم التفريط بأساسيات الحل المقبول.



#عبدالله_تركماني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بعد الحداثة .. وتعدد الثقافات (3 - 3)
- ما بعد الحداثة .. وتعدد الثقافات (2 - 3) (*) (**)
- ما بعد الحداثة.. وتعدد الثقافات (1 - 3)
- إشكالية الدولة في الفكر السياسي الإسلامي المعاصر (3 - 3) (*)
- إشكالية الدولة في الفكر السياسي الإسلامي المعاصر (2 - 3) (*)
- إشكالية الدولة في الفكر السياسي الإسلامي المعاصر (1 - 3)
- واقع حقوق الإنسان في سورية ومعوّقات وكيفيات تفعيلها بعد التغ ...
- واقع حقوق الإنسان في سورية ومعوّقات وكيفيات تفعيلها بعد التغ ...
- رؤية سياسية وإدارية لسورية المستقبل (3 - 3)
- رؤية سياسية وإدارية لسورية المستقبل (2 - 3)
- رؤية سياسية وإدارية لسورية المستقبل (1 - 3)
- تحولات المسألة السورية
- دفاعاً عن دور النساء السوريات
- الماضوية تصادر أسئلة المستقبل السوري
- نحو مراجعة ونقد سرديات الثورة السورية المغدورة
- المثقف ودور المثقف السوري النقدي
- أبعاد الانخراط الروسي في سورية
- دلالات التوصيف - سورية الأسد -
- آل الأسد .. رجال دولة أم عصابة سلطة؟
- أسئلة الدولة السورية بعد التغيير


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله تركماني - تسوية أم عملية انتقال سياسي في سورية؟