أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - مؤتمر بغداد للتعاون و الشراكة ... الأهداف و النتائج















المزيد.....

مؤتمر بغداد للتعاون و الشراكة ... الأهداف و النتائج


آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 7006 - 2021 / 9 / 1 - 02:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حاول رئيس مجلس الوزراء العراقي السيد مصطفى الكاظمي عقد مؤتمر في بغداد لدول الجوار العراقي إلا أن تعقيدات الوضع الإقليمي المحيط بالعراق حال دون ذلك فأختار للمؤتمر اسما بديلا هو مؤتمر بغداد للتعاون و الشراكة .
اذا كان مؤتمر بغداد له علاقة بالتعاون و الشراكة فلماذا لم تتضمن الدعوة للصين مثلا خصوصا و إن الصين هي الشريك التجاري رقم واحد للعراق أي أنها صاحبة اعلى تبادل تجاري مع العراق , حوالي ثلاثين مليار دولار سنويا و للعراق اتفاقية اقتصادية مع الصين قابلة للتوسع لتكون اتفاقية تعاون و شراكة اقتصادية شاملة , لذا بمكن الاستنتاج أن فكرة المؤتمر كانت غير ناضجة و تم تنفيذها على عجل دون دراسة اهدافها و نتائجها بإمعان ...!
يبدو أن السيد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي قد نسى أو تناسى ان مجلس النواب العراقي قد اختاره رئيسا لمجلس الوزراء لمرحلة مؤقته و قصيرة و لمهام محددة و هي اجراء انتخابات مبكرة , لكنه و لأسباب قد تكون قد فُرِضَتْ عليه أو بسبب من طموحه الشخصي وسعَ مهمته و كان منها عقد مؤتمر ثلاثي مع الرئيس المصري السيسي و عبد الله ملك الأردن تناولت امور ليست في مصلحة العراق مثل مد أنبوب لنقل النفط العراقي من حقول النفط جنوب العراق الى ميناء العقبة الأردني و انشاء مصفى لتكرير النفط العراقي في العقبة و زيادة كمية النفط العراقي الذي يُسَلمْ الى الأردن بأسعار مدعومة و أن يُسَهلْ انبوب النفط الواصل للعقبة على مصر الحصول على نفط عراقي بأسعار مدعومة ايضا كل ذلك خدمة لمصلحة الأردن و مصر دون مراعات للمصلحة الوطنية العراقية ... !
لثد سبق و شدُ السيد مصطفى الكاظمي الرحال الى امريكا للقاء الرئيس الأمريكي بايدن بالإضافة الى فعاليات أخرى ذات العلاقة برسم السياسية الاستراتيجية المرتبطة بعلاقة العراق ببعض دول الإقليم و الجوار العراقي , كل هذه المهام هي ليست من المهام الموكلة اليه من قبل مجلس النواب العراقي , انه يتصرف بصلاحيات أوسع بكثير مِنْ ما حصل عليه مِنْ صلاحيات عند الموافقة على تنصيبه رئيسا لمجلس الوزراء لفترة محدودا في الزمن و الأهداف فقد كانت مهمته محدودة اذ لم يتضمن إجراءات تنصيبه على برنامج حكومي واسع و عليه تكون الكثير من الإجراءات و الاتفاقات التي اتخذها غير شرعية و ستكون لها عواقب خطيرة منها اضطرار العراق مستقبلا لإلغاء بعض ما اتفق عليه مصطفى الكاظمي مع الملك الأردني أو مع الرئيس المصري و التي فيها تفريط كبير بالمصالح الوطنية العراقية .
ثم اخيرا انعقد مؤتمر في بغداد قيل عنه أنه مؤتمر مخصص لدول الجوار العراقي لكن الجميع رأى عكس ذلك فغالبية المشاركين بمستوى عالي هم من الدول التي ليس للعراق حدود مشتركة معها كفرنسا التي حضر رئيسها ماكرون و مصر التي اشتركت بمستوى رئيس جمهورية مصر و قطر بمستوى أمير قطر و الأمارات بمستوى نائب رئيس الوزراء الإماراتي حاكم دبي .
أما الدول الأساسية و المجاورة للعراق فكانت مشاركتهم بمستوى أدنى باستثناء الأردن الذي حضر ملكها و الكويت شاركت بحضور رئيس مجلس الوزراء نيابة عن امير دولة الكويت فقد غاب عن الاجتماع الرئيس التركي و الرئيس الإيراني و ملك المملكة العربية السعودية أو ولي العهد السعودي الأمير محمد بالإضافة الى غياب تام لسوريا كل هذه مؤشرات تدل على الفشل الكامل لهذا المؤتمر الذي قيل أنه سيعالج و يضع الحلول لتحجيم التأثيرات السلبية لدول الجوار العراقي على الداخل العراقي و جعلها تأثيرات تصب في مصلحة العراق و العراقيين .
من المؤكد أن سبب تغيير اسم المؤتمر من مؤتمر لدول الجوار العراق الى مؤتمر بغداد للتعاون و الشراكة هو بسبب عدم استعداد القيادات السياسية لدول الجوار العراقي للحضور بمستوى يمكنهم من اتخاذ قرارات مهمة تخص الأمن و الاستقرار في العراق .... !

مع كل هذه الإخفاقات حصلت هنالك بعض النجاحات التي لا علاقة لها بدول جوار العراق من خلال لقاءات على هامش المؤتمر منها لقاء امير قطر بالرئيس المصري بعد انقطاع و عداء دام عدة سنين حين كانت مصر أحد الأطراف الأربعة ( الأمارات و السعودية و البحرين و مصر ) التي فرضت الحصار على قطر .
فمؤتمر بغداد لم يخلو تماما من أمور لها انعكاس إيجابي على العراق , فقد حصل لقاء على هامش المؤتمر بين الأمير محمد بن راشد حاكم دبي و وزير الخارجية الإيراني , هذا اللقاء سيكون همزة الوصل بين ايران و المملكة العربية السعودية بحكم العلاقة المتينة التي تربط دولة الأمارات العربية المتحدة بالمملكة السعودية .
و لتغطية الفشل في إشراك سوريا في المؤتمر باعتبارها أحد دول الجوار قام الوفد الإيراني المشارك في المؤتمر برئاسة وزير خارجية إيران بزيارة الى سوريا و لقائه بالقيادة السورية لاطلاعها على نتائج مؤتمر بغداد .
اما الجديد في الموقف الفرنسي فقد جاء على لسان الرئيس الفرنسي ماكرون من إن فرنسا ستبقي دعمها للعراق في مجال مكافحة الإرهاب بمعزل عن الموقف و القرار الأمريكي حيث أكد أن فرنسا ستساعد العراق في حربه على الإرهاب ما دام هنالك حاجة لذلك و بشرط أن تتم المساعدة بطلب من الحكومة العراقية , هذا التصريح من الرئيس الفرنسي جاء مكملا لتصريحات أخرى سابقة لبعض قادة الاتحاد الأوربي تدعو الى جعل قرارات دول الاتحاد الأوربي قرارات مستقلة عن القرار الأمريكي و أن يكون قرارهم سياديا يضع مصلحة دول الاتحاد في المقدمة كي لا تنجر دولهم مستقبلا لحروب تقرر شنها الإدارة الأمريكية خدمة لمصالح امريكا دون مراعات لمصالح حلفائها ....!
قد يكون هذا التصريح للرئيس الفرنسي هو أهم ما خرج به المؤتمر من امور تصب في مصلحة العراق و قد يكون ايضا بداية لمرحلة جديدة تنهي وجود القوات الأمريكية بشكل كامل ليس من العراق فقط بل سيمهد الطريق لخروجها التام من سوريا ايضا .
أما زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون لإقليم كوردستان فقد جلبت استغراب بعض المراقبين بسبب طريقة استقباله في اربيل و كأنه قد زار دولة مستقلة عن العراق , بالتأكيد أن الرئيس الفرنسي يعرف أن مثل هذا النوع من الاستقبال هو خارج عن الأعراف البروتوكولية ... ! و ربما كانت طريقة الاستقبال قد تمت بشكل مفاجئ للرئيس الفرنسي لكنها بالتأكيد كانت مقصودة و نتيجة تنسيق مسبق بين رئاسة الإقليم و وزير خارجية العراق الذي سبق وصوت لصالح انفصال اقليم كوردستان عن العراق ...!
في الظرف الحالي التي تمر بها دول المنطقة ليس من الغريب ان لا يتم التطرق بشكل مباشر و غير مباشر للتوغل الإسرائيلي في البلدان العربية و خصوصا الخليجية منها حيث دعت اسرائيل خلال لقاء رئيس وزرائها بالرئيس الأمريكي بايدن الى تشكيل جبهة عربية خليجية - اسرائيلية - أمريكية على غرار حلف الناتو للتصدي لإيران .... !
التصدي لإيران حسب استراتيجية هذا المشروع الإسرائيلي تعني اعادة رسم اوراق اللعبة السياسية في بعض دول المنطقة و منها العراق ... لذا من المؤكد ان العراق سيجد نفسه مستقبلا هدفا لمشروع حلف الناتو الإسرائيلي في حالة نجاح إسرائيل في جر أمريكا و دول الخليج العربي ورائها لأنشاء هذا الحلف الذي سيعرض أمن جميع دول المنطقة للخطر من اجل أن تبقى اسرائيل هي الرابح الوحيد ...!



#آدم_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد الهروب الأمريكي ... أفغانستان الى اين ... ؟
- الحالة العراقية و الحالة الأفغانية ... مقارنة قسرية بين حالت ...
- عشرون سنة من السياسة الأمريكية الفاشلة في افغانستان ( 2 )
- عشرون سنة من السياسة الأمريكية الفاشلة في افغانستان ( 1 )
- سوريا الى اين ... ؟
- الممانعة الأمريكية في تحول الاتحاد الأوربي الى دولة اتحادية
- المحور الإقليمي لصد و محاربة الإسلام السياسي ( 2 )
- المحور الإقليمي لصد و محاربة الإسلام السياسي ( 1 )
- ماذا يلوح في افق التوتر المتنامي في منطقة الخليج ...؟
- التدخل الإيراني في العراق ... هل حقا هو التدخل الأكبر ...؟ ( ...
- التدخل الإيراني في العراق ... هل حقا هو التدخل الأكبر ...؟ ( ...
- التدخل الإيراني في العراق ... هل حقا هو التدخل الأكبر ...؟ ( ...
- الإسلام السياسي و الديمقراطية ... طريقان لا يلتقيان ( 2 )
- الإسلام السياسي و الديمقراطية ... طريقان لا يلتقيان ( 1 )
- الأنظمة الديمقراطية ... هل هي حقا حكم الشعب .. ؟
- هل يمكن إصلاح العملية السياسية في العراق ...؟
- ما هي طبيعة العلافة بين إقليم كوردستان و حكومة بغداد ..؟
- هل الدستور العراقي الحالي هو دستور شرعي ... ؟!
- الصين و أمريكا في ميزان المقارنة ( 10 )
- الصين و أمريكا في ميزان المقارنة ( 9 )


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - مؤتمر بغداد للتعاون و الشراكة ... الأهداف و النتائج