أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل شاكر الرفاعي - خطاب وزير المالية البائس














المزيد.....

خطاب وزير المالية البائس


اسماعيل شاكر الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 7119 - 2021 / 12 / 27 - 08:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يدل خطاب السيد وزير المالية على ان ردة فعله حيال قرار البشرية المتقدمة المتمثل : باستبدال طاقة النفط السامة بطاقة صحية ونظيفة ، على انه ابن بار لزمن تاريخي عتيق جداً ، وانه ينتمي لجيل من الناس اصابهم الرعب حين رأوا لأول مرة : القطارات ، فتصوروها بيوتاً حديدية مهرولة ، تسبقها اصوات شيطانية هادرة وتلاحقها الجن على شكل غيوم من الدخان . وكم تعلقت عيونهم بالسماء خوفاً ودهشة وهي تلاحق المناطيد والطائرات . وكيف شنفوا السمع للأصوات الرخيمة المنبعثة مع موسيقى لامست شغاف قلوبهم من اجهزة الراديو . وكيف اهتزت شواربهم وهم يتابعون صوراً لأماكن حقيقية ولكنها متحركة ، وأثياب مهفهفة لفتيات ضاحكات على شاشات التلفزيونات ( للمؤرخ المصري عبد الرحمن الجبرتي في احد اجزاء كتابه : عجائب الآثار ، وصفاً لردود فعل علماء الأزهر وهم يشاهدون التجارب العلمية التي اجراها فريق العلماء المرافق لنابليون بونابرت بعد احتلاله مصر عام 1798 ) ...

رصد الكثير من الكتاب تلك الرعشة الخفية التي سرت في اجساد الناس من مختلف القارات وهم يواجهون ابتكارات الثورة الصناعية التكنولوجية فعدوها ، خاصة في البلدان الاسلامية : من علامات الساعة . وهي ردود افعال طبيعية لناس عاشوا آلاف السنين في حضارات زراعية لم تبتكر شيئاً اهم وأعظم من العجلة ومن المحراث ومنجل الحصاد ...

لا تختلف ردة فعل وزير المالية العراقي عن ردة فعل من لم يقرأ ولو صفحات قليلة من تاريخ البشرية القريب ، ( دعك من شهاداته الجامعية ) فمنطق كلمات خطابه يوحي وكأنه بلا خيال ، وان حاسة الابداع لديه مطفأة تماماً ، وان لا شغل له في مجلس الوزراء سوى بث الرعب والخوف من مستقبل يراه أسوداً ، لان البشرية تريد تصحيح مسارها التكنولوجي وتستبدل الطاقة الاحفورية التي سممت هواء الكرة الارضية وحولتها الى تنور لاهب الحرارة بطاقة نظيفة ...

فهو لم يتطرق الى البشرية التي استبدلت ادوات وأساليب طاقتها مراراً ، كي يمنحهم الأمل بالعثور على بديل يعوضهم عن واردات البترول . لقد تخلت البشرية عن طاقة الرياح والمياه ، واستغنت يوماً عن الحطب ، ثم قللت الى حد كبير من استخدام الفحم الحجري : وبدأت بالتخطيط في الأوان الذي نعيش ، للاستغناء عن طاقة النفط واستخدام طاقة الشمس والرياح والسدود والشلالات لتمنح لنفسها مرة اخرى فرصة : تنفس هواءً صحياً ، وتكحيل عيونها بمساحات خضراء ممتدة من دار السكن الى مكان العمل ، ليشد من ازر العراقيين . لم يبشرهم خطاب السيد وزير المالية : بأن البشرية قررت ان تتصالح والطبيعة ، وان تخلق بيئة مريحة للسكن : بعد ان قطعت ثلاثة قرون من التنمية العشوائية التي اعتدت فيها كثيراً على الطبيعة : وهي اليوم تقف وقفة مراجعة للأخطاء البيئية التي ارتكبتها ....

خرجت الشعوب من حرائق حربين عالميتين ومن قصف القنابل النووية ولم يتجمد الدم في عروقها من الخوف ، وتتحول الى جثث تنبعث منها رائحة العفونة بل خرجت وهي اكثر تصميماً على اعادة إعمار ما خربته الحروب والقنابل النووية : ويعود الفضل في ذلك الى ايمانها العميق بالعلم الذي سيساعدهم ليس على اعادة الإعمار فقط ، وانما على خلق مستوى متقدم من العيش افضل من المستوى الذي عاشته قبل الحرب واستخدام القنابل النووية ...

هل كتب الاسلام السياسي على العراقيين ان لا يعيشوا الا على ريع الارض ، لا على ريع عقولهم وما تجود به مواهبهم من ابتكارات تكنولوجية ومعارف : ينتجان من خلالها واردات بديلة لواردات ما هو مطمور تحت الارض ؟

هل يصلح رجل يسكنه الخوف في ادارة دفة سفينة في مياه عالية الامواج ، وتضربها العواصف من كل أتجاه ؟؟؟ ...



#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفنان محمد رمضان وموسم كشف الصدور في العراق
- على طريقة المتنبئين
- البيت الشيعي العراقي
- هل العراق واسرائيل دولتان من دول الديمقراطية الليبرالية ؟
- علي السوداني في مناظره الرائعة
- الجزء الرابع عشر / الحسبة او هيئة الامر بالمعروف والنهي عن ا ...
- طالبان : ارهابنا الذي صدرناه - الجزء الثالث عشر / 33
- وماذا بعد نجاة رئيس مجلس الوزراء ؟
- طالبان ارهابنا الذي صدرناه . الجزء الثاني عشر / 31 و 32
- طالبان : ارهابنا الذي صدرناه - الجزء الثاني عشر - 30
- ممنوعات: أغنية للثنائي الشيخ امام واحمد فؤاد
- طالبان : ارهابنا الذي صدرناه - القسم الحادي عشر
- طالبان : ارهابنا الذي صدرناه / الجزء العاشر
- طالبان: الارهاب الذي صدرناه - الجزء التاسع
- في فقه الانتخابات : - 2 -
- في فقه الانتخابات
- طالبان : الارهاب الذي صدرناه / القسم الثامن
- حركة الاول من تشرين
- طالبان : الارهاب الذي صدرناه / الجزء السادس ( حفريات )
- طالبان : ارهابنا الذي صدرناه - الجزء السادس : حفريات


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل شاكر الرفاعي - خطاب وزير المالية البائس