أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي المسعود - هل نحن أمة غابت عنها القيم ..؟؟؟














المزيد.....

هل نحن أمة غابت عنها القيم ..؟؟؟


علي المسعود
(Ali Al- Masoud)


الحوار المتمدن-العدد: 6978 - 2021 / 8 / 4 - 14:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


علي المسعود

قيمة الحياة والثقة المتبادلة بين الناس تعتمد في المقام الأول على القيم الأخلاقية ولهذا تغني الشعراء بها وحث عليها الدعاة والوعاظ ، واهتمت الأمم المختلفة بها وجعلتها في مقدمة اهتماماتها من خلال التربية والتعليم ، ولعلني أذكر ما قاله الشاعر المصري أحمد شوقي في بيته الشهير عن الأخلاق حيث قال :
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت .... فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا،
ومن هنا يتجلّى الإشكال الأهم والمتعلق بهذا الموضوع والذي يتمثل أساسا في أسباب هذا الانحطاط الأخلاقي ومظاهره وارتداداته على الفرد والأسرة والمجتمع عموما. وهذه من المواضيع الساخنة في أيامنا هذه والتي استطاعت أن تجمع حولها توافقا فريدا، موضوع الانحدار الأخلاقي في المجتمعات العربية بشكل لافت للنظر، حيث غدت المنظومة الأخلاقية هشة وفي طريقها إلى التحلل، والمؤشرات الدالة كثيرة بل اتخذت شكل الظواهر الاجتماعية التي تنخر في صلب النسيج العائلي والمجتمعي . كما هو معروف في كل الدول الاوربية أو في أمريكا أوحتى في كوكب اليابان ، في هذه الدول لم تنهض بالشعارات الوطنية ولا بالفكر الديني.. بل (بالقيم الاخلاقية والانسانية). . بعد اكتواءهم بشعارات الوطنية والافتخار القومي البائس.. التي ولدت النازية والفاشية وقبلها الصراعات الدينية والمذهبية باوربا لقرون ، فاوربا تطبق (القيم الانسانية الاخلاقية).. بعد ادراكهم ان الوطنية لا دخل لها (بالامانة والنزاهة).. بل هي (قيم اخلاقية). أما في عالمنا العربي وبعد الازمات السياسية التي عصفت به بدأ الحديث عن ( أزمة في الأخلاق ) ، رغم علم الجميع ان الازمة السياسية هي أزمة أخلاق ، كما أن الممارسات مثل الفساد ، أو الرشوة، والمحسوبية ، وسرقة المال العام ، هي التي تُشكِّل في نهاية الأمر الأزمة السياسية وهي السبب في خراب النظام السياسي قبل خراب منظومة الاخلاق وهو نتيجة حتمية له. فعندما تتحول الحكومة عن أداء واجباتها تجاه المجتمع وينشغل مسئولوها باختلاف مناصبهم بسرقة ونهب المال العام، فأنه من الطبيعي جدا أن يفقد المجتمع تماسكه وتنهار المرتكزات الأخلاقية والاجتماعية التي يقف عليها، فالفساد الإداري في العراق متفرد في نوعه ، فساد ليس له نظير في العالم بأسره ، إذ لا همّ للمسئولين إلا السرقة والنظام الحكومي بمجمله ينخر فيه الفساد، والمنظمة العالمية للشفافية ولخمسة أعوام علي التوالي، صنفت العراق ضمن الدول الثلاث الأكثر فسادا من بين حوالي 180 دولة. وفي بلدي العراق انحدرت فيه القيم والاخلاق منذ اكثر من خمسين عاما، وتلوثت العلاقات الاجتماعية وغلبت عليه المصالح والانانية والرياء والنفاق وهو ألافة الكبرى التي تنخر في مجتمعنا العربي والعراقي على وجه الخصوص ، وحلت الاحقاد والكراهية بدل المحبة والطيبة بين الاصحاب ووصلت الى الاهل والاخوة، فالصداقات والعلاقات بين الأجيال وبين الكبار والصغار وبين الرجال والنساء أصبحت تقودها المصالح لا غير في غياب شبه تام للخصوصية والمفاهيم الأخلاقية المبنية على الاحترام المتبادل . أذكر اني قرأت ذات مرة ، في مذكرات أنديراغاندي ذكرت إنها سألت والدها الزعيم " جواهر لال نهرو " :
ماذا يحدث في الحرب ؟ ـ رد عليها : ينهار الإقتصاد ..!! ،
قالت : وماذا يحدث بعد إنهيار الإقتصاد ؟ ، أجابها : تنهار الأخلاق !! .
قالت وماذا يحدث أيضاً لو إنهارت الأخلاق ؟ . رد عليها بمنتهى الحكمة : وما الذي يبقيك في بلد انهارت أخلاقه ؟ ، يستطيع الإنسان أن يتعايش في أي مجتمع فيه بعض النقص الغذائي الإقتصادي الترفيهي إلا انعدام الأخلاق والسبب يسود اللئام والسفلة وتذهب الأعراف والقوانين والخير ويتحول كل شيء إلى غابة ، وبهذا و تصبح الحياة الكريمة شبه مستحيلة ...ّ!!.
سأروي لكم قصة كتبها الدكتور علي الوردي في كتابه "لمحات اجتماعية من تاريخ العراق" . القصة كما رواها الدكتور علي الوردي لكن باختصار: ان الجنرال ستانلي مود عندما دخل احد المناطق العربية عام ١٩١٧ صادفه راعي غنم معه كلبه الذي كان يساعده ويحمي له الأغنام من الحيوانات المفترسة. طلب الجنرال من مرافقه ان يطلب من الراعي ذبح الكلب على ان يعطيه جنيها استرلينيا بدلا ذلك . قام الراعي بذبح الكلب دون تردد تحت اقدام الجنرال لان بالجنيه الاسترليني في ذلك الوقت يشتري نصف قطيع . بعد ذلك طلب الجنرال من الراعي ان يسلخ جلد الكلب مقابل جنيه اخر، فأخذ الراعي الجنيه وسلخ الكلب . عاد الجنرال وطلب من الراعي ان يقطع الكلب مقابل جنيه اخر، الراعي قطع الكلب إلى قطع صغيرة فأعطاه الجنرال الجنيه وانصرف. ركض الراعي وراء الجنرال ومرافقة وقال تعطيني جنيه اخر واكله؟ ، قال الجنرال لا أنا أردت فقط ان افهم طبيعتهم . فأنت ذبحت وسلخت وقطعت أغلى صديق عندك ورفيقك من اجل ٣ جنيهات ومقابل جنيه رابع مستعد لأكله. هذا ما احتجت معرفته ، والتفت بعدها الى جنوده وقال لهم: "ما دام هناك الكثير من هذه العقليات هنا فلا تخشوا شيئاً..." .
هذه الصورة هي من مخلفات الانظمة الديكتاتورية والاحتلال الأمريكي وسلطة رجال الدين أيضًا ، فهؤلاء جميعا من زعزع الثقة بين المجتمع العراقي وإنسانه وأصبح العراقي ينظر إلى مجتمعه الذي يعيش فيه أنه مجتمع مفكك ومجتمع عاجز وهو مجتمع لا يعبر عن طموحاته وتطلعاته المستقبلية، وينظر البعض لهذا المجتمع ويقولون في تفاصيل كلامهم عن هذا المجتمع: "المجتمع العراقي يسير نحو الهلاك بسبب قياداته وأقطابه التي هي في أغلب الأحيان تكون قيادات دينية متخلفة ، إضافة لقادة سياسيين فاسدين كذابين حين وعدوا الشعب بالإصلاح وعملوا عكس ما وعدوا به، كل هذا قاد العراقيين إلى مجتمع طائفي وعنصري ليس هذا فحسب فهناك من قاد العراق وحطم روح المواطنة في هذا المجتمع وأبعدها عن روح التعايش المشترك كأفراد في مجتمع له دوله .

نحن أمة غابت عنها القيم
فضاعت بين الجنرال وراعي الغنم !!! .



#علي_المسعود (هاشتاغ)       Ali_Al-_Masoud#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسلسل-كيف تصبح طاغية- يكشف حيل الطغاة وأكاذيبهم ويسخر منهم ! ...
- -كيف تصبح طاغية- مسلسل يسخر من الديكتاتورية ومن الطغاة
- مسلسل-كيف تصبح طاغية- يسخر من الديكتاتورية ومن الطغاة
- رسالة فيلم -عبد الله وليلى - لا الغربة ولا الزهايمر يمكن أن ...
- -داني بوي- فيلم يتناول تعذيب القوات البريطانية لمجموعة من ال ...
- -الطائر الملون-فيلم يصور التدهور الإنساني في زمن الحرب ويبره ...
- مسلسل - أرض محرمة - يروي حكاية الثائرات الجميلات وتصديهنً لج ...
- -ميناماتا-.. فيلم يروي صمود المجتمعات امام الشركات المتغطرسة ...
- أول فيلم روسي عن كارثة تشرنوبل بعنوان ( تشرنوبل : الهاوية)
- فيلم - ملف شخصي - يفضح تجنيد النساء الاوربيات في صفوف تنظيم ...
- حين يرفض الفنان أن يكون مطبلاً للحاكم ؟؟
- - نافذة الجيران- فيلم قصير يكشف النوازع البشرية والحنين الى ...
- معاناة ألانسان الفلسطيني في حياته اليومية يشرحها للمشاهد الف ...
- -الرجل الاكثر مطلوبا- فيلم يتناول المؤامرات والصراعات التي أ ...
- مسلسل - ليوناردو- يقدم صورة ثلاثية الابعاد عن حياة الرسام لي ...
- فيلم - ليمبو- يسلط الضوء على جوانب جديدة في قضية اللاجئين وي ...
- فيلم -جرح أمي- استذكار لمأسي النساء في العالم اثناء الحروب و ...
- مسلسل - طهران - حرب العقول المشتعلة بين إيران وإسرائيل
- (ميلادا) فيلم يجسد حياة المناضلة ميلادا هوراكوفا ومحاكمة للم ...
- ألاغنية التي قتلت بيلي هوليداي يكشفها فيلم-الولايات المتحدة ...


المزيد.....




- في نطاق 7 بنايات وطريق محدد للمطار.. مصدر لـCNN: أمريكا ستقي ...
- المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي يستقيل ويعتبر أن -ل ...
- لجنة أممية تتهم إسرائيل بعرقلة تحقيقها في هجمات 7 أكتوبر
- فيديو: -اشتقتُ لك كثيرًا يا بابا-... عائلات فلسطينية غزة تبح ...
- برلين ـ إطلاق شبكة أوروبية جديدة لتوثيق معاداة السامية
- رئيسي: ردنا المقبل سيكون أقوى وأوسع
- نتنياهو: حرب غزة جزء من تهديد إيرن
- -حزب الله- يستهدف مقرات قيادة ومراقبة جوية للجيش الإسرائيلي ...
- الجيش الأردني يكثف طلعاته الجوية
- مناورات تركية أمريكية مشتركة


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي المسعود - هل نحن أمة غابت عنها القيم ..؟؟؟