أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - المذاق الذي أصبح رخيصاً














المزيد.....

المذاق الذي أصبح رخيصاً


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 6915 - 2021 / 6 / 1 - 17:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في كتاب – البذور والجذور والتمر – للمفكر المتخصص في تاريخ اليهود عبد الوهاب المسيري، قال : سيدة امريكية اخبرته عندما زارته في منزله ان لحم الدجاج يعد من اقل انواع اللحوم جودة ولذلك هو ارخص اللحوم، واضاف المسيري :
لقد اصبح مذاق الدجاج رخيصاً في فمي انا الذي كنت اجده لذيذا للغاية .
ونظرية (المذاق الذي اصبح رخيصاً) قد نصنع منه عالماً من الافكار والطموحات التي سقطت وتهاوت بعد ان كانت زاخرة بالأحلام التي توصل الى حقيقة الواقع الذي خذل وما زال يخذل، في صورة اقفاص و نحن اشبه بالدجاج الرخيص ولحمنا ارخص في ظل الصور والأفلام والفضائيات التي تصدر لنا كل لحظة وجوها فلسطينية متعبة تحاول تسلق جبال الحياة بصعوبة ، وتحت أسوار وقيود ورصاص يرصد الموت الخطوات ويهجم تحت عدة عناوين ولا أحد يحاسب، يكفي أن تكون الطلقة في صدرك ، في رأسك وتنتهي .. و يكون مذاق الملح الاحتلالي العاجز عن الصراخ .
في مشهد له مذاق الملح أيضاً وعمق التجاهل وتراكم الغبار، اعلنت مؤسسة " ياسر عرفات " الخيرية عند موت "ياسر عرفات " انها ستقوم بانتاج فيلم سينمائي وتوثيقي طويل عن حياة ومسيرة القائد، خبر عادي وطبيعي في ظل هيمنة "الفن السابع " السينما ، والقدرة على التأثير وعلى حفظ قيمة وتواجد الشخص وتمرير افكاره التي كان يؤمن بها .
ارادت مؤسسة "ياسر عرفات " عبر الفيلم حفظ الذاكرة من الذوبان ، لأن تاريخ "ياسر عرفات" هو تاريخ مرحلة هامة ومفصلية في حياة الشعب الفلسطيني ، اضافة ان الفيلم يوثق ذاكرة ما زالت حية وتعيش على حافة الصور والصفحات وتعتبر هذه الامور من اساسيات المواجهة مع الصهيونية التي تحاول شطب التاريخ وقلع الذاكرة من جذور الماضي الذي يشكل تهديداً حقيقياً للدولة الاسرائيلية .
ان انتاج واخراج فيلم عن حياة "عرفات " يضع غيابه وابتعاده عن سلطة القرار في حالة تواجد ولو عن طريق خيال في شريط سينمائي يحاول مد اصابعه نحو الواقع المؤلم .
ان انتاج افلام عن حياة الزعماء والقادة مهمة وطنية عند الشعوب التي تشعر بفضل هؤلاء الاشخاص، تسعى لترسخ صورهم في ذاكرة الاجيال ، حفاظاً على المستقبل والشعب الذي يحترم الماضي ويكن الوفاء لقادته يشعر ان مستقبله سيكون مشرقاً ، فالتربة صالحة لزراعة التاريخ الواثق من مقدرة اهله .
مع ان السينما العربية معروفة بتجاهلها المرير للقادة والزعماء ، واذا كانت هناك محاولات ، او طفرات فنية كانت تدخل اما في مجال التجارة او في مجال الطعن وتفريغ الحقد ، وغالباً ما يستغل الانتاج الفني اسماء قادة قدماء حتى لا تكبر دائرة الاتهام وتبقى محصورة في فنتازيا تاريخية مسلية .
لقد تحولت السينما اليوم الى جهة توثيقية لا يستطيع احد انكارها وتجاهل قدراتها وتأثيرها ، لذلك سعت مؤسسة "ياسرعرفات" الخيرية ، الى الاعلان ان انتاج فيلم عن حياة عرفات هو مهمة فلسطينية يجب ان تلقى الترحيب والدعم ، لكن المفاجأة كانت ، ان لا احد يريد دعم الانتاج وبعد طرق الابواب الى حد التسول توقف المشروع ورفعت الايدي .
المؤسسة اعلنت بصراحة ووضوح انها لن تقوم بإخراج الفيلم بسبب ضعف التمويل المالي !!! انتاج الفيلم يكلف خمسة ملايين دولار او اكثر .
رئيس المؤسسة حاول جمع المبلغ من عدة جهات عربية وفلسطينية لكن لم يتجاوب معه احد ، لقد توجه الى زوجة ياسر عرفات "سهى" التي تعيش في جزيرة مالطة على حساب القضية الفلسطينية ، ولا يعرف احد كم هي ثروتها ؟ وكم ترك لها من اموال ؟ مع العلم ان الشعب الفلسطيني يعرف ان تركها الوطن وانعزالها وابتعادها عن معاناة الشعب الفلسطيني لا يليق بزوجة قائد وزعيم ، حتى انها لم ترد على صاحب المؤسسة ولم تحاول مناقشة فكرة الفيلم ، وهذا التصرف يزيد من عزلتها ويدين اختيارها كزوجة قائد ، اذا ما قورنت مع الزوجات اللواتي يسعين لتخليد ذكرى ازواجهن .
ايضاً اعتذرت السلطة الفلسطينية عن التمويل المالي ، ولم ترحب بالمشروع السينمائي ، لقد كانت خيبة امل مؤسسة "ياسر عرفات" كبيرة لدرجة طي المشروع ووضعه على الرف .
اكتفت المؤسسة في توزيع جوائز ثقافية ونضالية على مستوى العالم العربي وتفعيل ذكرى رحيله سنوياً في ظل تجاهل سلفه محمود عباس .
قديماً قالوا ( قل الحليب وقلت قيمة الراعي ) وحليب الثورة جف لذلك لم يعد قيمة للراعي، لكن هناك قيمة للماعز ، في الوقت الذي يرفض فيه انتاج فيلم عن حياة " عرفات " تقام في السعودية وفي غيرها من دول الخليج مسابقات (لأجمل عنزة واجمل تيس وأحلى جمل) الصور التي تبث عبر الفضائيات تبين مئات الرجال وهم في حالة انبهار بالماعز والتيس والجمال التي تلف وتدور امامهم ، وتظهر جمال شكلها وعيونها وشعرها ولونها ، ثم يتم الانتخاب ، وتفوز احدى العنزات بلقب ملكة ثم يليها اجمل التيوس بقرنيه والجمل بقامته وسنامه ورقبته . ونصاب بالدهشة حين ترى انبساط الحضور وفرح الوجوه ورقص الشوارب وكبرياء الشماغ –الحطات - الذي يزين الرؤوس التي اقسمت ان تحقق الجمال في عالم الحيوان .
ولا تجد الا ان تخرس فأنت في زمن القرون و الثغاء.
شوقية عروق منصور – فلسطين



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اغتصاب الرحم ومخالب المستوطنين
- العشماوي وجارتنا أم اسحاق
- امرأة شهر آذار
- ابن الحارة الذي اصبح مخرجا سينمائيا في هوليود
- في شهر المرأة .. شهر آذار أنحني تقديساً لأم أحمد جرار
- في شهر آذار من يتذكر يارا وأطوار
- البن والجرح العميق -
- عزت العلايلي في الطريق ايلات
- نبض المكان وحرير الذكريات
- لماذا لاتوجد صبية فلسطينية تكتب مذكراتها مثل آنا فرانك
- البحر لنا والشاطىء لنا
- الأنوثة تباع بالكيلو في الأسواق العربية
- ام كلثوم غني لشوارع التطبيع
- الجماجم ليست للغفران
- زمن فهد الكورونا
- في زمن حسن شاكوش
- الوجه الآخر الذي عرفته وداعاً للنجمة نادية لطفي
- نعمة تعانق جثة القانون واسراء عانق جثة النسيان
- عندما يسرق الأسير الفلسطيني ابنه من وراء القضبان
- نرفع العلم فيموت الأسير


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - المذاق الذي أصبح رخيصاً