أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - واثق الجابري - ما كان للأحزاب يحبو














المزيد.....

ما كان للأحزاب يحبو


واثق الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 6873 - 2021 / 4 / 19 - 23:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


معروف أن العمل السياسي والحزبي مرهون بالإنطلاق من تطلعات الجماهير، لتتحول الأمنيات الى أهداف وغايات وشعارات، وعمل حزبي وبرامج للوصول الى الغايات الأسمى، وكسب رضا الجماهير في خدمة الدولة وتحقيق مصالح على الأقل أغلبيتها.
لم تترك الأحزاب العراقية سبيلاً إلاّ وجربته، وبأكثر سلوك حزبي فئوي مناطقي طائفي، وتحدثت لنا عن " حب الوطن من الإيمان"
على هذه الشاكلة فأن الإيمان يعني أن " ما كان لله ينمو" والمفترض أن تتحول مراحل جنينية الدولة، الى النمو والتقدم بالعمل المشترك وتراكم خبرات العمل السياسي، وإدارة الدولة وفق المتغيرات والتعامل مع المعطيات، بمخرجات لا تكلف المواطن عناء المطالبة، لتأتي الى بابه إحتاجاته لأنه إختار من ينوب عنه.
ثمانية عشر عاماً من التجربة لو كانت فيها الأحزاب أجنة لوصلت الى قمة شبابها، ولكن بعضها شاخ قبل عمره الإفتراضي، وما زال يحبو في العمل السياسي ويدور في نفس الدائرة، وتلك الدولة الجنينية، ما تزال لا تعرف لغة تتحدث بها، نتيجة طبيعة النزاعات والصرعات والتصريحات والعمل المتقاطع، ومعظمهم ما يزال لا يعرف الإنتقال من مرحلة لأخرى ونشاط، وتطوير للأدوات؛ ثمانية عشر عام والمشكلات تتراكم ويضيق أفق الحلول، ويبدو أن الجنين ما يزال لا يفهم أبجديات الوطن في ظل الفوضى التي إختلفت عن مفهومه، وأهمية الدستور وأهمية المواطن، وما تزال الأحزاب تحبو لا تعرف لغة ذلك الوطن الذي ضاعت عليه المفردات، ويعيش بين كم الأدوات التي يساء إستخدامها أو تترك مشلولة.
ما تزال الأحزاب تعمل بالمزايدات والمقايضات والحديث الإعلامي، وكسب الجمهور لتحقيق مكاسبها لا تحقيق مكتسبات له، وما تزال تتصارع في الظاهر، وتتفق في الباطن على أضعاف الدولة، ولا تشعر بالواقع المتغير، الذي يحتاج الى عقد إجتماعي وسياسي جديد، يتعامل مع المراحل وينتقل النظام السياسي، من الحبو الى القيام والحركة والعمل الفعلي، وما تزال كلما إقتربت الإنتخابات تعود الى مربعاتها الأولى، وتستخدم الطائفية والقومية والمناطقية والخدمات البلدية، وتتحدث عن رفضها للطائفية والمحاصصة وهي منكمشة على نفسها لا تشكل تحالفات تعبر بها مراحل محترقة، حتى تتجاوز تفشي الفساد والدويلات العميقة التي تشيع الفوضى.
إن الأحزاب وكثير من القوى لم تنطلق من حب الوطن لتجعله إيمان ينمو، وعملها لذاتها لا يقبله الله والشعب والقانون والعدل الإجتماعي، وما ينمو قُتل بالمحاصصة الحزبية والهيئات الإقتصادية وقاد قادته حاشية منتفعة أوهموا قادتهم بحب الجماهير وأن أعمالهم مرضية، في حين أنهم اخفوا السياسة عن الجماهير، ليكون هؤلاء الحاشية في المنطقة الضبابية التي ضاع فيها الخيط الأبيض من الأسود، ولا يرى قادتهم كيف بين يوم وليلة أصبحوا من الأثرياء وأصحاب النفوذ، فيما لا يعرف الشعب من نهب الأموال وأين ضاعت الحقوق.
ما كان للأحزاب يحبو ولن يكبر، وسيصاب بالشلل والتكلس في مرحلته التي هو فيها، وسيصبح كائناً غريباً بين مجتمع يعيش قفزات، من التحول والتطلع الى ملاحقة رَكب التطور، والأحرى بالقوى السياسية ترك تنمية الهويات الفرعية لإنماء الهوية والوطنية، وتقدير حاجة الدولة الى عقد سياسي وإجتماعي جديد، يعيد العملية السياسية الى سكتها وصوابها، بالتعامل الجدي مع المرحلة الحالية والمستقبلية بقراءة واقعية إستراتيجية، وإن لم يكن الإيمان بالوطن هو حب وتضحية تضع الشعب في مقدمة من يجني رفاهيته، والحب لغير الوطن كفر وإلحاد وطغيان، لأن الوطن إطار جامع لكل المكونات، ويمكن أن تتقارب القوى التي تؤمن بالإعتدال، مقابل فريق متشدد، ويكون التنافس على أساس منطلقات الوصول الى نضوج العمل السياسي، وليعرف الجمهور أيّ من الجهتين أقرب للوطن، ومن حقك أن تشكل حزباً، ولكن الحق الأهم أن يكون حزباً ينمو به الوطن.



#واثق_الجابري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تحتاج القوات العراقية للتدريب؟!
- لماذا تتأخر الموازنات؟
- الشيعة.. ومحنة الهوية الوطنية
- مقربون أضروا بالكاظمي
- قمة روحية بين القداسة والمقدس
- لو كان الفاسد رجلًا لقتلته
- دوامة الإفراط في التعددية
- زيارة البابا.. رسائل الى العراق
- عقد إجتماعي ومغادرة التوافقية
- الموازنة وغياب التوازن
- متى يكون العراق قوياً
- دعاة من نوع آخر
- المعارضة.. شعار لطيف وتطبيق ضعيف
- البصرة بين الأقليم والعاصمة الاقتصادية
- المحافظات بين الفضيحة والنطيحة
- بغداد.. محافظة أم عاصمة!
- شكراً ترامب!
- صراع الصلاحيات.. المركز والمحافظات
- برلماني برتبة محافظ
- أطفالنا آمال ..ضائعة


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - واثق الجابري - ما كان للأحزاب يحبو