أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبد المجيد - لا فائدة في العلوم والثقافة والآداب والإنترنيت!














المزيد.....

لا فائدة في العلوم والثقافة والآداب والإنترنيت!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 7087 - 2021 / 11 / 25 - 14:43
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


كلما أبهجتني لحظات روحية جميلة مرتبطة بالدين، طاردتني فجأة فيديوهات وكليبات وحشاشيات ودرويشيات ولا عقلانيات وعباطيات تحاول أن تدفعني بعيدا عن الدين الجميل الذي أعتنقه!

الغريب أن أكثر هذه العباطيات تصلني من مثقفين ومتعلمين وأكاديميين هجروا العقل والكتاب والمعارف الإنسانية وارتموا في أحضان دعاة وشيوخ البخور والحسد والنقاب ودور المرأة في الحياة واستعلاء المسلمين كأننا شعب الله المختار.

والأغرب أن تسعة أعشار الهباليات يرسلها لي على الخاص أو أقرأها على العام أباطرتها مصريون أنفق أهلهم عليهم من عرق جبينهم ونحتهم في الصخر لكي يفرحوا بهم خُدّامـًا للوطن وللعلم وللتطور وللنهضة وللتربية لكي يورثوها أبناءهم؛ فإذا هُم بخوريون وبُخاريون، غادروا القرن الواحد والعشرين وعادوا مئات الأعوام ليتحصلوا على العلم والتقدم من كُتبٍ مُغبرة ومتربة باهت لونها وقد كُتبت على جلد غزال قبل أن يكتشف الصينيون الورق، والحملة الفرنسية في مصر .. المطبعة.

عشرون عاما في المدارس ثم معاهد أو جامعات، كُتب وملازم ومحاضرات وأساتذة ومعلمون ومراجع، وأخيرا عالم الفضاء النتّي الذي يحوي معلومات أكثر من عدد نجوم المجّرة، وعفريت مصباح علاء الدين هجرنا ليحل محله أعظم اختراع بشري يأتيك بالمعلومة والفكرة والكتاب والتفسير والفضاء وتراث الإنسانية في جوجل ثم ينتهي الأمر إلى جدال ونقاش وحوار وعراك وخصام وسباب لأننا نريد أن نعرف رأي ابن مسعود أو الترمذي أو ابن عباس.

شباب تهيئوا لخوض معارك النهضة في وقت تدوس على رؤوسنا كل القوى الكبرى، وتمدنا بالسلاح لنتقاتل، وبالاحتلال لنتصارع حول أحقيته في الاستيلاء على أرضنا، ثم نتقاتل من أجل أحاديث، قوية أو ضعيفة أو مدسوسة، كتبها البخاري فعبدناها وجعلنا منه نبي كل العصور.

كلما زدنا في دروشتنا ركب فوقنا مستبدونا وطغاتنا وشيوخنا ومحتلونا ومحتالونا، فلا أحد يسرقك قبل أن يضع أمامك كتبا مقدسة تتحاور حول فحواها.

أقوم بفتح رسائل خاصة لعلي أحظى بفائدة علمية أو ثقافية أو إنسانية أو حضارية أو نهضوية فإذا بها: الصلاة على النبي مئة مرة تشفع لك يوم القيامة، وقراءة سورة الكهف يوم الجمعة مطلب إلهي( رغم أن القرآن الكريم كله من الله)، تغطية وجه المرأة يُرضي الله لأن الرجل قد يغتصبها أو يشتهيها إذا سمع صوتها أو رأىَ شفتيها أو لمح أذنيها.

ماذا فعلت المدارس والجامعات ووسائل الإعلام ؟
الدولة تفتح ذراعيها للدراوشة والمعتوهين والمخبولين الذين قرأوا كتبا عنعنية ورثناها عن أسلافنا، فبصقنا على العلوم الإنسانية والتطور والفلسفة والمنطق والعقل.

أمامك فرصة لم يعرفها الجنس البشري منذ بدء الخليقة وتستطيع أن تكتسب خبرات وعلوما وآدابا، بل تحشر موسوعات الفكر الإنساني في رأسك من شاشة صغيرة موضوعة فوق مكتبك في غرفتك الصغيرة، لكنك تهجرها وتلجأ لأناس التهمهم دود الأرض منذ مئات الأعوام.

كما قلت: الغريب والعجيب والمضحك والمبكي أن المصريين هم دراوشة العصر، وأن ما تعلموه في المدارس والجامعات مزقه دعاة حشاشون وبورنوجرافيون وأعداء الآخر وخصوم المرأة وعبيد الطغاة والحالمون بجنة عرضها حور العين وطولها وصيفات لتكملة الجِماع.

لهذا لن يستنكر كثير من المتعلمين إذا قلت لهم بأن فلانا أكد منذ ألف عام أن الأرض محشورة في قرني ثور!

أكرر بأن هؤلاء الدراويش الذين أنفقت عليهم الدولة وأهلهم من ميزانية الطعام والشراب والرفاهية يحاولون سحبنا إلى قرون مضت، ومعارك انتهت.
الفضاء النتي مليء بعدد لا نهائي من فيديوهات وخُطب وأحاديث وتفاسير وبورنوجرافيات.

هل تعرفون لماذا أنا غاضب على الدروشة اللزجة والمتخلفة التي تطاردني في كل ساعة!

أرجوكم، من أراد أن يرسل لي شيئا ذا فائدة فأهلا به، ومن أراد أن أفتتح يومي بكلمات لعبد الله رشدي والحويني ومحمد حسان ومحمود المصري وعمرو خالد ومصطفى حسني وأبي إسلام ووجدي غنيم وعمر عبد الكافي وياسر برهامي، فأنا أفضل مشاهدة فيلم لاسماعيل ياسين لعله يكون أمتع وأبهج وأكثر فائدة.

طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو النرويج



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العدالة لروح جوليو رجيني!
- لا تُصدّقوهم إذا قالوا: الله أكبر!
- من قال بأنَّ أمَه ماتت فقد كذبَ!
- الحُكم بالسجن على رجل شجاع!
- دراكيولا يبني مُجَمّعًا للسجون؛ ويُغنّي له!
- لماذا التيارات الدينية الإسلامية تكره اللهَ؟
- لماذا لا تُقنع مُضيفيك بالإسلام؟
- لماذا المؤمنُ يحتقر الملحدَ؟
- تكبير.. أحرق اللهُ رسامَ الكاريكاتير!
- ماذا أفعل في حيرة قلمي؟
- لقد اخترنا شيوخَ الجهلِ بديلاً عن الله!
- وداعا لآخر أديان الأرض!
- اليوم انتخبت النرويج حكومتها!
- هل ستعود مثل خالد يوسف؟
- لكن هذه ليست حقيقتي!
- المرأة تساوي مئة رجل و.. يزيد!
- مع أَمْ ضد الحجاب!
- نظرية طائر الشمال في الحيوانات البشرية!
- ألم تفكر في اعتناق دين آخر؟
- كلما زاد خوفُك من الدين؛ نقص إيمانُك!


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبد المجيد - لا فائدة في العلوم والثقافة والآداب والإنترنيت!