|
غلق | | مركز دراسات وابحاث الماركسية واليسار | |
|
خيارات وادوات |
|
عيون لاتنام
أمام عتبة الباب وقفت ترتجف وأبنها البكر وزوجته ينظران اليها بوجوه جامدة خالية من خطوط المشاعر الأنسانية وجيوش من خيبة الأمل والأنكسار تجتاح هيبة الكرامة وعزة النفس الأبية وصرخات مكبوتة داخل قبضة الحنجرة تمنعها بقوة خوفآ من فقدان العلاقة الروحانية المقدسة بين الأم والأبن , كان موقفآ لاتحسد عليها هناك ظلم وإجحاف في حقها ولكنها لاتريد أن تتعقد الأمور أكثر تحاول مما لديها من قوة أن تدع مساحة من الأمل لكي تعبر عربة العلاقة جسر الصعوبات . منذ أول لقاء تعارف للتعرف على الفتاة التي كان ينوي الأرتباط بها فوجئت الأم بفتاة غريبة الأطوار وليس هناك أي وجه شبه بينها وبينهم ... فتاة ليس لها ذرة أحترام متسلطة ومتعجرفة ورغم تلك الملاحظات قبلت بها أمام رغبة الأبن في حينها همست في أذن نفسها وقالت: لعلي مخطئة ولعل الأيام تصلح حالها وايضآ أبني حر في الأختيار . لم تكن من الأمهات اللاتي يفرضن رأيهن على أولادها ولكنها ربتهم بتفاني ونكران الذات الى أن أوصلتهم الى أعلى المرات وصاروا يعرفون الصح من الخطأ. لم تتصور في يوم من الأيام يحكم عليها القدر بهذه المفاجئة المرة وينقطع صلة الرحم بينها وبين أبنها البكر الذي كان مثالآ يقتدى به حيث اصبح مهندس ناجح وبار بوالديه الى أن دخلت في حياتهم تلك التي أبعدته عنها وعن العائلة بكل صلافة وأنانية ...قالت بسرعة وفي حلقها مرارة وذل: أفرضوا أنني مخطئة ألا يستحسن أن نعطي أنفسنا فرصة لردم العلاقة وإصلاح ماأنكسر { رغم أنها على يقين من عدم أقترافها أي خطأ بحقهم } ولكن كان واضح أن الطرف الآخر مصر على قطع خطوط التواصل بشكل نهائي . قالت زوجة الأبن بعنجهية وقوة : لامجال لإعطاء فرصة , مضت ومضى وراءها الأبن كأنه مسحور ومسلوب الإرادة .لم يلقي أي أهمية للصدمة التي قصفت ظهرالأم ..سقطت ذراعيها الى جانبيها حيث كانت مستعدة لأستقبالهم على صدرها .. أصابها الذهول ووقفت لثوان متسمرة في مكانها وعينيها مليئة بالدموع الساخنة همست وقالت بصوت مخنوق :ياألهي ماذا كانت تقرأ في رأسه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
|
|