قتال من نوع آخر


فضيلة مرتضى
2021 / 9 / 13 - 20:44     

قصة قصيرة
كان موعد مع الطبيب الأخصائي وكبيرة الممرضات في المشفى . وكان برفقتها هي أصغر أبناءها وهو شاب في مقتبل العمر ... جلست أمام الطبيب وعيناها معلقتان فوق شفتيه تتهيأ لسماع ما سيقوله بخصوص التشخيص والتحاليل التي خضعت لها . كانت الممرضة تحمل ملف أزرق اللون يحتوي على أوراق كثيرة ..حولت نظرها بأتجاه ذلك الملف ووقع بصرها على وجه الممرضة الجميلة والتي سرعان ما أبتسمت في وجهها وحولت بصرها بأتجاه الطبيب وكانت صلبة وجميع أحاسيسها في تابوت بارد . خرجت كلمات من فم الطبيب هادئة وهو يركز على وجهها الجامد الخالي من ردود الأنفعالات وبدون شعور أدارت رأسها يسارآ حيث يجلس ولدها الشاب الوسيم وقد تحول لون وجهه الى لون الشمع الأصفر ... سلمتها الممرضة الملف وعلى أثرها قامت بكل صلابة وقوة وكأن الأمر لايعنيها .أمسك الشاب بقوة ذراعيه أمه حيث كانت هادئة محاولآ أن يهدأ من روعها الغير موجود أصلآ .هي أمرأة قوية هكذا ينعتها الآخرون لأنها تقف على قدميها بعد كل محنة أو كارثة من جديد وتواصل حياتها الطبيعية . بعد رحيل شريك حياتها الى الرفيق الأعلى أنهار كل شئ الا أرادتها وقوتها وثقتها بالنفس. وقفت بوجه الزمن وشدت حزام القوة حول خصر أرادتها وقالت : الأولوية لأولادي الثلاثة ورسالتي يجب أن تتم على أفضل وأسمى السلالم وكان ذلك ووصلت الأبناء الثلاثة الى بر الأمان وكانت رسالة مكتملة الجوانب وذكية . لف الشاب ذراعيه حول جسد الأم وقال: أماه من أنت ؟!! انت أمرأة جبارة قوية أنا أهتز كياني للخبر وأنت لم يهتز لك رمش .. أنت ستقفين على قدميك من جديد وستجتازين هذه المحنة وأنا واثق مما أقوله. قالت بهدوء : أنه قتال من نوع آخر وسأحارب هذا الزائر الخبيث بكل أسلحتي أما يغلبني واما أغلبه أنه الحرب وأنا محاربة عنيدة وهو القدر ياولدي وسأواجه مصيري بكل شجاعة لاتقلق عش حياتك كما عشتها وتعيشها فنحن قصص نسقط من السماء على الأرض وحين تنتهي القصة نكون قد أختفينا من هذا العالم وأنا قصة من تلك القصص .
13/09/2021